عدد حزيران (يونيو) من مجلة "البيئة والتنمية"
نفايات في الفضاء
بيروت، 10/6/2019
صدر العدد 255 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر حزيران (يونيو) 2019، وهو متوفر مجاناً على الانترنت عبر الموقع الالكتروني www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "نفايات في الفضاء: تلوّث خطير تعزّزه الشركات الناشئة". تمثّل الأجسام التي يصنعها البشر ويرسلونها إلى الفضاء مصدر قلق دائم منذ إطلاق القمر الإصطناعي الأول "سبوتنك 1" عام 1957. لكن خطر النفايات الفضائية ليس محصوراً في حوادث التصادم، إذ قد يكون لتكاثرها في المستقبل أثر على نوعية الهواء. ووفق علماء البيئة، يشكّل هذا تحدّياً جدّياً من الضروري مراقبته عن كثب.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "مبادرات عربية لمواجهة ندرة المياه"، وعلى عكس الأفكار التي تقترح اقتطاع جبال جليد من القطبين وجرّها إلى البلدان الخليجية لتوفير المياه العذبة، تبدو الخطوات التي تتبعها شركة المراعي السعودية في استيراد المياه على شكل أعلاف جاهزة أكثر واقعية وجدوى. لكن ما الذي يدفع المراعي لتبنّي هذا الخيار المكلف؟ وهل هناك مبادرات جريئة أخرى لمواجهة ندرة المياه في العالم العربي؟ وفي مقال بعنوان "تلوث الهواء في العالم العربي الأسوأ عالمياً"، فقد وجدت دراسة نُشرت حديثاً أن معدلات الإصابة بالربو بين الأطفال العرب بسبب انبعاث ثاني أوكسيد النيتروجين هي الأعلى عالمياً. ومن بين 194 دولة شملتها الدراسة، احتلت 7 دول عربية المراكز المتقدمة.
وفي العدد أيضاً مقال بعنوان "عجائب الأرض كما لم تشاهدها من قبل" يضم مجموعة من الصور التجريبية التي التقطها القمر الإصطناعي "سكاي سات" لعدد من أكثر المعالم المذهلة في العالم من زاوية لم يسبق لنا رؤيتها من قبل. ويعرض مقال بعنوان "المجلات العلمية في شهر" لأبرز إصدارات المجلات العلمية العالمية لشهر حزيران (يونيو).
وفي افتتاحية العدد بعنوان "الجدوى الاقتصادية والمخاطر البيئية"، يروي رئيس التحرير نجيب صعب قصة لقاءه بصديق لم يره منذ 20 عاماً، يدير حالياً شركة استشارية عالمية، اختصاصها وضع خطط للمصارف والمؤسسات المالية في مجال إدارة المخاطر. هذا الصديق أبدى اهتماماً زائداً بموضوع البيئة والتغيُّر المناخي، ولدى سؤاله عن السبب، أجاب بأن عمله في إدارة المخاطر لا يقتصر على الجرائم والمخالفات المالية، بل يشمل حماية القطاع المالي والمستثمرين وشركات التأمين من الأضرار التي يمكن أن تسببها الكوارث البيئية، خاصة تلك الناجمة عن تغيُّر المناخ. والقطاع المالي ليس وحيداً في النظر جدياً إلى مخاطر الكوارث البيئية وتغيُّر المناخ، حمايةً لاستثماراته. يخبرنا صعب عن لقاءه بـ "اختصاصي في تغيُّر المناخ وآلية التنمية النظيفة" في شركة "سابك" للصناعات البتروكيماوية، والذي أخبر صعب ان تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) عام 2009 عن أثر تغيّر المناخ على البلدان العربية بيّن له أن الجبيل وينبع، حيث بعض أضخم الاستثمارات الصناعية لشركة "سابك"، هما بين المناطق المهددة بارتفاع البحار. وبما أن التقرير كان الوثيقة الوحيدة عن الموضوع في ذلك الوقت، فقد استند إليه ليقترح على الشركة إجراء دراسة مفصّلة عن الموضوع. ويخلص صعب إلى القول بأن "الشركات الصناعية الكبرى في العالم، وقد تكون شركات الصناعات البترولية في طليعتها، تثق بالعلم وتأخذ مخاطر التغيُّر المناخي على نحو جدّي، ليس حفاظاً على سلامة البيئة في كوكب الأرض فقط، بل لحماية استثماراتها أيضاً".
|