Tuesday 23 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
نجيب صعب "ثورة خضراء" لحماية "الورقة الخضراء"  
حزيران (يونيو) 2008 / عدد 123
 حين عقدت ''إكسون ـ موبيل''، أكبر شركة نفط في العالم، اجتماعها السنوي في مدينة دالاس الأميركية نهاية الشهر الماضي، لم يقتصر المتظاهرون الذين يطالبونها بتغييرات في سياساتها البيئية على الناشطين المتجمهرين في الشارع. فقد واجهت الشركة هذه المرة ثورة من الداخل، حين صوّت كبار المساهمين على تدابير تطالب الادارة باعتماد نهج جديد يأخذ المتغيرات البيئية في الاعتبار.
اللافت أنه كان على رأس ''الثورة البيئية'' داخل ''إكسون ـ موبيل'' عائلة روكفلر الأميركية، التي استقطبت تأييد مجموعة من كبار المساهمين. وتكتسب القضية أهمية مضاعفة حين نعلم أن جد عائلة روكفلر الأكبر، جون، هو مؤسس شركة ''ستاندرد أويل'' في القرن التاسع عشر، التي تحولت إلى "إكسون".
تميزت سياسات ''إكسون ـ موبيل'' عن غيرها من شركات النفط الكبرى خلال السنوات الأخيرة بأنها اعتبرت الاستثمار في الطاقات المتجددة مضيعة للوقت والمال، في حين كان منافسوها مثل ''شل'' و''بريتش بتروليوم'' و''توتال'' يخصصون بلايين الدولارات للاستثمار في مصادر متجددة وتكنولوجيات نظيفة.
العادة أن يثور المستثمرون على الادارة احتجاجاً على انخفاض الأرباح. غير أن ''إكسون ـ موبيل'' حققت أعلى العوائد في تاريخها، إذ وصلت أرباحها الى 11 بليون دولار في الربع الأول من هذه السنة. فأين تكمن المشكلة إذاً؟
الواقع أن حماية البيئة قد لا تكون الدافع الرئيسي لثورة المستثمرين، بل خوفهم الحقيقي من عدم القدرة على المنافسة والاستمرار في تحقيق الأرباح على المدى البعيد. فلن يمكن الهرب من الالتزام بتخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهي أساساً من الوقود الاحفوري، إلى النصف مع حلول سنة 2050، لتجنب الآثار الكارثية المتوقعة من تغير المناخ. وتزداد هذه المهمة صعوبة حين نعلم أن العالم سيحتاج إلى 50 في المئة من الطاقة الاضافية سنة 2030، لمواكبة التطور الاقتصادي العالمي، خاصة مع النمو المتسارع في الهند والصين.
ستكون هناك حاجة الى جميع مصادر الطاقة، تقليدية ومتجددة. ولن ينخفض انتاج النفط والغاز، لكن التكنولوجيات والاستخدامات ستتغير. فقد ولى زمن الهدر في استخدام الطاقة، وباتت الحاجة ملحة الى ترشيد الاستهلاك والحد من الانبعاثات. أما عصر الطاقة الرخيصة فقد انقضى إلى غير رجعة، والأسعار اليوم بدأت تعكس القيمة الفعلية للبترول كمورد مهم لكنه محدود وغير متجدد. ولا نعلن جديداً في هذا الموقف، إذ سبق أن كتبنا في ''البيئة والتنمية'' عام 2000 أن السعر الحقيقي لبرميل النفط يجب ألا يقل عن 100 دولار، وتوقعنا عام 2005 وصوله الى 200 دولار، إذا أخذنا في الاعتبار القوة الشرائية والتضخم.
الشركات الذكية تفهم اليوم أن الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة وتخفيض الانبعاثات هي الطريقة الوحيدة للربح في القرن الحادي والعشرين. وليست مطالبة مساهمي ''إكسون ـ موبيل'' بضخ استثمارات كبيرة في الطاقة المتجددة ووضع حدود للانبعاثات حالة فريدة، بل أصبحت عنواناً لصراع البقاء لدى المستثمرين الأذكياء. العام الماضي أعلن بون بيكينز، من كبار رجال النفط الأميركيين، عزمه بناء أكبر مزرعة رياح في العالم، وما لبث أن وقع مؤخراً طلباً لشراء 667 مولداً بالرياح من شركة "جنـرال إلكتريك".
لورين بولسينغر، نائبة رئيس ''جنـرال الكتريك'' المسؤولة عن برنامج البيئة، قالت في مقابلة تنشر في هذا العدد من ''البيئة والتنمية'' ان الايرادات السنوية لشركتها من المنتجات والتكنولوجيات البيئية ستصل الى 25 بليون دولار سنة 2010. وهي تستثمر ثلاثة بلايين دولار لتطوير أساليب حديثة لانتاج الطاقة المتجددة. وأكدت بولسينغر أن "الأخضر" يعني لشركتها حماية البيئة، كما يعني نمو ''الورقة الخضراء''، أي الدولار. مفهوم التناقض بين حماية البيئة وتنمية الأعمال سخيف وتجاوزه العصر.
إذا لم تنجح ثورة المساهمين، فإن شركات مثل ''إكسون ـ موبيل'' ستصبح سريعاً جزءاً من الماضي. وعلى الشركات العربية أيضاً، في زمن العولمة، أن تقرأ الكتابة على الجدران وتفقه علامات الأزمنة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.