شهد مؤتمر نيس زخماً حقيقياً، ولكن رافقه أيضاً الكثير من العمل غير المنجز. لقد كانت هذه لحظةً حاسمةً لسدِّ الثغرات في حماية المحيطات. ورغم إحراز بعض التقدم، إلا أنه لم يُستغل بالكامل من قِبل جميع الحكومات.
بعد 20 عاماً، أصبحت معاهدة أعالي البحار أخيراً في متناول اليد. ومع تصديق 51 دولةً وتعهُّد المزيد من الدول بالانضمام، لا يفصلنا سوى 9 دول عن العدد المطلوب، وهو 60، دولةً لدخولها حيّز النفاذ. لكن تلك الدفعة الأخيرة لم تُحرز في نيس، والآن يتزايد الضغط على الحكومات المتبقية لجعلها مُلزمةً قانوناً.
تتزايد الدعوات لوقف التعدين في أعماق البحار، حيث تدعم 37 دولةً الآن وقفاً احترازياً أو حظراً تاماً، وهي علامةٌ مُبشرةٌ بالإرادة السياسية لحماية النظم البيئية الهشة. لكن التقدم في التصديق على اتفاقية الحدّ من دعم مصايد الأسماك الضارة لا يزال بطيئاً للغاية، حيث انضمت بَنَما فقط حتى الآن، وتحتاج إلى 9 تصديقاتٍ أخرى. للحفاظ على صحة محيطاتنا وازدهار مصائد الأسماك مستقبلاً، يجب على الحكومات التحرُّك بشكل عاجل.
لا يمكننا إنقاذ المحيطات بأموال قليلة. ومع أن التمويل الأزرق بدأ يكتسب اهتماماً أخيراً، لكننا ما زلنا نعاني من نقص قدرُه 550 بليون دولار سنوياً عن المبلغ اللازم لصحة المحيطات على المدى الطويل. وبدون استثمار عاجل، نخاطر بتسريع انهيار التنوُّع البيولوجي البحري، وتقويض الأمن الغذائي لبلايين البشر، وإضعاف أحد أقوى احتياطاتنا في مواجهة تغيُّر المناخ.
بعض الدول، مثل البرازيل وفرنسا وبَنَما وكوريا الجنوبية، حضرت إلى نيس مستعدة للقيادة - وليس مجرد الكلام. لكن مصير المحيط ليس بأيديها وحدها. إذا لم يتحرك العالم معاً الآن، فقد نفقد شريان الحياة الذي يغذينا جميعاً.
توم بيكريل هو المدير العالمي لبرنامج المحيطات، معهد الموارد العالمية (WRI)
|