Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
أبوظبي ـ "البيئة والتنمية" تكنولوجيات الطاقة المتجددة الى العرب عبر أبوظبي  
أذار (مارس) 2007 / عدد 108
 النفط العربي ينتج القسم الأكبر من طاقة العالم، لكن 40 في المئة من العرب يفتقرون الى خدمات الطاقة. وتنعم المنطقة بامكانات هائلة لانتاج طاقة الشمس والرياح، لكن استغلال هاتين الثروتين ما زال تجريبياً ومحدوداً. من هنا اكتسب المؤتمر والمعرض الدولي للبيئة 2007 في أبوظبي أهميته، بتركيزه هذه السنة على موارد الطاقة المستدامة في المناطق القاحلة.
أقيم المؤتمر والمعرض في مركز أبوظبي للمعارض الدولية من 28 كانون الثاني (يناير) الى 1 شباط (فبراير) تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة. نظمته هيئة البيئة ـ أبوظبي وشركة ريد للمعارض، وحضره أكثر من 200 مشارك من 40 دولة، ونوقشت فيه 76 ورقة في أربعة محاور رئيسية هي: موارد الطاقة المتجددة، تقنيات معالجة وتحلية المياه، برامج تطبيقية للمحافظة على الطاقة، وسياسات الطاقة المستدامة.
المعرض المرافق اتصف هذه السنة بمشاركة عالمية ومحلية ممتازة. فشاركت نحو 40 شركة يابانية في جناح كبير تحت شعار "اليابان اليوم في البيئة 2007" عرضت فيه أحدث منتجاتها في مجالات الطاقة والمياه وحماية البيئة. وقدمت شركات هولندية مجتمعة أنظف ما أفرزته تكنولوجيات معالجة المياه والتحلية. كما تميزت أجنحة ألمانيا والنمسا وفرنسا والدنمارك.
ومن المشاركات المحلية، عرضت شركة أبوظبي لتكرير النفط مشروع "بيئات" الذي يتم تنفيذه لتحقيق ادارة متكاملة ومعالجة النفايات الخطرة التي تخلفها "أدنوك" ومجموعة شركاتها بما يتوافق مع أشد المقاييس البيئية العالمية، بواسطة تكنولوجيات التصلب والانبعاث الحراري والطرد المركزي والحرق والمعالجة الكيميائية والفيزيائية وتقطير الزئبق. كما عرضت جامعة الامارات خبراتها وخدماتها الاستشارية لحماية البيئة، ومن المشاريع التي شاركت فيها إنتاج وقود جديد من خليط الماء والديزل، ودراسة تطبيقية لتحسين استغلال الطاقة في تهوئة المباني، والحد من مشاكل الاضاءة الساطعة في المباني التعليمية في الامارات.
ولأول مرة سجل حضور شركات نفطية كبرى في المعرض، على رأسها بريتش بتروليوم (BP) وشل وتوتال، قدمت تقنيات لحماية البيئة في التنقيب والتكرير والنقل وانتاج الوقود الأنظف. كما عرضت هذه الشركات مشاريعها حول العالم لتطوير الطاقات المتجددة، شجعتها على ذلك مبادرة أبوظبي باطلاق شركة "مصدر" التي كانت في الحقيقة أهم ما في المعرض، لأنها أعطت رسالة واضحة جداً عن إرادة أبوظبي العمل جدياً في مجال الطاقة المتجددة.
على رغم المضمون الممتاز لمؤتمر ومعرض البيئة 2007، كان الحضور مقصوراً تقريباً على جماعة المنظمين والمحاضرين والعارضين. وهذا حسن لطاولة مستديرة مثلاً، ولكن كان جيداً لو استقطب هذا الحدث المتميز مهتمين من المنطقة وخارجها. ولعل هذا بعد رئيسي يجب التركيز عليه لدى تنظيم مؤتمر ومعرض البيئة المقبل سنة 2009.
فرصة لارساء الثورة التقنية
افتتح المؤتمر والمعرض بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس مجلس ادارة هيئة البيئة ـ أبوظبي، الذي اعتبر المؤتمر والمعرض أهم حدث بيئي في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وفرصة كبيرة لعرض أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا المتخصصة في تقنيات البيئة، وملتقى للخبراء والعارضين والمهتمين بما ينمي مجالات التعاون وفرص الاستثمار والاطلاع على الافكار العلمية والاستفادة من تجارب الآخرين، ويساهم في إرساء الثورة التقنية.
