Friday 17 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
كاثرين زاندونيلا سرطان الثدي أسبابه بيئية أيضاً   
تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 / عدد 116
تشرين الأول (أكتوبر) هو شهر التوعية بسرطان الثدي، وخلال الشهر الماضي أظهر التشخيص إصابة نحو 15 ألف امرأة ''جديدة'' بالمرض في الولايات المتحدة وحدها. وتصاب به امرأة من كل 9 نساء تقريباً. وفي حين تؤدي المورثات دوراً في كثير من الحالات، فإن نحو 70 في المئة من النساء اللواتي خضعن للتشخيص كن مصابات بسرطان غير موروث.
لقد تم التثبت من بعض الأسباب الحياتية والبيئية. فانجاب الأطفال في مرحلة متقدمة من العمر، والبلوغ الباكر، كلاهما يزيدان خطر الاصابة بسرطان الثدي. ومن المعروف أيضاً أن التعرض للاشعاع الناتج من تصوير الصدر بأشعة إكس أثناء الطفولة، وتناول البدائل الهورمونية، يزيدان الخطر. وترتفع معدلات الاصابة لدى النساء البدينات، واللواتي يزداد وزنهن أثناء مرحلة البلوغ، واللواتي يشربن الكحول باستمرار.
من الناحية الايجابية، أظهرت دراسات ان ممارسة رياضة قوية لمدة 45 الى 60 دقيقة يومياً لخمسة أيام أو أكثر في الأسبوع يمكن أن تقلل خطر الاصابة لدى جميع النساء. وفي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، فان أي رياضة منتظمة تمارسها النساء يمكن أن تساعد.
لكن أبحاثاً جديدة أظهرت عوامل أخرى، هي ملوثات تراوح من المبيدات الى دخان التبغ.
مواد كيميائية مؤثرة
تظهر الدراسات يوماً بعد يوم أن مواد كيميائية منتشرة حولنا تؤدي دوراً في حدوث سرطان الثدي، من خلال اتلاف الحمض النووي DNA، أو تعزيز نمو الورم، أو تعديل نمو الغدد الثديية قبل الولادة أو خلال مرحلة البلوغ أو أثناء الحمل أو بعده.
وفي مراجعة للدراسات، أجراها معهد Silent Spring في ولاية مساتشوستس الأميركية، ونشرت في عدد أيار (مايو) 2007 من مجلة Cancer، حدد الباحثون 216 مادة كيميائية كانت لها علاقة بسرطان الثدي في دراسات أجريت على حيوانات. و35 من هذه المواد هي ملوثات هوائية، وعُثر على 73 منها في منتجات استهلاكية أو كملوثات غذائية.
الديوكسينات: هذه المواد المتراكمة في دهون الحليب واللحوم والأسماك هي من المواد الكيميائية الأقوى ارتباطاً بسرطان الثدي، وقد بينت دراسات أجريت على حيوانات أنها تؤثر في بنية الغدد الثديية. ويمكن أن تكون للديوكسين تأثيرات طويلة الأمد على تطور الثدي اذا حدث التعرض في الرحم خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث بعض النساء قد لا يعرفن حتى أنهن حوامل. وقد أظهرت الدراسات أن الحيوانات التي حصل تعديل في تطور غددها الثديية بسبب التعرض للديوكسين داخل الرحم، اذا تزاوجت وأنجبت، فإن الغدد الثديية لذريتها تتعدل أيضاً. وهذا يشير الى أن التعرض لهذا السم البيئي يمكن أن يعدل تطور الثدي لدى أجيال متعاقبة، بحسب ما ورد في عدد حزيران (يونيو) من مجلة Endocrinology. والديوكسين يمكن أن يضر أيضاً بتطور الثدي إذا حدث التعرض له خلال الفترتين الحرجتين الأخريين، وهما  مرحلة البلوغ وفترة إدرار الحليب.
تلوث الهواء: يحتوي الهواء الملوث على هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات (PAHs) وكثير من المواد الكيميائية الأخرى المرتبطة بسرطان الثدي لدى حيوانات المختبر. وتقول جوليا غرين برودي، وهي باحثة في معهد ''سايلنت سبرينغ'':  ''عندما يفكر الناس في سرطان الثدي لا يخطر ببالهم تلوث الهواء، لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث توحي لنا بأن الهواء الملوث قد يؤدي دوراً في الاصابة بهذا المرض، لأنه يحتوي على مواد كيميائية يعرف أنها تسبب سرطان الثدي لدى الحيوانات''.
