تلقى المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) بمزيد من الحزن خبر رحيل واحد من كبار الخبراء الباحثين المتعاونين، الدكتور محمود الصلح، الذي وافته المنية يوم الأحد 16 تشرين الثاني (نوفمبر). وقد ووري الراحل الثرى في مسقط رأسه في صيدا، لبنان. ويترك الدكتور الصلح إرثاً مرموقاً من الأخلاق والمعرفة، من خلال عمله في مؤسسات دولية وإقليمية في مجال البحوث الزراعية واهتمامه الخاص بقضية الأمن الغذائي في المنطقة العربية وغيرها من الدول النامية، وهو إرث يهتدي به الباحثون والناشطون في قضايا التنمية الزراعية وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومكافحة الفقر والجوع.
وقال الأمين العام للمنتدى نجيب صعب إن "أفد" يخسر بغياب محمود الصلح ركناً شامخاً من الذين بنوا سمعته ورسَّخوا موقعه المميز. فقد أسهم الدكتور الصلح في عدد كبير من تقارير المنتدى عن وضع البيئة العربية، خصوصاً في مواضيع الزراعة والأمن الغذائي والأراضي القاحلة والتغيُّر المناخي، كما شارك في مؤتمراته كمتحدث ومحاور. وهو قام بكل هذا بكفاءة عالية، مستنداً إلى خبرة واسعة وعميقة اكتسبها عبر سنوات طويلة من العمل في مراكز قيادية، من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والبنك الدولي، إلى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) الذي قاده إلى نجاحات كبرى أثناء فترة ولايته كمدير عام. وهو كان، مع الدكتور عبد الكريم صادق، المحرر المشارك لتقرير "أفد" الشامل عن الأمن الغذائي في المنطقة العربية عام 2014، الذي كان له أثر بالغ في تبيان ما يلزم لتتمكن البلدان العربية من إحراز تقدم ملموس نحو تحقيق أمنها الغذائي. وكانت مساهمة محمود الصلح الأخيرة في تقرير "أفد" الرابع عشر عام 2023، حيث كتب فصلاً عن "أثر الأوبئة والحروب على الأمن الغذائي العربي".
وإلى جانب علمه الواسع ومعرفته العميقة في أمور التنمية والبيئة، فقد اكتسب الدكتور الصلح محبة زملائه والعاملين معه، لطيب معشره وسمو أخلاقه، فضلاً عن حواره الهادئ ونقاشه الموضوعي. وكان دائم الاستعداد للعطاء من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة للبشرية وتقدمها وتأمين العيش الكريم لها وثقتها بنفسها.
إذ تتقدم الأمانة العامة للمنتدى العربي للبيئة والتنمية بالعزاء الحار لأفراد عائلة الفقيد وأهله وزملائه وأصدقائه جميعاً، تشاركهم الرجاء أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.