تحدث في افتتاح المؤتمر الدكتور محمد سعيد الكندي وزير البيئة والمياه في الامارات، الذي أكد اهتمام الدولة بالطاقة النظيفة وعملها على التقليل من الآثار السلبية للصناعة النفطية باتخاذ مجموعة من الاجراءات، من بينها استخدام النظم والتقنيات الحديثة، وخفض الانبعاثات في جميع مراحل الصناعة النفطية، وزيادة كفاءة إنتاج الطاقة واستخدامها، واعتماد الغازولين (البنزين) الخالي من الرصاص ومواصفات قياسية جديدة للديزل والغازولين بمحتوى منخفض من الكبريت، واستخدام الغاز الطبيعي وقوداً للسيارات. وأضاف: "في الوقت ذاته بدأت دولة الامارات البحث عن خيارات للحصول على الطاقة المتجددة، فعملت على إقامة مشاريع تجريبية لتوليد الطاقة المتجددة، وستسعى في ضوء نتائج هذه التجارب وجدواها الى التوسع في انتاج هذا النوع من الطاقة".
وفي كلمة للسيدة ميرفت تلاوي، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا)، لفتت الى أن قطاع الطاقة في الدول العربية "ما زال يعاني من بعض السلبيات في إنتاج الطاقة واستهلاكها، خاصة في قطاعات الاستخدام النهائي، كما يعاني أكثر من 20 في المئة من سكان المنطقة عدم وصول خدمات الطاقة الحديثة اليهم، خاصة الكهربائية، بينما تعاني نسبة مماثلة من عدم انتظام هذه الخدمات".
وأشار الدكتور حبيب الهبر، المدير والممثل الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، الى أن التنمية في المنطقة العربية تقوم في الغالب على استغلال الموارد غير المتجددة، خاصة النفط والغاز. واعتبر ان ذلك يشكل تحدياً مزدوجاً للتنمية المستدامة، من ناحية تأثيرات الاستغلال المكثف والمعالجة والتكرير والنقل على نوعية الهواء والماء والتربة والتلوث البحري والتنوع الاحيائي، وكذلك التأثيرات البيئية للتوسع الصناعي والامتداد الحضري. ولفت الى القدرات الكامنة للمصادر المتجددة المتاحة في المنطقة، خصوصاً طاقة الشمس والرياح والكتلة الحيوية، حاثاً الدول على تطوير استراتيجياتها الخاصة بالطاقة المستدامة والتحكم بانبعاثات غازات الدفيئة.
خبرات عالمية
الجلسة الاولى للمؤتمر أدارها الدكتور حبيب الهبر. فقدم البروفسور شهبازخان من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية دراسة مقارنة دولية ـ أوسترالية عن التوليد الرشيد للطاقة لتخفيض انبعاث غازات الدفيئة. وتكلمت د. إيزابيل بويرا سيغارا من بريطانيا عن حوافز بروتوكول كيوتو للتقليل من غازات الدفيئة، والفوائد والفرص المتاحة للشرق الأوسط من خلال الافادة من آليات التنمية النظيفة والمساعدات التي تمنح للدول النامية في هذا السبيل. وحلل د. يوري يفدوكيموف من جامعة برونزويك الكندية العلاقة بين النقل والشحن في كندا وتغير المناخ العالمي، مقيِّماً ثلاثة سيناريوهات مختلفة يتوقع وفق نتائجها ان ينخفض الطلب على نقل البضائع في كندا نحو 3 في المئة.
وقدمت د. شفيقة العوضي من جامعة الكويت تحليلاً إحصائياً اقتصادياً لجودة الهواء في الكويت بناء على بيانات ست محطات مراقبة ثابتة. وتحدث البروفسور ابراهيم عبدالجليل من جامعة الخليج العربي عن مستقبل الطاقة المستدامة في البلدان العربية، في حين قدم الاستاذ امين بودجين ستامبولي من جامعة أوران البرنامج الجزائري للطاقة المتجددة. وعرض بحثان عن تطوير خلايا سيليكون شمسية ذات بلورات أحادية عالية الكفاءة، وعن تكامل مواد تشييد المباني المنخفضة الكلفة مع تقنيات تحقيق كفاءة الطاقة.
