Wednesday 24 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
تشرين الثاني (نوفمبر) 2006فلفل حار لأفيال أفريقيا
  • سياج في قارب نهري يتفرجون على قطيع فيلة في منتزه شوبي الوطني في بوتسوانا
  • الاولاد في قرية كاسكيا المحاطة بحقول السرغوم ضمن "شريط كابريفي" في نامبيا
  • شجرة باوباب معمرة مزقت الفيلة جذعها فبات مصيرها الموت
  • تحضير سياج فلفل حار بتلطيخ قطع قماشية بمزيج من الفلفل الحار وزيت المحركات المستعمل لابعاد الفيلة عن الحقول
  • قنبلة فلفل حار ـ مزيج من روث الفيلة المجفف والفلفل الحار، توضع حول حقول المحاصيل وحين تشعل تصبح مثل قنبلة دخانية كريهة الرائحة تنفر منها الفيلة
  • بستان فلفل حار في احدى القرى
  • صبي في حقل سرغوم يحاول ابعاد الفيلة بقرع الطبل، وهذه طريقة تقليدية خطرة وغير فعالة
  • قطيع من الفيلة في منتزه كروغر الوطني في جنوب أفريقيا. ويبدو ثور نوّ في البعيد
 مارك شولمان
كان الفيل الافريقي في الماضي يطوف عبر معظم "القارة السوداء" من ساحل البحر المتوسط شمالاً الى رأس الرجاء الصالح جنوباً. وعلى رغم صعوبة تقدير أعداده آنذاك، يعتقد أنه كان هناك ما بين ثلاثة وخمسة ملايين فيل في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين. لكن الصيد المفرط طمعاً بالعاج، وخسارة الموائل، أديا الى انخفاض هذه الأعداد انخفاضاً حاداً في سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وحالياً، يقدر عدد الفيلة التي ما زالت على قيد الحياة في افريقيا بين 400 ألف و660 ألفاً.
وفي بعض أنحاء القارة، يتزايد عدد الفيلة بفضل سنوات من جهود الحماية الناجحة. ولكن، في بعض الأماكن، تتسبب الاعداد الكبيرة في احتدام الصراع بين البشر والحياة الفطرية، اذ من المعروف أن الفيلة تُغير على المحاصيل الزراعية وتهدد أحياناً أرواح الناس.
يجري حالياً النظر في خيارات لدى بلدان جنوب أفريقية بغية التصدي لمشكلة تزايد أعداد الفيلة محلياً. ومن هذه الخيارات توسيع موائلها من خلال اقامة مناطق محمية عبر الحدود وحماية ممرات الهجرة، ونقل البعض منها الى مناطق لا تزال الأعداد فيها قليلة، واستخدام وسائل لتحديد نسلها، وحتى قتلها المتعمّد بهدف تقليص أعدادها، وهو عملية تثير جدلاً حامياً. لكل خيار حسناته وسيئاته وتكاليفه وعوائقه.
تقول الدكتورة سوزان ليبرمان، مديرة البرنامج العالمي للأنواع في الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (WWF): "القتل يجب أن يكون الملاذ الأخير، بعد استقصاء جميع الخيارات غير المميتة وتجربتها واختبارها جيداً. ومن الضروري أيضاً أن تطور البلدان المعنية خططاً وطنية واقليمية طويلة الأجل وواسعة النطاق لادارة الفيلة والأراضي، مما يتيح لهذه الحيوانات أن تتواجد من دون أن تشكل خطراً على النظم الايكولوجية والمجتمعات المحلية. وهذه الخطط يجب أن توفر أيضاً فوائد لهذه المجتمعات".
من خلال "برنامج الفيلة الأفريقية"، عمل الصندوق العالمي لحماية الطبيعة على تعزيز حماية وادارة الفيلة في أفريقيا. ويشمل البرنامج اقامة محميات عبر الحدود للمساعدة في حماية ممرات الهجرة، وبناء القدرات في البلدان التي توجد فيها موائلها، ووضع برامج لادارة الموارد الطبيعية التي تخدم المجتمعات المحلية.
السكان يحمون ويربحون
في منطقة "شريط كابريفي" شمال شرق ناميبيا، حيث تلتقي حدود أنغولا وبوتسوانا وزامبيا وزيمبابوي، هناك ألوف الفيلة التي تعبر هذه الحدود في أي وقت. وفي شمال بوتسوانا وحده أكثر من 100,000 فيل تتكاثر بمعدل 5 في المئة سنوياً، وتلحق أضراراً فادحة بالنباتات في مناطق محمية مثل منتزه كوبي الوطني.
بيفن مونالي، المنسق الميداني لدى هيئة التنمية الريفية المتكاملة وصون الطبيعة التي يمولها الصندوق في شريط كابريفي، شرح ذلك بقوله: "نعم، هناك بالتأكيد فيلة أكثر من اللزوم هنا، وهي تسبب أضراراً لا يستهان بها لمحاصيل المزارعين وحتى للناس". ويشهد الشريط صراعاً متعاظماً بينها وبين البشر، وقد قتل أحد الفيلة جدة بيفن قرب منزلها عندما كان عمره خمس سنوات. وهو يقول: "ان اللجوء الى تدابير مثل القتل المتعمَّد سيقضي على كثير من الفيلة. اذا كنا نتحدث عن الحماية، فعلينا ايجاد التوازن الصحيح مع الاهتمام بحاجات المجتمعات المحلية. والحل الوحيد هنا هو تحديد حصص صيد (كوتا) للمحميات. وهذا سيمنح المجتمعات المحلية مزيداً من الاشراف على ادارة الحياة الفطرية".
