|  
                                      على عادة معظم وسائل الإعلام في نهاية كل عام ومطلع عام جديد، اختارت لكم مجلة "البيئة والتنمية" مجموعة من أطرف الأحداث البيئية التي جرت خلال العام 2013.   نبدأ من أطرف دراسة على سلوك الحيوان، وهي تلك التي قام بها أحد الباحثين في جامعة شيكاغو الأميركية، وتبيّن من خلالها أن الدلفين يملك أقوى ذاكرة في المملكة الحيوانية، إذ يستطيع تذكّر وتمييز صفير أقرانه بعد مرور عشرين عاماً. وأظهرت دراسة أخرى قامت بها باحثة في إحدى الجامعات الدنماركية أن قردة الأورانغوتان والشيمبانزي تملك ذاكرة يُعتقد أنها مقاربة لذاكرة الإنسان. أما الفيلة التي يُضرب بها المثل في قوة الذاكرة بين الحيوانات فلم يتم إخضاعها بعد لاختبارات التذكّر.   عام 2013 كان مأسوياً على الحيوانات المهدّدة بالانقراض. فقد أعلن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة رسمياً انقراض وحيد القرن الأسود من وجه الأرض بسبب الصيد الجائر. من المؤكّد أن عالم الحيوان لا يعاني من مشاكل التمييز العنصري، فقريبه ـوحيد القرن الأبيض هو أيضاً على حافّة الانقراض، الأمر الذي يعني أن الأرض قد تفقد آخر حيوانات وحيد القرن خلال أعوام قليلة.   عربياً، عانت الحيوانات المهدّدة بالانقراض من الحرب الدائرة في سورية. فقد تمّ تسجيل مشاهدات لنزوح عدد من الضباع المخططة إلى الأراضي اللبنانية نتيجة الاشتباكات والحرائق التي طالت موائلها في سورية. كما تم قتل فقمة من نوع الناسكة المتوسطية التي لم يبق منها في الطبيعة سوى بضع مئات، وذلك بعد أن ظن حرس السواحل أنها جسم مفخخ. أما الخبر الأسوأ فهو ما يمكن اعتباره إعلان انقراض آخر مجموعة برّية مهاجرة من طيور أبومنجل الأصلع الشمالي، التي لم يعد منها هذا العام إلى سورية بهدف التعشيش سوى طائر واحد أنثى يُسمّى "زنوبيا" من أصل أربعة طيور شوهدت في إثيوبيا مطلع 2013. الخبر لم يبيّن كيف تمكّنت زنوبيا من التسلل خارج البلاد.   أما في مصر فقد جرى إطلاق سراح طائر لقلق أبيض بعد الاشتباه بحيازته أجهزة تجسس، تبيّن لاحقاً أنها أجهزة تعقب فضائي لمتابعة مسار هجرته من أوروبا في اتجاه جنوب أفريقيا. إلا أن هذا الطائر لم يحلّق بعيداً، إذ انتهت رحلته بعد إطلاق سراحه بفترة قصيرة ليصبح وجبة غداء على مائدة أحد الصيادين.   ونبقى في مصر حيث كان أطرف تصريح بيئي لمسؤول عربي، هو ما أدلت به وزيرة البيئة المصرية عندما اعتبرت أن حظر التجوّل ليلاً أدّى إلى انخفاض تلوّث الهواء بنسبة خمسين في المئة. البعض تخوّف أن يكون تصريح السيدة الوزيرة مدخلاً لتمديد حظر التجول إلى ساعات النهار لضمان التخلص من تلوث الهواء بنسبة مئة في المئة!   وفي العالم الافتراضي، لعل أطرف عنوان صفحة لقضية بيئية على الفيسبوك هو "عمرة أموي مش نووي"، وهي مخصّصة للحراك الأردني المناهض لإقامة مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية في موقع عمرة التاريخي. أما أطرف وسم "هاشتاغ" على تويتر فهو وسم "#هلكوني" لمجموعة من الناشطين السعوديين يسعون لمواجهة الشهادات التي تبيعها الجامعات الوهمية بما فيها درجات الدكتوراه في الاختصاصات البيئية.   نعود إلى أخبار الحيوانات المهدّدة بالانقراض، إذ كان أغرب طلب حماية حيوان من الانقراض عام 2013 هو ذاك المقترح من باحثين روس بإدراج فيل الماموث، المنقرض أصلاً، ضمن اتفاقية سايتس حول التجارة الدولية بالأنواع الحيوانية والنباتية البرية المهدّدة بالانقراض. وقد أشار هؤلاء الباحثون إلى أن الهدف من هذا المقترح هو حظر الاتجار بأنياب الماموث التي يتم استخراجها بالأطنان من مواقع مستحاثاته في روسيا، باعتبار أن هذه التجارة زادت من التجارة السوداء بأنياب الفيلة، مما جعل هذه الأخيرة عرضةً للانقراض! على صعيد البحث والابتكار في العالم العربي، فإن أطرف اختراع بيئي هو ما أعلنه أحد المخترعين عن ابتكاره طريقة لتوليد الكهرباء من مياه الشرب، معتبراً أن الكهرباء الناتجة عن هذا "الابتكار" هي طاقة متجدّدة وصديقة للبيئة، إذ تعتمد على تدفق المياه من الصنبور نتيجة ثقالة أرضية لتدوير دينامو يعمل على توليد الكهرباء. غني عن الذكر أن أحد الآثار الجانبية لهذا "الاختراع" هو هدر مياه الشرب!     |