|  
                                      تقول الحكاية إن أميراً أُعجب بصبية جميلة ولطيفة شاهدها بين الجموع، لكنها توارت عن الأنظار قبل أن يتمكن من الوصول إليها. أثناء مغادرتها، أوقعت سندريلا حذاءها الزجاجي، فطلب الأمير البحث في كل المملكة عن الصبية التي يتناسب الحذاء مع مقاس قدمها. وجد الحرس الصبية، التي أصبحت أميرة. 
 حكاية ظريفة عن غرائب المصادفات، استمتعنا ونحن صغار بسماعها وقراءتها، قبل مشاهدتها في فيلم والت ديزني. 
 لولا حضورها إلى الاحتفال وسقوط حذائها بالصدفة، لما كان للأمير أن يكتشف سندريلا ويحوّلها من بنت متواضعة إلى أميرة. لكن صفات سندريلا في الحكاية تسرق الألباب، هي كانت خارقة الجمال واللطف والتهذيب، وتستحق لقب "أميرة"، مع أنه جاءها بصدفة ضياع الحذاء. لذا كنا نفرح دائماً بما صارت اليه "أميرة الصدفة" ونصفق لها. 
 لكن الفارق  كبير بين "أميرة الصدفة" و"وزراء الصدفة" الذين نشاهد الكثير منهم اليوم، وقد جاءهم المنصب، أو جاؤوه زحفاً، بغفلة من غفلات الدهر. وإذا كانت هذه الظاهرة تنطبق على وزارات متعددة، فقد تكون "البيئة" أبرز مطارحها، لأن البيئة ما زالت تُعتبر في بلداننا وزارة هامشية، يتم منحها في كثير من الحالات كجائزة ترضية لمن يستكثرون عليهم حقيبة حكومية تُعتبر أعلى مرتبة في الأهمية والوجاهة. وينتمي هؤلاء عادة إلى أقليات سياسية أو غيرها من أنواع الأقليات، وما أكثرها! 
 ولما كان البعض يعتبر البيئة هواية و"شغل الذي لا شغل له"، فلا بأس إذا كان من يحمل حقيبتها أبعد خلق الله عنها، علماً ومعرفة وخبرة. يكفي أن تلتقي أحد أصحاب القرار في حفل اجتماعي، بالصدفة. أو أن تنتمي إلى أقلية مهمّشة لا يليق بها أكثر من جائزة ترضية. أو أن تحضر بالصدفة ساعة توزيع آخر حقيبة امتنع عنها الآخرون. 
 إذا كان الناس يتسلون بحكاية سندريلا أميرة الصدفة، الجميلة واللطيفة والمهضومة، فقد سئموا بالفعل من وزراء الصدفة والهواية.     |