Thursday 18 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد مدرسة العجمي الابتدائية البيئية الخاصة | 14/07/2016
ألقيتُ منذ نحو عشر سنوات محاضرة بعنوان "وصف مصر بيئياً"، في أحد المنتديات المهنية في الإسكندرية. وما إن انتهت الندوة حتى وجدتُ "رجل أعمال"، حسب تعريفه هو بنفسه، يقترب مني محيياً وراجياً أن ننتقل إلى مطعم المنتدى. فهو، كما قال، يدعوني إلى "عشاء عمل" من أجل البيئة.
 
قبلتُ مندهشاً شاكراً. وفاجأني في حديثنا الودي أثناء تناول الطعام بإعجابه بالفكرة التي طرحـتُها في محاضرتي عن أهمية وجود مدارس ذات طابع بيئي. وقال: "لقد قلتَ إن الأمل في هذا التوجه معقودٌ على رجال الأعمال المستنيرين الشجعان الذين يؤمنون بأهمية التعليم البيئي للمجتمع، لإبعاد خطر التدهور عن أنظمة بيئية تقوم عليها حياة الناس". واستطرد: "وأنا أمد يدي لك، أعاونك في تجسيد هذه الفكرة الجديدة المفيدة".
 
ورحنا نناقش بصورة مبدئية طبيعة التعاون، ودور كل منّا في تنفيذ فكرة المدرسة البيئية. وتوخى صاحبنا الوضوح التام وهو يؤكد على أننا شريكان، وقد نحتاج إلى إدخال شريك ثالث، أو أكثر من شريك، لدعم التمويل. فإنشاء مدرسة ووضع أسس تسيير العمل فيها أمران مكلفان. وحدد لي دوري بإدارة الفكرة فنياً، ودوره بالأعمال التنفيذية والإدارة الفعلية للمشروع.
 
وكانت المفاجأة الأكبر حين أكد لي أنه يمتلك قطعة أرض في منطقة "العجمي" غرب الإسكندرية ورثها عن أبيه. فإن قبلتُ تصوره للمشروع، فإنه سيأمرُ صباح الغد بإحاطتها بسور وعليه إعلان "مشروع إقامة مدرسة العجمي البيئية".
 
وقد فعل. فبعد أن اتضحت الأمور نسبياً، زرتُ الموقع بصحبته، فوجدتُ السور والإعلان، فعلاً. وكان ذلك دليلاً إضافياً على مدى جديته وحماسته. فلم أملك إلا أن أُسقط تحفظاتي، وانطلقتُ أسجلُ أفكاري، وأُحيلُ تصوراتي العامة إلى محاور عامة. ولم يلبث هو، بعد أسابيع قليلة، أن فاجأني برسم هندسي تفصيلي لإنشاءات المدرسة، عليه خاتم مكتب استشاري هندسي مشهور، ويحمل عنوان "مدرسة العجمي البيئية الخاصة". وكان المخطط الهندسي مثالياً، إذ اشتمل على حديقة نباتات، ومختبرات مختلفة، وقاعات عرض، إضافةً إلى حجرات التدريس التقليدية.
 
وكنا قد اتفقنا على أن نبدأ بالمرحلة الابتدائية. فانقطعتُ وقتاً طويلاً وضعتُ فيه برنامجاً متكاملاً يناسب أطفالاً في بداية هذه المرحلة، وفي ذهني أنهم لن يكونوا إلا من أبناء المنطقة المحيطة بموقع المشروع. ففوجئتُ به يختلف معي، موضحاً أن تكاليف الانتساب إلى المدرسة ستتجاوز قدرات هؤلاء الفقراء، وأنه يضع في ذهنه اجتذاب أبناء الطبقات الموسرة في وسط المدينة.
 
وتصاعدت وتيرة الأحداث، فطلب مني البرنامج التدريسي ليعتمده مع طلب إنشاء المدرسة من الإدارات التعليمية المسؤولة. وفوجئتُ به يأتيني بموافقة جهة الاختصاص على المشروع. ثم عقد اجتماعاً قدَّم لي فيه شريكين تمويليين، لا صلة لهما بالثقافة عامة، ناهيك عن ثقافة البيئة. وحضر الاجتماع مندوبون عن بعض الشركات العاملة في المنطقة (بتروكيماويات، إسمنت، حديد وصلب، أسمدة) تقف جميعها في صف بعيد عن الشأن البيئي. وقد علمتُ في ما بعد أنه طلب مشاركتها المالية في التأسيس للمدرسة، كنوع من الدعاية لرعايتها للبيئة.
 
وبدأت أعمال البناء والتشييد بالفعل. غير أن شريكي رجل الأعمال ذاب في الهواء. وفشلتُ، حتى الآن، في الاتصال به. ولما زرتُ موقع المدرسة، فوجئتُ بالسور وقد اختفى. ولما سألتُ بعض المارة عما حدث، قال أحدهم: محتال وضع يده على الأرض من دون وجه حق!
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.