المبيدات: هي مصدر محتمل آخر للتعرض الكيميائي. فقد وجدت دراسة نشرت في عدد آذار (مارس) 2007 من American Journal of Epidemiology أن خطر الاصابة بسرطان الثدي في جزيرة لونغ آيلاند بولاية نيويورك هو أعلى لدى النساء اللواتي أبلغن عن استعمال مبيدات حشرية في منازلهن. والمبيد ''د.د.ت'' الذي حظر استعماله منذ مدة طويلة ما زال على قائمة التعرضات المحتملة المرتبطة بسرطان الثدي.
وقد تعرضت ملايين النساء الأميركيات لهذا المبيد نتيجة برامج مكافحة الحشرات في أربعينات وخمسينات القرن العشرين. ووجدت الدراسة أن خطر اصابة النساء اللواتي تعرضن له أثناء الطفولة (تم قياس ''د.د.ت'' في دمهن الذي تم التبرع به خلال الستينات لاجراء دراسة سابقة) هو أكبر من خطر اصابة النساء اللواتي ولدن قبل استعمال ''د.د.ت''. وفيما لم تعثر دراسات سابقة على علاقة بين ''د.د.ت'' وسرطان الثدي، استطاعت هذه الدراسة أن تفحص وجود ''د.د.ت'' في دم النساء خلال فترة زمنية أقرب الى وقت التعرض.
تقول باربرا كون، الباحثة في معهد الصحة العامة في بيركلي بولاية كاليفورنيا: ''النساء اللواتي ربما تعرضن للمبيد ''د.د.ت'' قبل بلوغ الرابعة عشرة من العمر هن اللواتي تعرضن لأكبر خطر... وكل امرأة تقريباً في الولايات المتحدة خلال تلك السنوات قد تعرضت لهذا المبيد''.
الجانب الحاسم في هذه الدراسة أنها تتعامل مع مرحلة حدوث التعرض. وتتراكم أدلة بأن التعرض أثناء الطفولة يؤدي الى زيادة أكبر في خطر الاصابة بسرطان الثدي. فعلى سبيل المقارنة، الفتيات اللواتي تعرضن للاشعاع في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية كان معدل اصابتهن بسرطان الثدي أعلى منه بين النساء اللواتي تعرضن وكنّ بالغات.
التدخين غير المباشر: العلاقة بين التدخين غير المباشر وسرطان الثدي تبقى مثار جدل. لكن علماء وكالة حماية البيئة في كاليفورنيا مقتنعون بأن دخان التبغ في الهواء قد يسبب سرطان الثدي، على الأقل لدى النساء اليافعات قبل انقطاع الطمث، بناء على مراجعة لدراسات نشرت في عدد شباط (فبراير) 2007 من مجلة Preventive Medicine. ولأسباب ما زالت غير معروفة، فإن خطر اصابة نساء مدخنات بسرطان الثدي ليس أكبر كثيراً من خطر اصابة نساء غير مدخنات يتعرضن لدخان غير مباشر.
خيارات أفضل
لقد انخفض مؤخراً معدل تسجيل اصابات جديدة بسرطان الثدي بين النساء البيض في الولايات المتحدة، ولكن يعتقد الباحثون أن السبب قد يكون انخفاض عدد النساء اللواتي يجرين تصويراً اشعاعياً أو صوتياً للثدي. واجراء فحوص أقل يعني تشخيصات أقل. وتدعم هذا الاتجاه حقيقة أن النساء الأميركيات من أصل افريقي لم تتغير لديهن نسبة الاصابة بسرطان الثدي ولا نسبة إجراء التصوير.
وهناك سبب آخر لانخفاض الاصابات بين النساء البيض، هو تخفيفهن من استعمال البدائل الهورمونية المرتبطة بازدياد خطر الاصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، فيما النساء السود في الولايات المتحدة لم يخفضن استعمالها.
وتوصي الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان بأن تجري النساء منذ عمر الأربعين صورة اشعاعية للثديين سنوياً ما دمن في صحة جيدة. 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.