وقدمت دراسة جدوى لاستخدامات طاقات المد والجزر والموج بانتاج الكهرباء في ايران، وعرَّف فرزات كاظمي من جامعة أزاد في ايران "صائدات الرياح" كمفهوم قديم لتكييف الهواء يمكن استخدامه في العصر الحديث. وبعد عرض تطبيقات الطاقة المستدامة في قطاع النقل الماليزي، تحدث عامر حميد صديق من أدنوك للتوزيع عن الوقود النظيف في أبوظبي والشارقة، فيما قيَّمت المهندسة معصومة عبد الامام العيداني من شركة أبوظبي لتكرير النفط نواحي الصحة والسلامة والآثار البيئية لمشاريع الديزل الأخضر والبنزين الخالي من الرصاص والتسهيلات المركزية لحماية البيئة.
شمس ورياح وتيارات بحرية
جلسات اليوم الثاني ركزت على موارد الطاقة المتجددة. وكان المتحدث الرئيسي البروفسور علي الصايغ، رئيس المجلس العالمي للطاقة المتجددة والمدير العام للشبكة العالمية لموارد الطاقة المتجددة. فأكد أن صناعات الطاقة المتجددة تعتبر من أكثر الأعمال ربحية في العالم اليوم، مشيراً الى أن طاقة الرياح وفرت 62 جيغاواط من الكهرباء عام 2006، كما وفرت الخلايا الكهروضوئية أكثر من 1700 ميغاواط. وقد تضاعفت أسواق خلايا الوقود والهيدروجين، كما تتوسع سوق سخانات الماء الشمسية بنسبة 25 في المئة.
وقدم د. آلن هوفمان من وزارة الطاقة الأميركية ورقة عمل حول دور الطاقة المتجددة في الوفاء باحتياجات المستقبل. فلفت الى أن البيانات الحالية تشير الى نمو الطلب على الغاز الطبيعي بصورة أسرع مع بقاء النفط كأكبر مصدر للوقود، وأن الطاقة النووية ستنمو ولكن ببطء، وسيزداد استخدام الطاقة المتجددة بسرعة ولكن دون التمكن من ازاحة الوقود الأحفوري كمصدر أساسي للطاقة.
وشرح د. تيري بيترسون من واشنطن إمكانات مشاريع كبيرة للتركيز الحراري للطاقة الشمسية في المناطق القاحلة. وعرضت د. أنهار حجازي، مديرة قسم التنمية والانتاجية المستدامة في الاسكوا، الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية لأنظمة وتقنيات الكهرباء الحرارية والشمسية.
وقدم المهندس المعماري الألماني كريستيان بتسشني نموذجاً لأطول مبنى في العالم من تصميمه يستغل أشعة الشمس وتصل حصيلة الملوثات الناجمة عنه الى الصفر، ملاحظاً أن العالم العربي يتمتع بثروة شمسية هائلة، الا ان ذلك يزيد حاجة المباني الى التكييف. وعرض أمثلة من العالم عن أبنية ضخمة لا تستهلك طاقة كبيرة ويمكن الاستفادة من تصاميمها في المناطق القاحلة.
وقدم الدكتور باسل اليوسفي، نائب المدير الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ورقة متميزة حول الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، مفصلاً الامكانات الكبيرة المتاحة لكل مصدر والتطبيقات المحدودة جداً على الأرض. وقيّم المهندس عبدي عاشور حسن من "السام للهندسة" في الدنمارك دورة توربينات الرياح محللاً إمكانات تصميمها بما يتلاءم مع البيئة، في حين تحدث د. أثناسيوس زيرس من جامعة أرسطوطاليس في اليونان عن طاقة الرياح الطيفية المباشرة.
