Friday 26 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
ليا قاعي ونادين حداد (بيروت) الادارة البيئية في البلديات  
كانون الأول (ديسمبر) 2005 / عدد 93
 ورشة تدريب عملية وميدانية نظمها مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة ومجلة "البيئة والتنمية" لمسؤولي بلديات من السعودية والكويت والبحرين والاردن وسورية والعراق ولبنان
مرة أخرى، أثار معمل تسبيخ النفايات العضوية في قرية خربة سلم، ومحطة إنتاج الغاز الحيوي (biogas) في مزرعة آل حمرا المتكاملة في مرجعيون، اهتمام مسؤولي بلديات لبنانية وعربية خلال زيارتهم لجنوب لبنان. وذلك ضمن برنامج ورشة التدريب الاقليمية الثانية للادارة البيئية في البلديات، التي أقيمت في بيروت من 14 الى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005. قال خالد الفايز، رئيس قسم ادارة النفايات الصلبة في وزارة البيئة في الاردن: "لا يمكنني التصديق أنهم يحضرون القهوة باستعمال النفايات (قاصداً الغاز الحيوي الذي يستخرج من تخمير النفايات). انها لفكرة مدهشة، لا أستطيع الانتظار حتى أعود لأطبقها في مزرعتي وأعرضها على المزارعين".
في ذلك اليوم الجنوبي، استمتع المشاركون أيضاً بجولة سياحة بيئية برفقة مرشدة "مرسي كور" لمى عوض، التي أطلعتهم على النشاطات المختلفة التي ترعاها هذه المنظمة لتنشيط الاقتصاد في القرى الجنوبية من خلال تنفيذ مشاريع سياحية، مما يساعد أيضاً في حماية البيئة. ومن هذه المواقع حمى مراقبة الطيور في ابل السقي، والمستشفى البريطاني الذي أنشئ في سهل الخيام أثناء الحرب العالمية الثانية وبات متحفاً للقطع الأثرية المحلية، ومنتجع "مرتفعات الخيام الايكولوجية" الذي هو قيد الانشاء.
ورشة التدريب، التي نظمها مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة (MECTAT) ومجلة "البيئة والتنمية" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، نجحت في الجمع بين آراء عربية وأوروبية حول قضايا مثل طاقة المياه وادارة النفايات الصلبة. وضمت مسؤولي بلديات من لبنان والسعودية والكويت والبحرين وسورية والاردن والعراق، شاركوا خلال خمسة أيام في مناقشات حول أساليب عصرية وملائمة للادارة البيئية. وكان الهدف بناء قدرات البلديات العربية في معالجة القضايا البيئية المحلية وتحقيق مقاييس أعلى في الخدمات بكلفة أقل وفعالية أكبر. كما كانت مناسبة للحوار وتبادل الخبرات بين المشاركين من الدول المختلفة. وهم تناقشوا مع خبراء في اختصاصات بيئية متنوعة ضمن أربعة محاور: ادارة الطلب على المياه، ادارة النفايات الصلبة، مكافحة تلوث الهواء، وترشيد الطاقة.
من العمل الشخصي الى التدبير المؤسسي
"بالعلم والمعرفة نستطيع أن نبدأ التغيير البيئي بعمل شخصي في بيوتنا وحقولنا ومدارسنا وقرانا. علينا اعتماد تكنولوجيات صديقة للبيئة، وأساليب انتاج تحترم الطبيعة. ان حماية البيئة تبدأ بقرار شخصي". بهذا بدأ نجيب صعب، ناشر ورئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، محاضرته بعنوان "حلول محلية لمشكلات بيئية عالمية"، التي تطرق فيها الى قضايا متنوعة، من تلوث الهواء والماء الى ترشيد استهلاك الطاقة مروراً بادارة النفايات الصلبة والسامة.
الدكتور حبيب الهبر، المدير والممثل الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، عرض فكرة الانتاج الأنظف على المستوى البلدي من خلال ادارة عملية، مثل الحفاظ على مستوى جيد من الترتيب والنظافة، وتعديل المعدات والتكنولوجيات لأداء أكفأ، واعادة التدوير واعادة الاستعمال، وفرض رقابة مشددة على العمليات.
خبير الري في شركة راين بيرد انترناشونال الدكتور أحمد العزبي عرض أحدث التكنولوجيات في الاقتصاد بالمياه، ولا سيما في "الري الذكي"، مشجعاً البلديات العربية على اطلاق برامج لترشيد استهلاك المياه.
