Saturday 20 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
محمد التفراوتي (الرباط) تربية السمك في المغرب  
تموز-آب (يوليو-اوغسطس) 2009 / عدد 136-137
 على بعد ستة كيلومترات من مدينة آزرو المغربية في منطقة الأطلس المتوسط تقع بحيرة "رأس الماء" الجميلة. وفيها محطة لتربية الأسماك يسهر على تدبيرها المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. وغاية المركز رفع معدل الانتاج باستزراع الأسماك، وإنعاش الصيد الرياضي والحرفي، والنهوض بالسياحة البيئية في المنطقة مع المحافظة على التنوع البيولوجي.
تحتل محطة تربية الأسماك مساحة 12 هكتاراً. وفيها مفرخ وأحواض للسمك وقاعة عرض ومدرسة للصيد هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني. هذه المحطة التي أنشئت عام 1957 باتت قبلة إنتاج أفضل الأسماك في أفريقيا. ويشرف المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك على أربع محطات من هذا النوع، هي: محطة السلمونيات في رأس الماء التي تنتج سنوياً 1,5 مليون وحدة من صغار التروتة المحلية والتروتة القزحية المتأقلمة في المغرب، ومحطة الشبوطيات في مدينة بني ملال التي تنتج سنوياً نحو 3,5 ملايين من صغار الشبوط العادي والفضي والعاشب وبلطي النيل، ومحطة الأسماك اللاحمة في أمغاس بإقليم إفران التي تنتج سنوياً 400 ألف وحدة من الفرخ الأسود و500 ألف وحدة من الزنجور، فضلاً عن أربعة أقسام موازية تروم جودة المياه وإحياء الماء والطحالب والمصايد.
وشرح الدكتور بنعبيد محمد مدير المركز لـ"البيئة والتنمية" أن سمك التروتة من أنفس الأسماك في المنطقة، يتكاثر في البحيرات والأودية العذبة النقية الباردة، وهذا ما يميز أودية وبحيرات منطقة الأطلس المتوسط. وتحوي محطة السلمونيات في رأس الماء نوعين من التروتة: القزحية Oncorhynchus mykiss التي تم جبلها من فرنسا عام 1924، وتعتمد تغذيتها على الأعلاف المصنعة حيث تطعم مسحوق سمك السردين ممزوجاً ببعض الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية. كما تنفرد محطة رأس الماء بانتاج التروتة المحلية التي تدعى "فاريو" Salmo trutta macrostigma وتعيش في قاع الأنهار والجداول وفي بعض البحيرات الجبلية، وهي تتغذى طبيعياً على يرقات الحشرات والقشريات واللافقاريات، ويمكن أن تصبح في بعض الحالات آكلة للأسماك. ويتم النضج الجنسي للتروتة في سنتين للذكور وثلاث سنوات للإناث.
تتمتع التروتة بأسنان قوية وجسم انسيابي، وتتميز بزعنفة لحمية صغيرة قرب الزعنفة الذيلية. ويتفاوت عمر التروتة من نوع الى آخر، ففي حين تعيش التروتة القزحية حتى 11 عاماً كحد أقصى، تعمِّر تروتة البحيرة 25 عاماً.
تعتمد عملية تفريخ التروتة على الطريقة الاصطناعية الجافة، حيث يتم تجميع الذكور الفحول من الأحواض ووضعها في أحواض "الرجانة" من أجل المراقبة. ومع بداية فصل الشتاء يتم تلقيح بيوض الأنثى بمني الذكر، وتوضع البيوض في حاضنات لمدة 30 يوماً الى أن تفقس. وتتم تغذية الفراخ لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تصبح قابلة للاستزراع. فتنقل من المحطة الى المنظومات المائية المصنفة بواسطة شاحنة مجهزة بأحواض تستجيب لمتطلباتها الفيزيولوجية. وهناك تتأقلم في المجال الطبيعي.
وقد تم إنجاز "المخطط المديري للصيد في المياه القارّية"، وفق استراتيجية عامة لحماية الثروات السمكية في المياه القارّية وتنميتها بواسطة عمليات التربية والاستزراع التي تتم خلال معظم أوقات السنة. كما تتم أقلمة أنواع أخرى من الأسماك لتحسين الانتاج ومضاعفة المردودية عن طريق تهيئة المنظومات المائية. ويشمل المخطط أيضاً تنظيم الصيادين في إطار جمعيات وتعاونيات، وإنعاش قطاع الصيد الرياضي، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في ميدان صيد الأسماك وتربيتها، وتحديث النصوص التشريعية والتنظيمية، وإنعاش التدريب والبحث في مجال تقنيات تربية الأسماك.
ويمارس الصيد الرياضي في الأودية والبحيرات الطبيعية والاصطناعية، باستعمال الصنانير فقط. ويبلغ عدد الصيادين الهواة نحو ألف صياد، يستهدفون أسماك التروتة والزنجور والفرخ. كما أن نحو 10 شركات استأجرت حق الصيد الرياضي من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.