وعرض البروفسور أ.س. باحاج، رئيس مجموعة بحوث الطاقة المستدامة في جامعة شاوثامبتون البريطانية، إمكانات تحويل طاقة التيارات البحرية، مشيراً الى أن دراسات أوروبية خلصت الى أن التيارات البحرية يمكنها توفير أكثر من 12 جيغاواط من الكهرباء لدول الاتحاد الاوروبي، وأن هناك العديد من المواقع حول العالم التي يمكن استغلالها. ولفت الى سهولة التنبؤ بحالات المد لتوليد الطاقة المؤكدة باعتبارها ناتجة عن الجاذبية والحركة الكوكبية للأرض والقمر والشمس. وقد تم تطوير محولات طاقة التيارات البحرية، وهي حالياً قيد الاستعمال التجريبي والعملي. وحول مصادر الطاقة البحرية أيضاً، شرح د. جوزف يمبيليل من مركز بحوث الأرض في الهند كيفية استخدام تقنيات التنبؤات المناخية في تقدير طاقة الموج واستخلاصها في المناطق الساحلية.
المحور الثاني لأوراق العمل كان تقنيات معالجة وتحلية المياه. فحلل د.آلن هوفمان من وزارة الطاقة الأميركية إمكانات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تحدث البروفسور ستيفن سولتر من جامعة إدنبره في اسكوتلندا عن استخدام طاقة الأمواج لهذا الغرض. وعرض د. طارق صادق من وزارة موارد المياه والري في مصر تأثير التطورات في مجال تحلية المياه والخيارات الاستراتيجية لحماية البيئة والصحة العامة في منطقة الاسكوا. وبيَّن جون تونر، رئيس شبكة خبراء المياه الدولية، الآثار البيئية للتشغيل الواسع النطاق لمرافق معالجة مياه البحر بالتناضح العكسي، فيما تحدث المهندس مسارو يوشيموتو من شركة أبوظبي للبترول عن كفاءة الطاقة باستخدام هذه التقنية.
وشرح د. كورادو سومارفيا، رئيس الجمعية الاوروبية للتحلية، سبل تحقيق الكفاءة والفعالية وتخفيف الآثار البيئية لدى تشغيل وحدات التحلية. كما عرضت مجموعة مبادرات وتحديات في مجال تكنولوجيا المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في الهند. وقدم د. حسين أبو زيد من مصر الارشادات الجديدة لمنظمة الصحة العالمية في مجال تحلية المياه، من ناحية تقييم جودة المياه المحلاة والتأثير البيئي للعمليات. كما كانت التأثيرات البيئية والصحية للتحلية، وطرق التخفيف منها، موضوع ورقة البروفسور طاهر حسين من جامعة نيوفاوندلاند الكندية.
أبنية مستدامة طاقوياً
البرامج التطبيقية للمحافظة على الطاقة كانت محور جلسات اليوم الثالث، وكان المتحدث الرئيسي في هذا المجال البروفسور مالك الكباريتي من المركز القومي لبحوث الطاقة في الأردن. وقدم البروفسور ماكرو سالا من جامعة فلورنسا الايطالية نماذج مبان مبتكرة مقتصدة بالطاقة في اوروبا، فيما تحدث د. محمد صلاح الدين امبابي من شركة المباني البيئية عن كفاءة المباني المزودة بتقنية التهوئة الدينامية في الامارات. وعرضت دراسة كفاءة البيوت المستهلكة لمستويات أقل من الطاقة التي يشيدها المعهد التقني في بروناي.
المفهوم الاوروبي لكفاءة الطاقة في المباني والحياة اليومية كان موضوع ورقة البروفسور هسلبرغ من الدنمارك، كما عرضت نتائج دراسة أميركية عن مساهمة تقنيات الاتصال الحديثة في زيادة كفاءة الطاقة. وبينت مجموعة بحوث الطاقة المستدامة في جامعة ساوثامبتون البريطانية التأثير المحتمل لتقنيات التزجيج الناشئة في استهلاك الطاقة في مباني الشرق الأوسط. وفيما قدم د. فيدريكو يوتيرا من مديرية المباني في ايطاليا إرشادات لتخطيط المدن ذات الاستهلاك الطاقوي المنخفض في المناخات الجافة الباردة، تم شرح تقنية التبريد بالتخزين الحراري في المناخات القاحلة، وعرض د. محمد قرضاب من الاسكوا تطبيقات للطاقة المتجددة في المناطق الريفية كأسلوب للتخفيف من الفقر. وتحدث د. علي يعقوب مدير مركز الانتاج الأنظف اللبناني عن الصناعة المستدامة في الدول العربية والافريقية.
