|  
                                      نشرت إحدى الصحف المصرية قبل أيام قليلة لقاء مع من لقبته "زويل القرن الحادي والعشرين" الذي اخترع جهازاً يعمل على تدمير جبل كامل في أقل من دقيقة واحدة. وقد أشار المخترع إلى أن جهازه يملك طاقة رهيبة تجعله قادراً على اختراق أكثر من 200 كيلومتر من الرمال والجبال بدفقة ليزر واحدة، وهو بالتالي يمكنه أن يساهم في حفر قناة السويس الجديدة خلال أسبوع واحد. أثار هذا اللقاء موجة من التعليقات. فمنهم من رأى أن هذا الكلام غير منطقي واستغرب أن تكون الأمور العلمية موضعاً للاستهلاك الإعلامي، ومنهم من وجد أن المخترع يستحقّ كل التقدير والتشجيع ورأى في اختراعه تطبيقاً عسكرياً يجب دعمه وحمايته. من وجهة نظر محايدة، أظن أن دعم هذا الاختراع وحمايته هو أمر جدير بالاهتمام. ولكن في الوقت ذاته لم أجد في الاختراع جديداً يستحقّ الحماية، إذ ان مجمل أفكاره سبق طرحها ووجدت طريقها إلى التنفيذ. ففي الحلقة الثالثة من مسلسل "غريندايزر" استخدم "دوق فليد" شعاع دايزر واللولب الساحق في تدمير إحدى القواعد التي أقامتها قوّات فيغا تحت الأرض بدفقة ليزر واحدة، بشكل مشابه تماماً لما يقترحه زويل القرن الحادي والعشرين. من الأسلحة الرهيبة التي استخدمها دوق فليد كان هناك أيضاً سلاح الأمواج المغناطيسية، وهو عبارة عن أمواج تصدر عن غريندايزر وتصعق عن بعد أي صحن طائر متوحّش يحاول الإمساك به. هذا السلاح وجد طريقه إلى التطبيق السلمي في الأغراض الطبية فبدلاً من استخدام الأمواج المغناطيسية لصعق الصحون الطائرة المعادية، كان الابتكار باستغلالها لصعق الإيدز والفيروسات الممرضة بشكل انتقائي من أجل علاج المرضى. هل تذكرون جهاز الكفتة الذي طبقت شهرته الآفاق؟ المدهش هو أنك قلما تجد ما يمكن وصفه بالابتكار في الاختراعات العجائبية التي تروّج لها وسائل الإعلام العربية. على سبيل المثال، هناك من ادّعى قدرته على توليد طاقة من العدم متجاوزاً بذلك مبدأ مصونية الطاقة. وفعلياً لا يوجد جديد في ذلك، فالرجل الأخضر "هالك" على سبيل المثال يملك طاقة جاءت فعلياً من العدم. وهناك من ابتكر وسيلة تمنع سقوط الطائرات، وهذا ليس بجديد أيضاً، فسوبرمان يستطيع منع الطائرات من السقوط، بل يتجاهل قانون الجاذبية تماماً بلا أدنى جهد. أعزائي، نريد شيئاً جديداً! انسوا مسلسلات الرسوم المتحركة التي شاهدتموها في صغركم، وتجاهلوا أبطال قصص وأفلام مارفل من شاكلة الأربعة المذهلين وولفرين وسبايدرمان. ولنفكر ببطل مثل "مانغاليان"، الذي تحدّى قوانين الفيزياء من دون أن يكسرها، وكان فخراً لبلاده بالرغم من أن قواه لم تكن خارقة للطبيعة. مانغاليان حقّق شيئاً مذهلاً، إذ دخل المدار حول كوكب المريخ قبل بضعة أيام ليصبح أول مسبار تنجح الهند في إطلاقه إلى الفضاء البعيد.   |