|  
                                      يفضل كثير من هواة صيد الأسماك في بحيرات ولاية لويزيانا الأميركية اســتخدام الصـرصــار الحيِّ كطعـمٍ في الشِـصِّ. ويتولى السيد والاس نيكولس وزوجته تزويدهم بما يحتاجونه من الصراصير الحية.   بدأ ارتباط الزوجين نيكولس بالصراصير قبل ما يزيد عن عشرين سنة، وبالمصادفة. فبعد رحلة صيد رجعا إلى بيتهما وقد تبقى لديهما عدد من الصراصير. وبعقلية ربة البيت المدبرة، فكَّـرت الزوجة في الاحتفاظ بهذه الصراصير لكي لا يُضــطرَّا إلى شـراء كميات كبيرة في الأسبوع التالي، فتركتها في دلوٍ وضعت فيه رملاً. وفي منتصـف الأســـبوع، وجدت صراصيرها القليلة قد تكاثرت إلى مئات من الصراصير، استمرَّت تتوالد بمعدَّل أكبـر مما توقَّعـه الـزوجان. وكان الفائض عن حاجتهـــما من الصراصير يتزايد، فأخــــذا يقدمان هدايا منهـا للأصــدقاء والجيران. وسرعان ما تبلورت لديهما فكرة مشـــروع فريـد في نوعـه: إنشـــاء أول مزرعة صراصير تجارية في العالم، اختارا لها مبنىً بعيداً عن المناطق المأهولة. واعتمد "المزارعان" في البداية وبصورة كلية على الصرصــار الأميركي الأســود، ولكنهما جرَّبـا في ما بعد الصــرصـــار الأوســترالي البنيّ، فوجـداه يعطـي نتائج اقتصـادية أفضل من الصرصـار الوطني!   ويتســم تجهيـز المزرعة من الداخل بالبســاطة الشديدة. وقد صممهـا السيد نيكولس بنفسه، بشكل يوفر أكبر قدر من الراحة والأمان لرعاياه. وتحتوي المزرعة على أحواض خشبية مستطيلة يتســع كل منهـا لمعيشة عشـرة آلاف صـرصــار. وقد طُليــت جدران الأحواض بطـلاء ناعم، يعـوق الصراصير إن هي حاولت أن تتسلق الجدران هاربةً. كما تم تزويد مبنى المزرعة بنظـام لتكييـف الهــواء، للحصـــول على الظـروف المثالية للتوالـد والتربية، بحيـث يصــبح الصــرصـــار في حجم مناسب للتســـويق خـلال 45 يوماً من الرعاية الخاصة.   أما عن الطعام، فمع أن الصراصير قلما تمتنع عن أكل أي شــيء يقابلها، فإن السيد نيكولس لا يبخل على صراصيره، بل يمعن في تدليلها، ويقدم لهـا أفضل الأغذية المحتوية على نسبة عالية من البروتين.   وحين تبلغ الصراصير ســن التزاوج، لا يناسبها أن تقيم في مثل هذه الأماكن النظيفة المعقَّــمة. فينقلهـا نيكولس إلى أحواض توالد خاصة، مزودة بســطوح طينية لزجة، صالحة تماماً لأن تضع الإناث أكياس البيض فوقهـا. ويعامل البيض معاملة خاصة، فهـو مستقبل المزرعة، إذ يغطَّــى في صناديق من البلاستيك الشــفاف، لكي يحتفظ بالرطوبة حتى يفقس بعد نحو عشرة أيام. وتخرج اليرقات، التي تشبه الصراصير البالغة ولكن بلا أجنحة، وتؤخذ إلى حاضنـات خشبية حيث يتعهدها الزوجان بالعناية لتكبر وتســمن.   ويتعامل الزوجان، خبيرا الصراصير، كشــريكين في إدارة المزرعة. ولكن السيد نيكولس يفضل أن تختص زوجته بعمليات التوزيع، وذلك لأن "التعامل مع هذه الكائنات خلال رحلة نموها ليس عمل المرأة، فهو عمل مجهد ومليء بقدر كبير من القذارة".   |