وعرض د. جون كرستنسن وإريك اوشر من برنامج الأمم المتحدة للبيئة التوجهات العالمية الى تؤثر على أنظمة الطاقة، والاستثمارات الدولية في قطاع الطاقة المتجددة، وأهمية تسهيل نقل تقنياتها والبرامج التي تساعد في تقليل التلوث محلياً واقليمياً. وشرح د. محمود عبدالرحيم من الصندوق الكويتي للتقدم العلمي التأثيرات الصحية والبيئية لوحدات تحلية المياه وتوليد الطاقة في منطقة الخليج وسبل الحد منها، مشيراً الى ان الانبعاثات الناجمة عنها تضيف عبئاً كبيراً على نوعية الهواء الحضري الذي تظهر دلائله بشكل واضح في مستويات مرتفعة من التلوث الناجم عن الازدحام المروري في مدننا.
النقل المستدام وجودة الهواء
تمحورت جلسات اليوم الرابع حول تحديد الأولويات للبرامج الاقليمية والعالمية، وكان المتحدث الرئيسي المهندس المعماري ألكساندروس تومبازس من اليونان. وعرض علي الكراغولي من جامعة البحرين آفاق الطاقة الشمسية في العالم العربي، مشيراً الى أن هناك محطات تجارية للتوليد الحراري الشمسي تنتج الكهرباء بكلفة معقولة منذ ثمانينات القرن العشرين، ذاكراً بعض المحطات المزمع إقامتها في العالم العربي، وموضحاً أن نظم التوليد الحراري الشمسي أكثر جدوى من الخلايا الكهروضوئية في المحطات التي تزود شبكات الكهرباء الكبيرة.
وشرح ستيف جلشرست، نائب رئيس الشركة الكندية لطاقة الهيدروجين، تقنية حقن الوقود بالهيدروجين لتحسين كفاءة الماكينات. وقدمت ورقة عن مدى تكامل وتعارض سياسات الطاقة والنقل في باكستان، كما تحدث د. اياد الطائي رئيس الاتحاد الدولي للحلول المستدامة عن النقل المستدام والطاقة النظيفة.
وعرض المهندس ناصر مافود تصوراً لفوائد التكامل الاقليمي في نظام النقل العام، ومقترح رؤية لمنطقة دبي ـ الشارقة ـ عجمان. وعرضت هيئة البيئة ـ أبوظبي برامج مراقبة نوعية الهواء على المستوى الوطني، فيما قدم د. ماثيو إرلاند دراسة حالة عن ادارة جودة الهواء في أبوظبي. ويضم مشروع هيئة البيئة إنشاء شبكة لمراقبة جودة الهواء في مواقع مختلفة من الامارة، كما وضعت استراتيجية للفترة 2006 ـ 2016 تتناول معايير جديدة لمصادر الانبعاثات ومراقبة المركبات والانبعاثات الصناعية واستخدام الوقود الأنظف.
دمج برامج التوعية والتعليم للمهنيين والجمهور كان موضوع البروفسور ديفيد ميلر من معهد ماكولي في بريطانيا. وتحدثت د. سعاد بنرومضن كيلاني نائبة رئيس مختبرات كلنغن عن الترقيم البيئي والادارة  المتكاملة كطريق الى تحقيق كفاءة الطاقة. وفصّل د. نك كارتر، مدير عام مكتب التنظيم والاشراف لقطاع المياه والكهرباء في أبوظبي، آليات التعاون على المستويين الاقليمي والعالمي لانتاج الطاقة وتطوير تقنيات تحلية المياه.
وفي ختام الجلسات أقيمت حلقات نقاش شملت مواضيع الطاقة والسياسات والمباني والصحة والبيئة والموارد المائية والتحلية والتعاون الاقليمي والدولي، وخرجت بتوصيات حثّ المشاركون الحكومات والمؤسسات والمعنيين كافة على اعتمادها.
