Sunday 08 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
منتدى البيئة
 
فتيحة الشرع الجزائر تُصنّف حرائق الغابات ضمن المخاطر الكبرى | 18/09/2023
قانون للمكافحة وتدابير وقائية وتجهيزات حديثة للإطفاء
 
خلافاً لما حصل على الضفة الأخرى من المتوسط، ما زالت حرائق الغابات في الجزائر حتى هذا الوقت من السنة أقلَّ حِدةً، وغطّت مساحات أصغر، مقارنة بالسنوات الماضية. وحصل هذا رغم موجات الحرّ التي ضربت المناطق الساحلية، حيث يوجد الغطاء الغابي بكثافة، متجاوزةً في بعض المناطق 49 درجة مئوية، مع رياح جافة بلغت سرعتها 65 كيلومتر في الساعة. وبلغت المساحة المتضررة حتى بداية سبتمبر (أيلول) نحو 33 ألف هكتار، مع خسائر بشرية وصلت إلى 34 ضحية، بينهم جنود من الجيش الشعبي الوطني يشاركون إلى جانب عناصر الحماية المدنية في عملية الإطفاء وإجلاء السكان، الذين تجاوز عددهم هذه السنة 1500 شخص. ومنذ 2021، فاقت الاعتمادات المالية لتعويض أضرار الحرائق 23,51 مليار دينار (نحو 172 مليون دولار) حسب وزير المالية لعزيز فايد.
 
ويُرجِع أهل الاختصاص انحسار مساحة الحرائق حتى هذا الوقت من السنة إلى دعم قطاع الغابات بإمكانات إضافية، كاقتناء طائرات وقاذفات مياه ورفع عدد الأرتال المتنقلة وشق المزيد من المسالك الغابية ووضع أبراج مراقبة. لكن التجهيزات تبقى قليلة في المنطقة الشرقية ذات الأهمية الكبيرة في الكثافة والتنوُّع، إذ تحوي أشجاراً غابية يتجاوز عمرها مئات السنين، بينها أنواع نادرة مثل العرعار الفينيقي والصنوبر الحلبي. وتتكرر الحرائق في هذه المنطقة، خصوصاً في ولايات مثل بجاية وجيجل وسكيكدة وخنشلة والطارف، وهي في الغالب مناطق سياحية يكثر عليها الطلب في فصل الصيف.
 
ولا تراهن الدولة الجزائرية فقط على تسخير الوسائل الكفيلة بحماية غاباتها من الحرائق، وهي حصنها في مواجهة تغيُّر المناخ، بل سنَّت في العام الماضي قانوناً لردع المتسببين باندلاع الحرائق عمداً، مع برمجة دورات تدريبية مكثّفة في مجال الغابات للشرطة العلمية وعناصر الدرك الوطني. وتتراوح عقوبة المخالفين ما بين 30 سنة إلى المؤبد، بحسب الأضرار والأماكن. وفي هذا الشأن يرى السيد سعيد فريطاس، المدير الفرعي المكلَّف بحماية الثروة الغابية في المديرية العامة للغابات في الجزائر العاصمة، والتي هي تحت وصاية وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أن العامل البشري على رأس قائمة الأسباب المباشرة لاندلاع الحرائق، سواء بسبب اللامبالاة بترك النفايات والحشائش اليابسة كخط فاصل بين السكان والغابات، أو من خلال أعمال تخريبية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن حرائق الغابات في الجزائر تم تصنيفها ضمن قائمة المخاطر الكبرى من خلال القانون الصادر في 2004، مما يستوجب وضع مخطط للوقاية والحماية وتسخير الإمكانيات المادية والبشرية.
 
ويركّز مخطط مكافحة حرائق الغابات لسنة 2023 على فتح خنادق إضافية لتقسيم الغابة الواحدة إلى أجزاء تُعيق عملية انتشار الحرائق، إلى جانب زرع أشجار التين الشوكي (الصبار) كعازل طبيعي فعال وأقل تكلفة. كما تم وضع الكثير من الأحواض المائية لحماية حيوانات الغابات من العطش بسبب موجة الجفاف التي طالت مدتها، وكأداة تساعد في توفير مياه الإطفاء. ولكن رغم كل ما سُخِّر، تبقى هناك بعض النقائص والأخطاء المكلفة، كما حصل مؤخراً في بعض المناطق الشرقية كولاية خنشلة، حيث حدثت عملية مغادرة البؤر التي اشتعلت دون الإبقاء على إجراءات اليقظة الدائمة، مما تسبب في الإشتعال مرة ثانية والتسبب في خسائر معتبرة، خاصة أن تكرار الحرائق في المناطق نفسها يهددها بالهشاشة والإنجراف والتصحُّر، كما هو الحال في منطقة الأوراس في الشرق الجزائري.
 
لكن التطور الإيجابي الذي يبعث على التفاؤل هو تنامي الوعي لدى المواطنين، خاصة القاطنين في جوار الغابات، حيث انتشرت ثقافة التبليغ عبر الخط الأخضر وحتى عبر مواقع التواصل الإجتماعي، شريطة توفُّر شبكة الاتصالات التي تبقى ضعيفة وقليلة في الكثير من المناطق الغابية والجبلية، رغم إدماج متعاملي الهواتف النقالة كطرف في الحماية. وزاد تطوُّع المواطنين في دعم فرق الإطفاء وفسح الطريق أمام سيارات الإطفاء والإسعاف، بعدما كان تجمُّع المواطنين للمشاهدة أكبر عائق للوصول بسرعة. كما أصبح المواطن يدرك عواقب الإستخفاف بسرعة انتشار الحرائق بعد كارثة ولاية الطارف في الحدود الشرقية مع تونس، وتسجيل الكثير من الضحايا، بينهم أطفال ظنوا أن النار لن تصل إليهم، فبقوا في الغابات وحدائق الترفيه ووقعوا ضحية ألسنة اللهب والدخان وحوصروا من كل جهة، لتبقى صورةً مرعبة في ذاكرة الجزائريين.
 
ولا بد من التنويه بالمكاسب الجديدة، ومنها مستشفى الحروق الخطيرة الذي تم تدشينه أخيراً، بتجهيزات حديثة وطاقم طبي متمكّن، دعماً لسلسلة تدابير التكفُّل بضحايا حرائق الغابات التي أصبحت تثير رعب الجزائريين كلّما لاحت بوادر ارتفاع درجات الحرارة. وكذلك مصنع تدوير بقايا جذوع الأشجار المحترقة في ولاية الطارف الشرقية، وهو الأول عربياً والثاني إفريقياً لتحويل الجذوع إلى صفائح خشبية عالية الجودة. والإضافة الأخرى هي ما أعلن عنه وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ عن اعتماد صور الوكالة الفضائية الجزائرية في عملية المكافحة وإعادة تهيئة المناطق المتضررة.
 
ويبقى الحذر مطلوباً، لأن موسم حرائق الغابات واحتمال وقوعها يمتد حتى 31 أكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.