Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
رأي
 
يان توب كريستينسن فلنجعل 2009 سنة خضراء  
نيسان (أبريل) 2009 / عدد 133
 ليس صعباً هذه الأيام أن يكون المرء متشائماً. ثمة سحب قاتمة تلوح في الأفق، منها الأزمة المالية العالمية، وانخفاض النمو، وخطر الركود الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة، وهذا غيض من فيض.
 
في الاجتماع الذي انعقد يوم 3 آذار (مارس) في السراي الكبير في بيروت، تحت رعاية رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، قدمت منظمة المنتدى العربي للبيئة والتنمية (AFED) تقريرها الأول عن حالة البيئة في الدول العربية والتحديات المستقبلية. وفي مداخلة هامة، صرّح رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بأن التقرير كان له أثر الصدمة على كل العرب. واستطرد بأن هذا التقرير هو بمثابة جرس إنذار لتغيير السلوك في ما يتعلق بالمناخ والقضايا البيئية. عرض التقرير لبعض الحقائق القاتمة جداً عن وضع البيئة في العالم العربي، من حيث تلوث الهواء في المدن، وتبديد الموارد المائية، والتدهور البيئي للسواحل، والعواقب الوخيمة لتغير المناخ بسبب الأساليب غير المسؤولة في الإنتاج والنقل.
 
يمكن لسنة 2009 أن تصبح معلم سوء في التاريخ الحديث إذا فشلنا في معالجة الأزمة العالمية. ولكن يمكن أيضاً أن تكون معلم خير.
 
رسالتي هنا بسيطة: دعونا نجعلها سنة خير. دعونا نجعل 2009 سنة خضراء صديقة للبيئة!
 
في كانون الأول (ديسمبر) 2009، سيجتمع العالم في كوبنهاغن في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس عشر حول التغير المناخي، أو ما يسمى COP15 (مؤتمر الأطراف ـ الدورة الخامسة عشرة). سيفسح COP15 لنا المجال للتوصل الى اتفاق عالمي لمتابعة بروتوكول كيوتو حول مكافحة التغيرات المناخية العالمية.
 
إن عواقب هذه التغيرات جلية وقاسية، من فيضانات وأمطار شديدة إلى جفاف وتصحر، على سبيل المثال الحصر. وهنا في لبنان، مع تزايد حرائق الغابات، يكبر خطر اختفاء غابات الأرز الجميلة، كما أن سهل البقاع بحاجة الى مزيد من الري من جراء الاحترار العالمي. وإن لم نجد سريعاً حلولاً مشتركة، فان الآثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي قد تصبح أكثر سوءاً في السنوات المقبلة.
 
سيحظى المجتمع الدولي في كوبنهاغن في كانون الأول (ديسمبر) بفرصة لاتخاذ قرار تاريخي. نحن نستطيع فعلاً أن نجعل هذا الكوكب مكاناً أفضل لأولادنا وللأجيال الآتية.
 
تشكل الدنمارك والاتحاد الأوروبي معاً قوة دافعة. فالاتحاد الاوروبي يتحدث بصوت قوي وموحد في المفاوضات الدولية. ولقد اتفقت دوله، في قمة الاتحاد الاوروبي التي انعقدت في كانون الأول (ديسمبر) 2008، على عدد من الأهداف الطموحة للحد مستقبلاً من غازات الاحتباس الحراري وزيادة نسبة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وتم الاتفاق على توزيع الأعباء بينالدول من أجل تحقيق هذه الأهداف. ويشكل هذا الاتفاق أرضية قوية مشتركة لاقناع الآخرين.
 
ولكن يتعين علينا أيضاً، بلداناً وأفراداً، أن نكون في سلوكنا مثالاً جيداً يحتذى به. لقد نجحت الدنمارك خلال 30 عاماً في الحفاظ على نمو اقتصادي قوي بنسبة 70 في المئة من دون زيادة استهلاك الوقود الأحفوري! ومهدت الطاقة الخضراء الطريق لاقتصاد أكثر اخضراراً من ذي قبل.
 
لقد حققت ''قصة'' الدنمارك انطباعاً جيداً لدى أصحاب القرار والرأي حول العالم، أكبر بكثير مما يمكن أن تحققه أية قوة عسكرية أو اقتصادية لبلدي. وإضافة الى ذلك، أدت هذه التجربة إلى توليد تجارة واستثمارات وجذب للسياح.
 
أعتقد أن لبنان قادرعلى إحراز نجاح مماثل. فلبنان بلد غني بالموارد المائية التي يمكن استخدامها بصورة أكثر كفاءة والاستفادة منها أيضاً في إنتاج الطاقة. في كتيبات سياحية يعلن لبنان أنه يتمتع بـ 300 يوم مشمس في السنة، وهذه ظاهرة رائعة بالنسبة الى شخص دنماركي اعتاد رؤية الشمس لفترات أقل. وعلى رغم ذلك لم يتطور إنتاج الطاقة الشمسية في لبنان إلا بشكل متواضع. وفي لبنان كما في الدنمارك إمكانية كبيرة لاستغلال الرياح في إنتاج الطاقة في عدة أماكن، ومن السهل إثبات ذلك في أطلس حديث للرياح.
 
بطبيعة الحال، لا لبنان ولا الدنمارك، ولا حتى الاتحاد الأوروبي، قادرة وحدها على حل مشكلة المناخ العالمي. نحن بحاجة إلى مساعدة من شركائنا الدوليين، ولا سيما الدول الرئيسية المنتجة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون كالولايات المتحدة والصين والهند وروسيا والبرازيل. سيعتمد الأمر في المقام الأول على الرئيس باراك أوباما، والإشارات الأولية التي وصلت من الادارة الاميركية الجديدة هي في الواقع إيجابية، ما يعطينا الأمل بتوفير مزيد من الزخم للعملية التي ستجري في كوبنهاغن.
 
غير أنني إنسان واقعي أيضاً، وأدرك أن عدداً كبيراً من العقبات يعترض طريقنا قبل مؤتمر كوبنهاغن. إنما هذا لا يمنع أن بامكاننا مجتمعين الاستفادة من الفرصة لجعل 2009 سنة خضراء. فلنفعل ذلك!
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.