من أهم هذه التوصيات تعزيز الاهتمام بتقنيات الطاقة الشمسية وكفاءة الطاقة في قطاع تحلية المياه، ووضع برامج اقليمية لتقييم الأثر البيئي والصحي لمحطات التحلية وانتاج الطاقة بالتعاون مع المؤسسات العالمية وتطبيق إجراءات فورية للتخفيف منها. وأكد المشاركون ضرورة دراسة المحتويات المعدنية في الماء وتأثيرها على المستهلكين، ودراسة مصير الأيونات المختلفة الناتجة عن تصريف الملح في البحر وتأثيرها على الحياة البحرية، وتطبيق المواصفات المناسبة لتحديد النوعية المثلى لمياه التحلية الصالحة للشرب,
وأوصوا بالسعي الى تصاميم ذكية ومستدامة للمباني ووضع مواصفات لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة فيها وفقاً لظروف الطقس المحلية، ووضع آليات لاستخدام الطاقة المتجددة وتعزيزها في المباني. كما دعوا الى اعتماد آليات لتحفيز السيارات المقتصدة بالوقود والقيادة الرشيدة، وتعميم نظم النقل العام العالية الكفاءة.
ودعوا الى تضمين برامج عن تقنيات الطاقة المتجددة والمياه في جميع مراحل التعليم المدرسي وفي الجامعات، وتنظيم حملات توعية عامة تركز على أهمية الاقتصاد بالطاقة والمياه وارتباطه بمفهوم المواطنة الصالحة. ودعوا الى توفير التمويل الكافي لبحوث المياه والطاقة المتجددة، والشروع في تنفيذ مشاريع مشتركة بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية، مع رفع المستويات التأهيلية المحلية خصوصاً في تقنيات الطاقة الشمسية. وأبرزوا وجوب وضع هدف مستقبلي لانتاج نسبة محددة من الكهرباء المولدة من مصادر متجددة.
كادر
"مصدر" تجذب تقنيات الطاقة الشمسية المتقدمة الى أبوظبي
وتطور مشاريع لادارة الانبعاثات الكربونية في الشرق الأوسط
"مصدر" هي مبادرة متكاملة للتطوير الاقتصادي أطلقتها حكومة أبوظبي في نيسان (ابريل) 2006 لتعزيز مصادر الطاقة الأنظف والتنمية المستدامة. وهي تشمل إنشاء معهد عال للعلوم والهندسة، وشبكة للأبحاث المتخصصة، ومنطقة اقتصادية لاحتضان المؤسسات والشركات المهتمة بالاستثمار في تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وصندوق لمشاريع التنمية النظيفة. وتنفذ هذه المبادرة "شركة أبوظبي لطاقة المستقبل" التي تملكها حكومة أبوظبي من خلال شركة "مبادلة" المتخصصة في الاستثمار وتطوير المشاريع.
تتضمن مشاريع الطاقة الكهروضوئية التي تعمل "مصدر" على تحقيقها إنشاء مصنع بمواصفات عالمية في أبوظبي لإنتاج مادة البوليسيليكون، سيوفر المواد واللوازم الأساسية لتصنيع خلايا ووحدات الكهرباء الضوئية التي تتيح توليد الطاقة مباشرة من أشعة الشمس. وأكد المهندس سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل، أن "الطاقة الشمسية المركزة توفر إمكانيات هائلة لإمارة أبوظبي تؤهلها لأن تصبح رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتقدمة".
وتستثمر "مصدر" في شركات الطاقة الشمسية العالمية، ومنها "سيلفرسيل" الألمانية لتصنيع خلايا الكهرباء الضوئية. وهي تتعاون حالياً مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أجل إجراء دراسة تقييمية شاملة حول مصادر الطاقة الشمسية للتعرف على إمكانية قيام مشاريع واسعة النطاق للطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي. كما تعاقدت مؤخراً مع وكالة الفضاء الألمانية لتقييم وتحديد أفضل المواقع لتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي وإمداد شبكة الكهرباء بالطاقة.
وتدعم "شبكة مصدر للأبحاث" مشاريع الطاقة الشمسية التي تنفذها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، وتموّل أبحاث وتطوير الطاقة الشمسية المتقدمة مع ستة جامعات ومراكز أبحاث عالمية في أميركا الشمالية وأوروبا واليابان. وتشمل الأبحاث الأغشية الرقيقة لخلايا الكهرباء الضوئية والخلايا الكروية وأبراج استقطاب الأشعة الشمسية والتخزين الحراري للطاقة الشمسية.
