تخاف الصحافة أن تسبقها الأحداث، فتصبح مواضيعها قديمة قبل وصولها الى القارئ. مع أن الحروب هي أكثر الأحداث إثارة، لم يكن علينا، كمجلة بيئية، أن ننتظر النتائج، لأن الخطة كانت مكشوفة. فقبل انطلاق المعارك في حرب العراق الأخيرة، أعلنت الجيوش صراحة عن لائحة أسلحة التدمير البيئي المزمع استخدامها، من "أم القنابل" الى اليورانيوم المستنفد، فكتبنا عنها قبل شهرين. ولا بد أن تكون دراسة الآثار البيئية للحرب عنوان مواضيع كثيرة في المستقبل. أما حرب الأرض المحروقة التي تشهدها البيئة الفلسطينية، فقد قررنا أن تحتل غلاف العدد، لكي لا ننسى.

هذه مجلة تعنى بالبيئة والطبيعة، فوجودها يقوم على الأمل والثقة بالمستقبل لا على الحروب والنزاعات. ولأننا نرغب في أن نعطي رسالة أمل، حتى وسط نيران الموت المتصاعدة من رمال الصحراء، فقد خصصنا ملف "كتاب الطبيعة" في هذا العدد لموضوع عن الحياة البرية في الصحراء العربية، مع لوحات ومختارات من أجمل أبيات الشعر التي تصف غارب مجدها، وذلك ليس للبكاء على الأطلال، بل لفتح نافذة على المستقبل يتسلل منها نور الماضي المجيد.