الطموح الى تقديم عمل صحافي يطرح هموم البيئة العربية من المحيط الى الخليج يبدو غريباً هذه الأيام. فقد اعتبر كثيرون أننا نغني خارج السرب، إذ نتوجه الى كل دولة عربية في زمن يتميز بالانعزال وتراجع العمل العربي المشترك، خاصة حين يكون موضوعنا البيئة، وهي ليست بعد في أولويات حكّامنا.

رغم كثير من الخيبات، نستطيع أن ندعي أن هذه المجلة، بالعمل الدؤوب، تساهم في استقطاب الاهتمام الجدي بالبيئة العربية شهراً بعد شهر. وما رسالة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في العدد الماضي الا الدليل الساطع على هذا. فالرسالة تجاوزت إعلان تقديم مجموعة الكتب البيئية التي أصدرتها المجلة واشتراكات سنوية فيها، هدية الى خمسمئة مدرسة، حين حددت التزاماً بخطة بيئية تُطرح بهذا الوضوح للمرة الأولى فيالسياسة العربية، وعلى هذا المستوى الرفيع.

وقد حملت أعداد نهاية السنة وبداية القرن الجديد للصحف المتعاونة مع "البيئة والتنمية"، في جميع مناطق العالم العربي، تقارير أعدتها المجلة خصيصاً عن الوضع البيئي على مشارف القرن الحادي والعشرين. فللمرة الأولى تدخل البيئة موضوعاً أساسياً في الأعداد السنوية الخاصة للصحف العربية في كل مكان، الى جانب السياة والحروب والمال والأعمال.

ولتوسيع دائرة تغطية المجلة للعالم العربي، انضم الى مراسليها بعض أبرز صحافيي البيئة العرب. فالاعلامية المغربية المعروفة مريم الصافي بدأت بمراسلة المجلة من الرباط، وهي صاحبة بنرامج "قضايا بيئية" الذي تقدمه الاذاعة المغربية منذ سنوات، ويعتبر أعرق برنامج إذاعي عربي. كما انضم الى مراسلي المجلة نائلة علي رئيسة قسم الأخبار في وكالة "سانا" السورية، وعبده اليوسفي الذي يعمل لوكالة الأخبار اليمنية، وهما من المختصين في الكتابة البيئية.

وتتعاون المجلة مع نخبة من المصورين، العرب والأجانب، لتزويدها بالصور المعبرة التي تغني عن الكلمات أحياناً كثيرة، اضافة الى اتفاقاتها مع الوكالات المتخصصة.

ويلاحظ القراء أنه تم تعيين "البيئة والتنمية" مجلة رسمية لمعارض ومؤتمرات بيئية في الكويت وأبوظبي ودبي والرياض وجده وبيروت، وصولاً الى تورونتو في كندا، فنحن الآن المجلة العربية الرسمية أيضاً لمؤتمر ومعرض البيئة الدولي الخامس الذي يعقد في تورونتو هذه السنة.

ألم نقل في أحد الاعلانات الترويجية للمجلة ان البيئة لا تعرف الحدود؟