تواصلت تداعيات نفوق الأسماك في الكويت، وعلى الرغم من تطمينات الجهات المختصة بأن «الوضع تحت السيطرة» وأن بحر الكويت بمأمن من الملوثات الصناعية والكيميائية، فإن فرق الرصد البيئي عادت لتؤكد أن التلوث بلغ درجة كبيرة تستلزم إجراءات عاجلة، فالبحر أصبح مسمماً.
رسمياً أعلنت الهيئة العامة للبيئة أنها ستكشف عن نتائج التحاليل الخاصة بنفوق الأسماك قريباً، فور انتهاء المختبرات من عملها.
وأضافت الهيئة في بيان أنها تعكف على إجراء جميع التحاليل وفق البروتوكولات البيئية المعتمدة التي تتبعها، مشيرة إلى أنها لم تكلف أي جهة بتحليل الأسماك النافقة مؤخراً، بل تقوم بذلك بنفسها وفي مختبراتها.
ميدانياً، كشف رئيس فريق «كاياك فور كويت» البيئي بشار الهنيدي، عن رصد الأقمار الاصطناعية العالمية بقعة كبيرة من الطحالب الهلامية الخضراء، وقد تكون عالية السمية، وقدّرت مساحتها بحجم المكسيك وتتزايد في بحر العرب وتمتد من عُمان حتى باكستان، مشيراً إلى احتمال وصولها إلى سواحل السلطنة، بعد رصد نفوق كبير في أسماك السردين مطلع الشهر الجاري.
واشار إلى أن النفوق حدث نتيجة نقص حاد في الأوكسيجين، بحسب إعلان وزارة الزراعة والثروة السمكية العُمانية، التي ظهرت نتائجها بعد يوم من النفوق، داعياً الجهات المعنية في البلاد إلى متابعة هذه البقعة الضخمة والاستعداد لما قد ينتج عنها.
وأوضح ان بعض الطحالب الضارة تتسبب بنفوق الأسماك، ويصبح تناولها او ملامستها خطراً على الانسان وصحته، مبيناً ان نفوق الاسماك الأخير استنزف الثروة السمكية في بحر الكويت، وأي كارثة بيئية أخرى ستكون لها تبعات وخيمة على الأحياء البحرية في الخليج العربي بصفة عامة.
وقدّر رئيس فريق الغوص وليد الفاضل حجم الأسماك النافقة بجون الكويت في الفترة الماضية بأكثر من 50 طناً، وتمركزت النسبة الأكبر من النفوق على امتداد 5 كيلومترات، وبالتحديد في شواطئ السلام، الشويخ، الدوحة وعشيرج، فضلاً عن شواطئ جزيرة أم النمل، وكان غالبيتها من أسماك الجم، إضافة إلى الميد. (عن "القبس")