على صعيد آخر، تمثل إدارة الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إحدى أولويات "مصدر"، التي تسعى الى الاستفادة اقتصادياً من عمليات تقليل الانبعاثات وفقاً لآلية التنمية النظيفة المنبثقة عن معاهدة كيوتو للتغير المناخي، والمبادرة الى تنفيذ مشاريع كبرى تؤدي الى تخفيض معدلات الانبعاثات الكربونية، وخاصة المشاريع المتعلقة بسحب وتخزين غاز ثاني أوكسيد الكربون. وقال المهندس سلطان الجابر ان المبادرة تعتزم "لعب دور ريادي في قطاع آليات التنمية النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يقدر حجمه بسبعة بلايين دولار، من خلال الاستفادة من الفرص التي أتاحتها معاهدة كيوتو خلال فترة زمنية وجيزة".
وتعكف "مصدر" حالياً على تطوير عدد من المشاريع المرتبطة بآليات التنمية النظيفة، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالطاقة، عن طريق إقامة تحالفات إستراتيجية مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، والدخول في شراكات مع مؤسسات حكومية لتعزيز الوعي بأهمية الطاقة النظيفة ولضمان الدخول السريع لأسواق المنطقة.
ومن المشاريع الرئيسية التي تطورها مشروع سحب وتخزين ثاني أوكسيد الكربون من مصادر الانبعاثات الحالية والمستقبلية في أبوظبي وإيصاله الى مشغلي حقول النفط لاستخدامه في عمليات الاستخراج المعزز للنفط. وبمقدور شبكة متكاملة لسحب وتخزين الكربون أن تساهم في خفض الانبعاث في أبوظبي بنسبة تصل الى 50 في المئة، بينما تزيد انتاج النفط بنسبة تصل الى 10 في المئة، وتوفر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي التي يتم استخدامها حالياُ في عمليات حقن الحقول النفطية.
منتدى إقليمي للاسكوا حول الطاقة المستدامة
على هامش معرض ومؤتمر البيئة 2007 نظمت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الاسكوا) "المنتدى الاقليمي العربي حول الطاقة من أجل التنمية المستدامة" بالتعاون مع هيئة البيئة ـ أبوظبي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الدول العربية.
تضمن المنتدى عقد أربع جلسات. تحدثت في الجلسة الأولى فاطمة الملاح، مديرة إدارة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة في جامعة الدول العربية، عن الاجراءات التي اتخذت في المنطقة العربية تحضيراً للدورة الخامسة عشرة للجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي ستعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك من 30 نيسان (ابريل) الى 11 أيار (مايو) 2007 برئاسة قطر. كما تحدث الدكتور محمد قرضاب، رئيس فريق الطاقة لأغراض التنمية المستدامة لدى الاسكوا، عن جهود الدول العربية في تغيير الأنماط غير المستدامة لإنتاج واستهلاك الطاقة في القطاعات المختلفة. وعرضت الدكتورة أنهار حجازي، مديرة إدارة التنمية المستدامة والانتاجية في الاسكوا، حزم السياسات المقترح أن تتبناها الدول العربية لتحقيق أهداف خطة جوهانسبرغ في ما يخص التنمية المستدامة والتغير المناخي وتلوث الهواء والتنمية الصناعية.
وفي الجلسة الثانية تم تداول الاستعدادات الفنية للطاقة من أجل التنمية المستدامة في الدول الأعضاء بمنطقة الاسكوا، بالإضافة الى ارشادات ولوائح لتحسين كفاءة الطاقة في المباني والتخطيط الحضري. كما تحدث المهندس سلطان الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل التي تتولى تنفيذ مبادرة "مصدر". وعرضت خلال الجلسة الثالثة أبحاث وأوراق عمل عن خطط وسياسات دول المنطقة في مجال الطاقة. واختتم المنتدى أعماله بعقد طاولة حوار حول مستقبل قطاع الطاقة المستدامة في المنطقة العربية.
 
 

التعليقات
 
ثامر‏ ‏فرحان‏ ‏رحمة
لدية‏ ‏اختراع‏ ‏ماكنة‏ ‏تعمل‏ ‏بقوة‏ ‏جذب‏ ‏الارض‏ ‏‏ ‏
ابراهيم احمد ابراهيم
انا عندي مصادر طاقة جديد من الماء وقوتة قوية بس الازم يكوان السحب شديد كل ما يشتغل ينتج طاقة اعلي من الماء انا با بيع الختراع
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.