حان الوقت ليعترف المجتمع بعامل النظافة، الذي يسهر على نظافة شوارعه وأزقّته من أوساخه وأزباله وقذارته.
آن الأوان ليقف له المجتمع احتراماً وإجلالاً، واعترافاً بالخدمات الجليلة التي يقدمها له.
هذا الرجل الذي يعمل ليل نهار ليقينا من روائح أزبالنا الكريهة، وليحافظ على جمالية مدننا وصحتنا وصحة أطفالنا.
هذا الرجل الذي يخدم وطنه في صمت، ويساهم في تنميته اقتصادياً وسياحياً وثقافياً واجتماعياً.
هدا الرجل الذي يبتسم ويصبر على الأذى الذي نُلحقه به لغبائنا البيئي، ومساهمتنا من دون أن ندري في عنائه، حين نرمي مخلّفاتنا في أزقّة وشوارع يكون قد كنسها إلا أنه ومع ذلك لا يتكلم ولا يبدي أي ملاحظة أو اعتراض بل يتركنا لضميرنا.
ويمتد عنف المجتمع الرمزي تجاه هذا الرجل العظيم إلى نعته بكل الصور المحِطّة لكرامته.
ولا يكتفي المجتمع بنظرته الاحتقارية له، بل يمتد عنفه إلى التهميش والإقصاء، متجلياً في أجره الهزيل وأوضاعه الاجتماعية والاقتصادية المزرية.
لولاه لتحوّلت مدننا إلى قمامة، تهدد سلامتنا الصحية واستثماراتنا الاقتصادية والسياحية، ولتدهورت حياتنا الاجتماعية.
واذا كان عامل(ة) النظافة يحتل مكانة هامة في المجتمعات الديمقراطية، التي شيّدت له تماثيل في مدنها اعترافاً له بخدماته، فمازال السؤال مطروحاً في العالم العربي حول التمثُّل المجتمعي والمؤسساتي لمهنة النظافة.
ألم يحن الوقت بأن تهتم الحكومات العربية بعامل(ة) النظافة، وتعتني به ليس فقط مالياً واجتماعياً بل كذلك معنوياً ورمزياً، بتخصيص يوم للاحتفال به والاعتراف بما قدمته أجيال من عُمّال وعاملات النظافة لهذا الوطن العربي.
عبد المجيد بوشنفى، رئيس الجمعية المغربية للإعلام البيئي والمناخ
|