Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
نبيل زغدود ـ تونس سبخة المعمورة  
كانون الثاني - شباط/ يناير-فبراير 2012 / عدد 166-167
المعمورة سبخة ساحلية ضيّقة، تقع على الضفة الشرقية للوطن القبلي في ولاية نابل التونسية، على بعد 80 كيلومتراً شرق العاصمة تونس. وعلى رغم إدراجها ضمن قائمة المحميات الطبيعية، تعاني هذه السبخة من الأوساخ الناجمة عن استغلالها من قبل ديوان التطهير كمصب للمجاري، مما يهيئ المناخ الملائم لتكاثر الحشرات وانبعاث الروائح لتبلغ المناطق السكنية المجاورة.
كانت سبخة المعمورة حتى سبعينات القرن الماضي ملاذاً طبيعياً غنياً بالطيور والأسماك والملح. وكان تعاطي صيد الأسماك في البحيرة واستخراج ملح الطعام من السبخة نمط عيش لسكان المدينة قبل تلوثها.
تمتد هذه السبخة ستة كيلومترات في محاذاة البحر على مساحة تقارب 450 هكتاراً. ونظراً لقيمتها البيئية وثراء مخزونها النباتي والحيواني، أدرجت ضمن المحميات العالمية وباتت في عهدة وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي. لكنها منذ العام 2005 أصبحت مصباً لمياه الصرف الصحي لكامل مدينة المعمورة، ما أسفر عن تلوثها وارتفاع مستوى مياهها وانبعاث غازات وروائح كريهة، إلى جانب اختفاء تام للأسماك وتسجيل تراجع ملحوظ للطيور المهاجرة التي تأتي إليها.
 
أمراض جديدة ومتجددة
هذه الوضعية جعلت كل حديث عن التنمية المستدامة غير ذي معنى، خصوصاً في ظل التغاضي المتواصل عن هذه الكارثة المستمرة منذ نحو ست سنوات وما يترتب عنها من نتائج وخيمة في المجالات البيئية والصحية والاقتصادية للمدينة. كما ساهم تلويث السبخة والبحيرة المحاذية لها في تكاثر الحشرات التي أصبحت تبدي مقاومة أكبر للمبيدات، ما يُعتبر تهديداً مباشراً لنوعية مياه البحر بسبب الرش المتزايد للمبيدات السامة.
وبحسب عدّة تقارير صادرة عن جمعية إنماء المعمورة، فإنّ هذه الكارثة تسببت في أضرار صحيّة للسكان. فظهرت أمراض جديدة ومتجددة، منها مرض فيروس غرب النيل الذي انتشر وبائياً في تونس خلال السنوات الأخيرة نتيجة ظهور بعوض Culex. كما تمّ تسجيل أكثر من 80 حالة التهاب جلدي نتيجة لسعات البعوض خلال صيف 2011، ولا سيما عند الأطفال والرضع.
وأكّدت عدّة تقارير طبيّة ظهور حالات من حمى الضنك ومرض «شيكونغونيا» الشبيه بها، اللذين ينقلهما بعوض Aedes،كما يتخوّف السكان من إمكانية ظهور أمراض سرطانية متأتية من الغازات السامة المنبعثة من السبخة، والهواء الملوث، مع الاستعمال المفرط للمبيدات في السبخة وداخل المنازل. وقد ازداد تسجيل حالات الاسهال لدى الأطفال، مع إمكانية ظهور بعض الأمراض المنقولة بالمياه الملوثة مثل الكوليرا وحمى التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي أ، خصوصاً أن البحيرة محاذية لمدرسة الإعدادية وأحياء سكنية.
 
