أبوظبي، 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2025: أطلقت هيئة البيئة–أبوظبي بالتعاون مع شركة «توتال للطاقات»،ضمن استراتيجية أبوظبي للتغيُّر المناخي، مشروعاً رائداً لاستزراع وإعادة تأهيل الأعشاب البحرية، ما يعدّ خطوة محورية في الحفاظ على النظم البيئية البحرية في أبوظبي، ودعم دورها الرائد عالمياً في تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحديات التغيُّر المناخي.
يؤكد هذا المشروع الذي يستمر لعام واحد التزام هيئة البيئة–أبوظبي بتطوير أفضل الممارسات لإعادة تأهيل موائل الأعشاب البحرية ما يسهم في صون أنظمة الكربون الأزرق وتنميتها، حيث تعدّ مروج الأعشاب البحرية من أكثر النظم البيئية الساحلية فعالية في امتصاص الكربون الأزرق وتخزينه في أنسجتها وجذورها وفي التربة. وإضافة إلى دورها في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ، تؤدي الأعشاب البحرية دوراً حيوياً في تعزيز التنوُّع البيولوجي، إذ تُعدّ موائل طبيعية مهمة لعدد كبير من الكائنات البحرية، وتسهم في دعم مصايد الأسماك المستدامة، وتحسين جودة المياه، ودعم السياحة البيئية.
وتنتشر في أبوظبي ثلاثة أنواع من الأعشاب البحرية على مساحة تقدر بـ3000 كيلومتر مربع، وتدعم وجود أكثر من 3,500 من أبقار البحر و4,000 من السلاحف البحرية الخضراء، وغيرها من أنواع الأحياء البحرية، إذ تشكل أبوظبي موطناً لثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أوستراليا، التي تتغذى حصرياً على أعشاب البحر، ما يجعل حماية مروج الأعشاب البحرية والحفاظ عليها وتنميتها أمراً ضرورياً لبقائها.
واستكملت ضمن المشروع زراعة 10,000 متر مربع من الأعشاب البحرية، قادرة على تخزين 52 طناً من الكربون، أي ما يعادل 23 رحلة جوية من أبوظبي إلى لندن. ويتوافق المشروع مع مبادرة «تنمية الأعشاب البحرية 2030» ضمن إطار عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات، ويعتمد على استخدام النوع الأكثر انتشاراً من الأعشاب البحرية في الإمارة من نوع Halodule uninervis ويدمج أحدث أدوات التكنولوجيا والابتكارات للمتابعة والمراقبة بعد عمليات الزراعة.
تعاونت هيئة البيئة–أبوظبي مع شركة توتال للطاقات منذ عام 1999 للحفاظ على النظم البيئية، ويشمل ذلك حماية أبقار البحر، ودراسة التنوُّع البيولوجي في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، وحماية موائل طيور الفلامنغو، والبحث في مرونة السواحل لمواجهة تغيُّر المناخ، إضافة إلى مبادرات تركز على الحلول القائمة على الطبيعة، وتحسين جودة التربة والهواء في غابات القرم، ومروج الأعشاب البحرية، والمسطحات الملحية وحققت نتائج مهمة من أبرزها تطوير أدوات البحث الخاصة بأبقار البحر التي تستخدم في أكثر من 40 دولة، وأدوات البحث الخاصة بمروج الأعشاب البحرية التي تستخدم في أكثر من 80 دولة.