يستعدّ ملايين المسلمين للتوجه إلى الأراضي المقدسة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لكن العلماء يدعون إلى توعية هؤلاء الحجاج بمخاطر متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط (ميرس) المعروفة باسم "كورونا"، والتي أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور 824 إصابة بها منذ العام 2013. ووفقاً لما ذكرته المنظمة، فقد توفي 40 في المئة من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في المستشفيات.
وقال مساعد المدير العام لشؤون الأمن الصحي والبيئة في المنظمة الدكتور كيجي فوكودا إن منظمة الصحة العالميّة ما زالت لا تفهم كيفيّة انتقال العدوى، ما يشير إلى مدى الصعوبة التي تواجه العالم في إيقاف الفيروس في وقت قريب. وكانت غالبيّة الإصابات سجّلت في السعوديّة. ويُعتقد أن الإصابة بالفيروس تتمّ بشكل رئيسي من خلال الاتصال مع الإبل. لكن فوكودا أشار إلى احتمال وجود حيوانات أخرى تقوم بدور "مستودع" للفيروس، وهذا أمر تتعيّن دراسته. في الوقت نفسه، حمّل الدول في الشرق الأوسط مسؤوليّة السيطرة على العدوى.
وأشار فوكودا إلى أن زيادة الحالات ناجمة كما يبدو عن اختلاط المصابين في المستشفيات مع آخرين سليمين قبل أن يتمّ تشخيصهم على النحو الصحيح وعزلهم. وأوضح أن المرض انحسر الآن بفضل جهود الوقاية، التي يعدّ غسل الأيدي أحد أبسطها وأكثرها فعالية. وتابع: "على الأقل في السعوديّة، مستوى الاهتمام بتعزيز مكافحة العدوى قوي جداً. إنهم يبذلون جهوداً جبّارة. وما نأمله من الدول الأخرى في المنطقة هو أن يبذل الجهود نفسها لتعزيز مكافحة العدوى".
لكنه شدّد على الحاجة إلى مزيد من الجهود قبل بدء موسم الحجّ، عندما يتوجّه ملايين الناس من كل أنحاء العالم إلى المملكة، وبالتالي يتعيّن إطلاع الحجاج، لا سيما أولئك الذين يعانون من مشاكل صحيّة، على هذا التهديد، ويتعيّن كذلك وضع إجراءات للوقاية ابتداءً من الآن.
ولفت فوكودا إلى أن ثمّة من يجلب معه العدوى أو ينقلها، "لذلك أجرينا مناقشات مركزة، ليس مع المملكة العربيّة السعوديّة فقط، وإنما أيضاً مع عدد من الدول التي تأتي منها أعداد كبيرة من الحجاج".
وقد بدأت مجموعات بحثيّة بتطوير مصل خاص، لكن الأمر قد يستغرق أعواماً حتى تصل إلى نتيجة.