كارثة اقتصادية
تسبّب التلوّث أيضاً في تراجع عدد المصطافين بسبب الروائح الكريهة وتكاثر البعوض، فنتج عن ذلك تراجع في مداخيل الإيجارات التي كانت من أهمّ محرّكات النمو في المنطقة عندما كانت مقصداً للمصطافين. كما تأثّر القطاع الزراعي نتيجة تراجع السياحة الداخلية الذي انعكس تراجعاً في تسويق المنتجات العضوية والتوابل والأزهار. وتبقى الخسارة الكبرى تأثّر قطاع الصيد البحري، بسبب غياب أي إمكانية لبعث مشاريع تربية الأسماك في السبخة المغذاة شتوياً بمياه البحر.
يعتبر وضع سبخة المعمورة حالياً من أخطر أوضاع السباخ في تونس، نظراً لاستيعابها مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي لكل المدينة، مما أضر بالإنسان والحيوان وأفقد السبخة وظيفتها البيئية.
أمام هذه الأوضاع المزرية والتداعيات الخطيرة التي أصبحت ملموسة بيئياً وصحياً واقتصادياً، وأمام حالة الاحتقان المتزايد لدى السكان، أطلقت جمعية إنماء المعمورة ناقوس الخطر لتحسيس الجهات المسؤولة بضرورة التدخل الفوري. ودعت إلى الإسراع بأشغال تطهير السبخة والبحيرة من الفضلات المتراكمة، وإنجاز محطة تطهير ذات مواصفات وافية تمكن من معالجة مياه الصرف الصحي، وإيجاد حلول للتأثيرات الحاصلة في المنطقة.
لطالما طرحت السباخ في تونس العديد من المشاكل البيئية، التي تفاقمت أكثر بعد الثورة وما رافقها من انتهاك لكثير من المنظومات البيئية. ومن هذه الانتهاكات ما تتعرّض له سبخة المعمورة التي كان من المفترض استغلالها في تنمية المدينة الساحلية التي تُحيط بها وفي خلق فرص توظيف للشباب العاطل عن العمل، في إطار عمل الحكومة الجديدة على تشجيع المستثمرين للتوجه نحو الاستثمار الأخضر.
 
cadre
 
نفوق طيور مهاجرة في بحيرات تونس
 
تونس ـ «البيئة والتنمية»
شهدت بحيرة أشكل في تونس مؤخراً نفوق عدد كبير من الطيور بعد إصابتـها بتسمم غــذائي بكتيري يعرف بمرض «التسمم الوشقي» (botulism). وأكدت اللجنة الخاصة بمتابعة نفوق الطيور المائية تسجيل الظاهرة ذاتها في بحيرة السيجومي. وحذرت وزارة الصحة المواطنين، ولا سيما القاطنين قرب المناطق الرطبة من سباخ وبحيرات، من الاقتراب من الطيور الميتة أو المشتبه بإصابتها وتفادي لمسها واستهلاكها ضماناً لسلامتهم. ودعت إلى إعلام السلطات المختصة بوجود الطيور النافقة والمساهمة في التخلص منها مع اتباع الاحتياطات اللازمة.
وأوضح الخبير في المجال البيئي حمدي حشّاد لـ«البيئة والتنمية»، أنّ التسمم الوشقي ينتج من تكاثر نوع من البكتيريا في الأوحال ومياه البحيرات عند وقوع اختلال في المنظومة البيئية وتغير الظروف المناخية، كارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من 22 درجة مئوية، ونقص نسبة الأوكسيجين في الماء، وتغير مستوى «مياه البحيرة». ولعل أهم المسببات انصباب مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي في البحيرات.
وأعلنت وزارة الفلاحة والبيئة أنه «تم التعامل مع هذه الظاهرة على أساس أنها ظاهرة طبيعية تحدث في مختلف بحيرات العالم. وقد تم توجيه بيانات إلى المواطنين بهدف توعيتهم وطمأنتهم، خاصة أن البعض لم يحدث له أن شاهد مثل هذه الظواهر الطبيعية».
وتعُجّ بحيرة أشكل التي تبعد 70 كيلومتراً شمال شرق العاصمة، في فصل الشتاء بالطيور المهاجرة الآتية إليها من أوروبا وأفريقيا، ويناهز عددها في موسم الذروة 200 ألف طائر، على غرار البط الصفار والعفاس الأحمر والغرة والإوز الرمادي. وفيها أيضاً طيور مقيمة ومعششة، خصوصاً من الجوارح. وتعتبر أشكل إحدى أهمّ وأكبر المحميات الطبيعية في تونس. وقد تأسست عام 1980 وتبلغ مساحتها 12,600 هكتار، وتضم بحيرة وجبلاً وسباخاً، وهي الموقع الطبيعي الوحيد في العالم المرسّم بالاتفاقيات الدولية الثلاث لحماية الطبيعة: «رامسار» للمناطق الرطبة، «والتراث العالمي» و«الإنسان والمحيط الحيوي» لليونيسكو.
 
 
أمّا بحيرة السيجومي، التي تبعد 10 كيلومترات غرب العاصمة تونس، فيتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 8 و10 أمتار. وهي بحيرة مغلقة تستقبل مياه العديد من المجاري المائية الصغيرة، فضلاً عن المياه المستعملة في الأحياء السكنية غير المرتبطة بقنوات التطهير. وتكثر الطيور التي تقصد هذه البحيرة حيث يصل عددها إلى عشرات الآلاف.
 
 
 
 

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.