Tuesday 16 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
افتتاحيات
 
نجيب صعب أحزاب البيئة العربية بين التسلية والاحتراف  
أيلول (سبتمبر) 2008 / عدد 126
 من لبنان الى مصر والعراق، بدأت تصلنا بيانات باسم أحزاب تحمل عنوان البيئة والخضر. هذه ظاهرة صحية، إذ إن وضع البيئة على جدول الأعمال السياسي يتطلب، إلى جانب التوعية الجماهيرية، تنظيمات سياسية مؤثرة في مراكز القرار.
ما نلاحظه أن هذه الهيئات التي تسمي نفسها ''أحزاباً'' ما زالت تمارس العمل كجمعيات هواة، تفتقر الى البرامج والمؤسسات. وإذا كانت الجمعيات البيئية الفاعلة في العالم قادرة على اقتراح خطط انمائية بديلة لحماية البيئة وإنزال مئات آلاف المتظاهرين الى الشوارع لدعم تنفيذها، فلا جمعيات البيئة العربية ولا أحزابها قادرة على جمع عشرة أشخاص في تظاهرة.
وإذا كانت ''أحزاب البيئة'' في العالم العربي لا ترقى الى مستوى الجمعيات الأهلية الفاعلة، فالمطلوب منها يتجاوز حدود عمل الجمعيات، لأن للحزب اشتراطات وصفات مختلفة. فالحزب كيان سياسي، يجمع الناس حول أهداف محددة، ويضع برامج لتنفيذها، ويبني مؤسسات لانجاز مهماته، ويستقطب أعضاء يؤمنون بمبادئه، ويعمل على تحقيقها. واذا كان العمل الرئيسي للجمعية الأهلية نشر الوعي وتنفيذ بعض البرامج النموذجية، فدور الحزب السياسي يتجاوز هذا بالعمل على تحقيق أهدافه عن طريق الوصول الى السلطة، أي المشاركة في العملية الديموقراطية بتقديم مرشحين إلى الانتخابات، وحشد الضغط الشعبي لرفض أمور وتأييد أخرى، وفقاً لخطط الحزب ورؤيته.
الوصول الى السلطة يكون عن طريق برنامج يقدمه الحزب إلى الناخبين. ولا يمكن أن يحصر حزب بيئي برنامجه بقضايا البيئة فقط، بل عليه أن يضع برنامجاً يعالج شؤون الاقتصاد والاجتماع والقانون والزراعة والصناعة والعلاقات الخارجية، من وجهة نظر بيئية.
ومن البدع الغريبة أن أحزاباً عربية تحمل اسم البيئة تسمح بازدواجية انتماء العضو اليها وإلى حزب آخر في الوقت عينه. فكيف يمكن التوفيق بين الانتماء إلى حزبين سياسيين مختلفين، وإلى أي منهما يكون الولاء في حال تعارض البرامج؟ وإذا كان التجمّع يفتقر الى الولاء لمبادئ ومؤسسات وبرنامج يكفل الوصول إلى السلطة، فلماذا نصرّ على تسميته حزباً؟
إن لأحزاب الخضر التي سبقتنا في العالم مؤسسات وبرامج تنخرط على أساسها في العملية السياسية وتؤثر في عمل السلطة، إن لم تنجح في المشاركة المباشرة الفاعلة فيها. وقد شاركت أحزاب الخضر في ائتلافات حكومية عدة في العالم، وتسلّم ممثلها في ألمانيا حقيبة وزارة الخارجية. وحتى حين لا تشارك مباشرة في السلطة، فلأحزاب الخضر سطوة في جميع الدول الأوروبية اليوم، حيث تضم برامج الأحزاب الأخرى، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مبادئ وخططاً بيئية لاستقطاب الناخب البيئي.
الحزب مسألة جدية، وليس مجرد اسم وشعار. وقبل أن تسمي بعض التجمعات نفسها "حزباً"، عليها أن ترتقي إلى مستوى الجمعية الأهلية البيئية الحقيقية، التي تمتلك البرامج والأعضاء والمؤسسات. وقد تقرر التحول إلى حزب إذا نجحت في اضافة البعد السياسي والبرنامج المتكامل للوصول إلى السلطة.
الحزب مسألة جدية وليس تسلية للهواة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.