خاص "البيئة والتنمية"
خلص تقرير نُشر مؤخراً إلى أن المحيط المتجمد الشمالي سيكون خالياً إلى حد كبير من الجليد البحري صيفاً في غضون عشرين سنة من الآن. وكان التقرير الصادر عن برنامج المراقبة والتقييم القطبي التابع لمجلس القطب الشمالي أكّد على دور الغازات المسببة للاحتباس الحراري في حصول تغيرات واسعة في النظم المناخية والهيدرولوجية والبيئية الخاصة بالقطب الشمالي.
وبحسب ما جاء في التقرير الذي أعدّه خبراء في مجال المناخ، فإن انخفاضاً متزايداً لوحظ في سماكة واتساع الغطاء الجليدي مقارنةً بنتائج تقرير 2011. كما لوحظ تراجع مساحة الجليد الربيعي وتناقص مدته، وارتفاع الحرارة القريبة من سطح التربة الصقيعية. وهذا ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر على الصعيد العالمي بشكل يفوق تقديرات الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ التي جرى إعلانها قبل أربع سنوات فقط.
ويحذر التقرير من أن نجاح العالم في الحفاظ على الاحترار العالمي تحت العتبة المستهدفة (2 درجة مئوية) لن يكون كافياً في إيقاف التحولات التي يمكن أن تصبح دائمة. ومن بين أخطر هذه التحولات اختفاء جليد القطب الشمالي صيفاً قبل نهاية ثلاثينيات هذا القرن.
ويُظهر التحليل الجديد أن متوسط عدد أيام ظهور الغطاء الجليدي البحري انخفض بمقدار 10 إلى 20 يوماً في كل عقد منذ عام 1979. وشهدت بعض المناطق، مثل بحار بارنتس وكاراس، انخفاضاً أكثر حدة. إن جليد البحر المختفي يعني أن المحيط الأشد كتامة سيمتص المزيد من طاقة الشمس، مما يسرّع الاحترار في المنطقة.
مع ذوبان الجليد، سوف تكون هناك طرق شحن جديدة عبر القطب الشمالي، مما يزيد التلوث في هذه المنطقة الهشة. ومن شأن ذلك أيضاً أن يفتح إمكانية الوصول إلى النفط والغاز البحريين، مما يؤدي إلى نشوء منافسة على تلك الموارد، ومزيداً من الضرر.
كما يشكّل ذوبان التربة الصقيعية إشكالية كبيرة للمجتمعات المحلية في القطب الشمالي التي تستقر على ما كان في السابق أرضية صلبة. البنية التحتية من سيبيريا إلى ألاسكا مروراً بكندا تغرق، وزيادة ذوبان الجليد سوف يؤدي إلى تفاقم الأضرار.
ولا يقتصر الأمر على مناطق الشمال، فارتفاع مستوى سطح البحر حول العالم يزداد بشكل متسارع، ومن المتوقع أن تؤثر هذه التغيرات في القطب الشمالي على الطقس في مناطق خطوط العرض الوسطى، وتؤدي إلى اضطرابات في الرياح الموسمية لجنوب شرق آسيا.