Tuesday 16 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كانون الأول (ديسمبر) 2008الحياة تغيرت على الاسكيمو
  • صيادون في قرية ساكس هاربور حيث الجليد البحري في تقلص متواصل
  • تغير المناخ يذيب الجليد
  • تجفيف لحوم الأسماك تحت الشمس. الذباب زائر جديد وصل الى الجزيرة مع ارتفاع درجات الحرارة
  • آثار أقدام دب قطبي قرب قرية الإنويت
  • تريفور لوكاس يحمل سمكة اصطادها
  • حفر الجليد على سطح بحيرة عذبة لصيد الأسماك تحته
  • أزهار في صيف الجزيرة الذي يدوم شهرين
  • القطن القطبي
  • قفازان من فرو الثعالب القطبية صنعتها والدة تريفور
  • الأشنة غذاء أيائل الرنة التي تنبش الثلج للوصول اليها lichens
  • أطفال الأنويت في قرية ساكس هاربور على جزيرة بانكس
  • مخيم صيد
  • صيادان وفقمتان على شاطئ القرية
  • والد تريفور الثاني (من اليمين) يرافق مجموعة صيادين أتو الى الجزيرة
 راغدة حداد (جزيرة بانكس، منطقة القطب الشمالي)
"أريد أن أعيش حياتي كلها في هذه الجزيرة"، قال لي تريفور لوكاس الذي التقيته على جزيرة بانكس النائية في المحيط المتجمد الشمالي. وهو شاب في الثالثة والثلاثين من عمره، رافقنا كراصد للحياة البرية والبحرية على سفينة الأبحاث الكندية "أموندسن" التي أمضيت على متنها أسبوعين في صيف 2008.
تريفور من شعب الإنويت، المعروف بالاسكيمو. كان قومه على مدى الزمن من الصيادين الرحّل، يعتاشون من صيد الأسماك والفقم وثيران المسك وأيائل الرنة وإوز الثلج، ويسكنون في أكواخ الإيغلو التي يحفرونها ويبنونها في الجليد. لكن حياتهم تغيرت كثيراً منذ ستينات القرن العشرين، حين دفعتهم الحكومة الكندية الى التخلي عن حياة البداوة والاستقرار في قرى ثابتة. وأمنت لهم منازل مركّبة (prefabricated) ووقوداً للتدفئة ومدارس وخدمات طبية وغيرها من "إغراءات" الحضارة.
الإنويت اليوم لن يبدلوا الكهرباء ودفء الديزل بحياة الايغلو. لكن منتقدي السياسة الحكومية الحسنة النية يعزون تفكك تراثهم الى التحولات، ويقولون إن هناك جيلاً كاملاً من هذا الشعب لا يستطيع الاندماج في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبرّ الكندي، ولا يملك المهارات التي تؤهله للعيش في البحار المتجلدة على طريقة الآباء والأجداد.
يعيش تريفور في قرية يسكنها 120 نسمة، وهي القرية الوحيدة في الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو ألف كيلومتر مربع. ويعمل مع والده الذي يملك وكالة صيد وسياحة. فيرافقان الصيادين الأجانب الذين يدفع كل منهم نحو 20 ألف دولار لخدمات الارشاد والتخييم والتنقل وغيرها، في رحلة صيد تدوم أسبوعين. ومسموح لأهل الجزيرة بصيد 28 دباً قطبياً في السنة، يبيعون جلودها في مقابل 1600 دولار للواحد. كما يسمح لهم بصيد 400 ثور مسك في السنة، يأكلون لحمها ويصنعون من جلودها بسطاً وفرشاً ومعاطف تقيهم صقيع 35 درجة تحت الصفر في الشتاء.
لكن أهل الجزيرة لم يعودوا يصطادون هذه "الكوتا" التي سمحت بها الحكومة. قال لي تريفور: "غالبية الشبان مشغولون الآن بالكومبيوتر والانترنت، ولم يعودوا راغبين في الصيد. الجميع الآن يملكون هواتف ترسل عبر الأقمار الاصطناعية، وأجهزة آي بود الموسيقية، ومركبات الأراضي الوعرةATV ". أما هو فلا يهمه إلا أن يعيش صياداً طوال حياته: "أريد أن أكون في الهواء الطلق، أسرح مع الأيائل وآكل ما أصطاد".
حتى الطبيعة تغيرت في تلك الأصقاع، مع ارتفاع معدلات الحرارة وذوبان الجليد البحري وتقلص رقعته عاماً بعد عام. وهذا ما يشعر به سكان جزيرة بانكس. فالصيادون الإنويت، إذ يرتحلون على السهوب الجليدية أو يحصدون السمك من البحر، يلاحظون أصغر التغيرات في بيئتهم. والتغيرات الأخيرة كانت كبيرة ومقلقة. فهم يعتمدون على الجليد في تنقلاتهم. والجليد البحري يبدأ الآن بالتكون في الخريف متأخراً أسبوعين أو أكثر عن الماضي، والذوبان الربيعي صار يبدأ مبكراً أسبوعين أو أكثر. والجليد المعمّر بات أصغر ويرتحل بعيداً عن شاطئ القرية في الصيف، آخذاً معه الفقم التي يعتمد عليها السكان في غذائهم. وفي الشتاء، بات الجليد البحري رقيقاً ومتكسراً، ما يشكل خطراً حتى على الصيادين المتمرسين الذين يعتمدون على عبوره في تنقلاتهم. وفي الخريف أصبحت العواصف أكثر شدة وتكراراً، ما يجعل ركوب القوارب صعباً وخطراً.
الطقس الحار في الصيف يذيب طبقة الجليد الدائم تحت التربة، ما يسبب انهيارات على امتداد الشاطئ وضفاف البحيرات الداخلية. وقد أدى ذلك الى تصريف مياه إحدى بحيرات الجزيرة ونفوق أسماك مياهها العذبة. وتنزاح أسس منازل كثيرة في قرية الإنويت. وتصل الى الجزيرة أنواع جديدة من الطيور التي تحتمل الآن برودتها الأقل وطأة، مثل السنونو وأبي الحنّاء. وفي المياه القريبة، اصطاد الأهالي سمك السلمون للمرة الأولى في تاريخهم. وعلى الأرض باتت أسراب الذباب والبعوض تؤرق حياتهم وتحمل اليهم أمراضاً لم يعرفوها من قبل.
الإنويت معروفون بقدرتهم على العيش في ظروف مناخية قاسية، والتكيف مع التغيرات، والصمود حيث يعجز الآخرون. لكن تغير المناخ يمثل تهديداً مختلفاً عن كل ما واجهوه سابقاً. ولا شك أن بقاء تراثهم وطريقة حياتهم مشروط بقدرتهم على التكيف مع هذا التحدي الجديد.
...مواضيع أخرى
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.