الدكتور أحمد عطااللـه، المستشار الاقليمي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، شدد على دور البلديات في بلوغ التنمية المستدامة. قال: "ان البلديات هي أقرب الأجهزة التنفيذية في التعامل المباشر مع الجماهير، ولا بد من أن يكون عملها تحت مظلة استراتيجية وطنية واضحة المعالم لتحقيق التنمية المستدامة". أما الدكتور أنور علي، مدير مشروع ترشيد استهلاك الطاقة في لبنان الذي تديره وزارة الطاقة والمياه وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، فقدم معلومات حول الوفورات في الطاقة التي يمكن تحقيقها ضمن البلديات باتباع تدابير وممارسات عملية بسيطة.
وناقش الدكتور موسى نعمه، الأستاذ في كلية الزراعة في الجامعة الاميركية في بيروت، ادارة الطلب على المياه في المناطق المدينية، متصدياً للمشكلات التي تتم مواجهتها محلياً واقليمياً، وناقلاً طرقاً صحيحة لاستهلاك المياه في المناطق الجافة. وهو شجع البلديات المشاركة على وضع استراتيجية لادارة الموارد المائية في المناطق المدينية.
الباحثة في مركز الشرق الأوسط للتكنولوجيا الملائمة ليا قاعي عرضت حلولاً عملية لادارة الطلب على المياه، من خلال تقديم طرق وأساليب حديثة للتقليل من الاستهلاك في الحياة اليومية. وأطلع مدير المركز بوغوص غوكاسيان المشاركين على تكنولوجيات معالجة "المياه الرمادية" الناتجة مثلاً عن المطابخ والاستحمام، وعرض عليهم دراسة حالة عن اعادة استعمالها في الري بعد معالجة بسيطة باستخدام تجهيزات متوافرة محلياً.
النفايات والطاقة وبرامج التوعية
الخبير الهولندي الدكتور ديك هوغندورن عرض على الحضور تجربة بلاده في ادارة النفايات الصلبة، والنجاح الذي حققته الخطة الوطنية الهولندية التي جعلت صناعة النفايات قطاعاً بقيمة 4,5 مليارات يورو.
وأثار استعمال المحارق على نطاق واسع في هولندا كثيراً من الاسئلة بين المشاركين لما يلقاه الحرق من اعتراض وما يثيره من جدل لدى المنظمات البيئية. وقد بيَّن هوغندورن أن الحرق مناسب في حالات بلدان كثيرة، خصوصاً حيث المساحة محدودة والطبقات المائية عالية مما يشكل خطراً على المياه الجوفية في حال اعتماد المطامر. لكنه ربط ذلك بشرط فرض رقابة مشددة على المحارق لتجنب تسرب أي مواد سامة في الانبعاثات أو الرماد.
وأشار هوغندورن الى أن "ثلاثة أرباع منشآت المحرقة تكون مخصصة لمعدات وأجهزة المراقبة". وشدد على أن الحرق ينبغي الا يستعمل إلا في البلدان العالية الدخل، حيث تتوافر الخبرة والرقابة، وأن الطمر والتسبيخ هما حالياً أكثر ملاءمة للبلدان المنخفضة الدخل كما في الشرق الأوسط.
وبعد عرض قصير قدمه المهندس بوغوص غوكاسيان حول طرق تطبيق الطاقة الشمسية والمصادر المتجددة، عرض الدكتور رياض شديد، أستاذ الهندسة الكهربائية والكومبيوترية في الجامعة الاميركية، فكرة المجتمعات المستدامة طاقوياً.
الدكتور فريد شعبان، الأستاذ في كلية الهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية، تحدث عن مصادر تلوث الهواء، وسبل الحد من مسبباته، وأهمية رصد مستوياته في البلدان العربية، خصوصاً في المدن. وأشار الى أن التكاليف الصحية والاقتصادية لتلوث الهواء في لبنان تقدر بنحو 120 مليون دولار في السنة. وشجع على مشاريع اعادة التدوير، موضحاً أن اعادة تدوير قارورة زجاجية واحدة توفر طاقة تكفي لانارة مصباح 100 واط مدة أربع ساعات.
وقدمت رولا الشيخ، من وزارة البيئة، ورقة حول تقييم الأثر البيئي في لبنان، بهدف تقليل أو منع الآثار السلبية وزيادة فوائد مشروع تنمية مقترح. وعرضت دراسة حالة حول تقييم الأثر البيئي لمنتجع سياحي في محمية طبيعية.
وناقشت راغدة حداد، رئيسة التحرير التنفيذية لمجلة "البيئة والتنمية"، مع المشاركين عدة استراتيجيات للتوعية البيئية على نطاق البلديات. وأشارت الى أن حملات التوعية لا تجدي عملياً ما لم ترافقها برامج تطبيقية ومشاريع لتحسين البيئة تنفذ ضمن خطة زمنية محددة ويشارك فيها الناس وهيئات ومؤسسات محلية ملتزمة.