تقوم المحميات بعمل فريد في ناميبيا، كنظام يمنح المجتمعات المحلية مسؤولية الحفاظ على الموارد الطبيعية والحياة الفطرية وحق ملكيتها. وتمتلك المحميات المسجلة حقوقاً في حصص صيد مستدام حددتها وزارة البيئة والسياحة. والحيوانات البرية، بما فيها أعداد صغيرة من الفيلة، يمكن صيدها واستهلاكها من قبل المجتمع المحلي أو بيعها الى شركات تصنع منها تذكارات، على أن تذهب العائدات الى المجتمعات المحلية مباشرة.
يقول كريس ويفر مدير مكتب الصندوق العالمي لصون الطبيعة في ناميبيا: "في الماضي لم تكن المجتمعات المحلية تحصل على أي شيء مقابل استغلال مواردها، أما الآن فتُدفع لها مبالغ على ذلك. ويمكنك أن تفعل الكثير بالمال، مثل تحسين النظام التعليمي وزيادة فرص العمل وطبعاً ادارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام. الفكرة هي أن تتولى المجتمعات المحلية إدارة الأرض والحياة الفطرية والموارد الطبيعية، بحيث تكون مربحة وتحقق في النهاية اكتفاء ذاتياً".
في محمية سمامبالا، مثلاً، يكسب المجتمع المحلي ما يصل الى 11,000 دولار مقابل كل فيل. وفي محمية كاسيكا المجاورة، هناك حصص تسمح بصيد أربعة فيلة وستة جواميس وبرنيقين (فرسي نهر) وتمساحين. ان قيمة هذه الحصص، لو روعيت، قد تفوق 80,000 دولار.
جوزف تمبوي مايوني، زعيم قبيلة مافوي التي تعيش في محمية مايوني الواقعة ضمن شريط كابريفي، شرح الوضع بقوله: "تصرفات المجتمع المحلي إزاء حماية الحياة الفطرية تغيرت منذ انشاء المحميات في منطقتي. وإذ يرى أبناء شعبي أن الفوائد تذهب مباشرة الى المجتمع المحلي، فهم يعلمون أن من مصلحتهم العناية بالحياة الفطرية".
ولكن، على رغم أن المجتمعات المحلية في ناميبيا أصبحت أكثر تسامحاً وتحمّلاً للحيوانات البرية نتيجة وجود المحميات، فهذا لا يعني أن صراع البشر مع الحيوان قد توقف. ما زالت الفيلة في كثير من الأماكن تعكر صفو الحياة اليومية. والأطفال في محمية إمباليلا القريبة من الحدود مع بوتسوانا كثيراً ما يخافون الذهاب الى المدرسة بسبب وجود قطعان الفيلة في المنطقة. ونتيجة لذلك حُرم كثيرون من الدراسة المنتظمة. وأحياناً ينتهي الصراع بمأساة. ففي محمية كاسيكا، قتل في السنوات الأخيرة خمسة أشخاص نتيجة هجمات حيوانات برية، ثلاثة قتلتهم أفراس نهر وواحد قتله تمساح وواحد قضى في مواجهة مع فيل.
الغزوات والفلفل الرادع
يعبر نحو 1600 فيل الحدود من منتزه كوبي الوطني في بوتسوانا من حزيران (يونيو) الى تشرين الثاني (نوفمبر) كل سنة، للرعي في أراضي محمية كاسيكا. وتُتهم الفيلة بأنها تغير على المحاصيل فتتلف الدخل السنوي للمزارع في غضون دقائق. يقول موسى ماسيكو من قرية سيكونغا الواقعة ضمن شريط كابريفي: "لقد تعرض حقلي للغزو مراراً. هذه مشكلة، فليس لدي أي دخل آخر ولا أحصل على أي تعويض. وعندما يأتي أحد الفيلة، من المؤكد أن يتبعه المزيد. أتوقع مزيداً من الغزوات، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً".
الفيلة ليست ضخمة فقط، وانما ذكية أيضاً. فهي تستطيع أن تقتلع بسهولة الأسيجة التي تحمي المحاصيل، وحتى الأسيجة المكهربة التي تشلّ الحركة، ولا تخاف القرقعة والاصوات المرتفعة التي يطلقها المزارعون لردعها عن محاصيلهم. لكن يبدو أن لديها نقطة ضعف واحدة، فهي لا تحب الطعام الحار.
تبين أن الفلفل الحار هو رادع فعال للفيلة في ناميبيا وأنحاء أخرى من أفريقيا. وهو يمزج بزيت محركات وتطلى به حواجز الحبال حول الحقول، أو يمزج بروث فيلة جاف ويحرق ليتحول الى "قنابل فلفل حار".
ألبرت ستنزي مزارع آخر من سيكونغا شاهد حقوله المزروعة بالذرة تتعرض للغزو خمس مرات في سنة واحدة. قال: "سأجرب تقنيات الفلفل الحار. سأحاول استعمال أي شيء لوقف الغزوات".
من خلال مشروع يدعمه الصندوق العالمي لحماية الطبيعة، يزرع الفلفل الحار في عدة محميات لاستعماله في طرد الفيلة التي تغير على المحاصيل. يقول الدكتور ب. ج. ستيفنسون خبير الفيلة الافريقية لدى الصندوق: "إنه حل بسيط وفعال. فالنجاح في خفض الغزوات على المحاصيل وزيادة الغلال جعل الناس أكثر تحمساً ودعماً لأنشطة الحماية، وأثبت أن الناس يمكنهم العيش الى جانب الحيوانات البرية حين يطورون سبل عيشهم بطريقة مستدامة. وهذا بدوره يساعد في ضمان مستقبل طويل للفيلة".
مارك شولمان مدير تحرير نشرة WWF International في سويسرا.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.