Tuesday 23 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
فاضل البدراني (بغداد) طابوق العراق  
شباط (فبراير) 2002 / عدد 47
 هل شُلت حركة البناء في العراق؟ وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فأين يذهب إنتاج معامل الطابوق (طوب البناء) بما فيه الإنتاج الرديء؟ ولماذا أسعاره مرتفعة بحيث يراوح ثمن حمولة شاحنة من 5000 طابوقة بين 45 و65 ألف دينار عراقي (الدينار يعادل نحو 3 دولارات أميركية).
القطاع الخاص، الذي يعتبر البعض إنتاجه أقل جودة وأكثر تلويثاً للوسط البيئي، والقطاع الحكومي الذي يعد إنتاجه عملة نادرة، هما الجهتان المسؤولتان عن تأمين الطابوق التقينا الصناعي خالد عبد الرحيم من محافظة ميان الجنوبية الذي يمتلك خمسة المعامل متوقفة عن العمل. قال ان سبب التوقف بدائية معامل الطابوق وعدم تجديدها واعتمادها على العمل اليدوي، كما أن نسبة التلوث البيئي عالية. ومع ذلك فان أجور العمال مرتفعة، والمعمل الواحد يحتاج إلى أكثر من 200 عامل. وقد شلت حركة البناء بسبب ظروف الحصار الاقتصادي. وفي المحافظة أكثر من 40 معملاً معظمها متوقف عن العمل أو مدمر.
وجلنا في مجمع النهروان الصناعي في بغداد الذي يضم نحو 100 معمل طابوق بعضها متوقف. هذا المجمع يتمتع بأي مواصفات بيئية أو صحية أو حتى صناعية، فجميع المعامل فيه بدائية، لا مكان للآلة فيها، اعتمادها على الإنسان والحيوان ولا وجود للخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والسكن الملائم. وأكد بعض العمال أن المادة الأولية، أي التراب، تؤخذ من المقلع ويتم عجنها مباشرة  دون تنقية أو تفتيت أو تخمير. ومن ثم تقطع وتدخل إلى الأفران البدائية التي تعمل بالنفط الأسود. وعليه فان نوعيات الطابوق المنتج تكون رديئة وغير نظيفة وقد تؤدي بالنتيجة إلى تسمم الإنسان.
وأخبرنا علي فاضل محمد، أحد أصحاب معامل الطابوق، أن من أسباب رداءة  الإنتاج الحالي ارتباطه بأسلوب المناقلة السائد وطريقة الحرق البدائية، مع تدني مستوى الأيدي العاملة وعزوفها عن العمل وارتفاع أجورها، إضافة إلى ارتفاع الكلفة العالية للخمرة، وهي المادة  الأساسية لصناعة الطابوق، وشحة المياه الداخلة في الصناعة وأجور الآليات المستعملة مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، مما يؤدي إلى توقف الإنتاج وتلف المنتج داخل الأفران. ثم إن عدم استقرار القوانين والتعليمات الخاصة بالمجمعات الصناعية ومعامل الطابوق، ونقص الحصص المقررة  من الزيوت النفطية لكل مشروع والتي لا تسد 10 في المئة من الحاجة الفعلية، أسباب مباشرة  في تدني الإنتاج ورداءة  نوعيته صحياً.
وبخصوص التلوث الذي يُسببه دخان المعامل ونفاياتها من النفط الأسود والأساليب البدائية في العمل، أوضحت لنا السيدة  ماري حمزة، مدير عام التنمية الصناعية، أنه برغم المخاطبات والنقاشات المستمرة مع الأطراف المعنية بصناعة الطابوق فالواقع يقول ان نوعيات الطابوق المنتجة رديئة، ولهذا تأثير على البناء حالياً ومستقبلاً. كما أن الوضع البيئي للمعامل سيئ بشهادة  التقارير البيئية، "ونحن نحاول تطوير هذه المعامل ولكن من دون استجابة".
وثمة توصية بضرورة  غلق جميع معامل الطابوق البدائية والملوثة، والبدء بإنشاء معامل أحدث وأسلم إنتاجياً وصحياً وبيئياً.
فاضل البدراني (بغداد)
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
غونيلا كارلسون ومحمد العشري تنمية من نوع جديد في مواجهة تغير المناخ
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.