أراء المشاركين
جهاد جعفر، معلمة الزراعة في وزارة التربية والتعليم في البحرين، وبدرية العبيدي المهندسة الكيميائية في الهيئة العامة للبيئة في الكويت، وجدتا أن الاجراءات العملية للاقتصاد في المياه التي تعرفتا عليها خلال ورشة التدريب هي حديثة جداً ومفيدة. وقالت العبيدي: "زودتنا المحاضرات بخطوط توجيهية عملية، وجعلتنا ندرك قلة الاهتمام بمدى استهلاك المياه في العالم العربي". وأكدت جعفر أنها ستطبق بعضها في الثانوية التي تعلم فيها. وشددتا أيضاً على أهمية الرحلة الميدانية في تقارب المشاركين والتعرف على تجاربهم الخاصة في بلادهم، واتاحة الفرصة لهم لمشاهدة نشاطات جديدة عليهم مثل انتاج زيت الزيتون.
داود مراد، مدير ادارة التخطيط والمردود البيئي في الهيئة العامة للبيئة في الكويت، قال ان الرحلة الميدانية الى الجنوب قدمت أمثلة حقيقية عما يحدث في لبنان، خصوصاً على صعيد المشاكل البيئية والحلول التي بدأ اعتمادها. "الرؤية مفتاح اليقين"، قال مراد وهو يشاهد التطبيق الفعلي للمعلومات التي اكتسبها من خلال جلسات ورشة التدريب.
وأعجب أنور السادات، مدير عام السلامة والخدمات الاجتماعية في أمانة محافظة جدة، بأن بلدات ريفية يمكن أن تكون مكتفية ذاتياً في ادارة نفاياتها، بعد أن شاهد معمل التسبيخ في خربة سلم. أما أحمد مهنبي، مدير عام النظافة في محافظة جدة، فقال انه سوف يدخل فكرة معالجة المياه الرمادية الى الحي الذي يعيش فيه، فضلاً عن عرضها على إدارته للبحث في إمكانات تطبيقها على نطاق واسع.
صباح العمران، مدير قسم البيئة الحضرية في وزارة البيئة في العراق، قال ان ورشة التدريب، وخصوصاً الرحلة الميدانية، اعطته فكرة عميقة عما يمكن القيام به في العراق بخصوص ادارة النفايات الصلبة.
ورأى عادل فدا مدير ادارة المراقبة والمتابعة المركزية في امانة جدة، ومحمد الحجار مدير مشروع نظافة محافظة جدة، ان "عملية تنويع المشاركين كان لها فائدة كبيرة في الدورة، حيث أتاحت الاطلاع على تجارب وآراء عديدة في مواضيع تخص البيئة". وأعجبا ببعض القرى اللبنانية التي تعمل لحماية البيئة ومكافحة التلوث.
محمد يعقوب من بلدية حولا اللبنانية وصف ورشة التدريب بأنها "تذكرنا بدورنا في المجتمع"، مضيفاً أن "التغيير يجب أن يأتي منا، ولنا الدور في تعليم الاجيال المقبلة حول السلوك البيئي. نحن جميعاً مسؤولون!" أما حسن ديراني، رئيس قسم البيئة في بلدية الغبيري، فقد وجد أن المحاضرات حول الاقتصاد في استهلاك المياه والطاقة كانت عملية وسهلة التطبيق على المستويين المنزلي والبلدي. وتمنى "أن تستمر هذه اللقاءات في لبنان وبلدان عربية أخرى، وأن يتخللها مزيد من المحاضرات باللغة العربية".
سمر الجندلي، رئيسة دائرة خدمات الشام الجديدة في سورية، سرها أن تجد أن آراء المشاركين واهتماماتهم كانت متقاربة جداً. وشكرت المنظمين على ضيافتهم "الحارة والمتواضعة والودية".
وطلب معظم المشاركين تقديم مزيد من المعلومات حول ادارة نفايات المستشفيات والنفايات السامة في ورشة التدريب المقبلة. وهذه دلالة على تفاقم تلك المشكلة في العالم العربي.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
عبدالهادي نجّار عندما تتآمر الشركات والسلطات عليهم من يحمي حماة البيئة؟
بدرية عبدالله العوضي القانون البيئي العربي بين النظرية والتطبيق
رجب سعد السيّد (الاسكندرية) حامد جوهر
"البيئة والتنمية" (عجلون، الأردن) قطاف النباتات البرية
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.