Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
رأي
 
بقلم مصطفى كمال طلبه خريطة طريق لمفاوضات المناخ  
نيسان (أبريل) 2011 / عدد 157
 

الدكتور مصطفى كمال طلبه هو المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والرئيس السابق لمجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية.

 

مبدأ «المسؤوليات المشتركة لكن المتمايزة» كان محوراً دائماً في مفاوضات المناخ، وما زال مصدر فوارق هائلة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية. ففي حين تصر البلدان النامية على أن البلدان المتقدمة تتحمل مسؤولية تاريخية ويجب أن تخفض انبعاثاتها وأن تزود البلدان النامية بالتمويلات والتكنولوجيا، تسأل البلدان المتقدمة، وهي على حق، ماذا عن الحاضر والمستقبل؟

إذا أردنا أن نمضي قدماً في صون كوكبنا، فيجب أن تكون لدى الفريقين رغبة حقيقية في التعاون، فتقبل البلدان النامية جزءاً من المسؤولية عن الانبعاثات الحالية والمستقبلية، وتتحمل البلدان المتقدمة كامل المسؤولية عن الانبعاثات السابقة. وهذا لا يمكن تحقيقه من دون نقاشات صريحة ومفتوحة بين الجانبين، بحيث يتحادثان بدلاً من أن يتجاهل أحدهما الآخر. وعلى البلدان النامية أن تدرك أن الانبعاثات الكربونية الاجمالية التي أطلقتها الصين عام 2009 تجاوزت انبعاثات «النافث الأكبر» وهو الولايات المتحدة، وأن انبعاثات الهند مماثلة لانبعاثات اليابان أو روسيا.

لقد كان اجتماع كانكون اختباراً حاسماً لمدى جدِّيتنا، وإن يكن سقف توقعاته أدنى كثيراً مما تحقق في كوبنهاغن. وللأسف، تبين أننا لسنا جديين كثيراً، فقد اختُتم الاجتماع باتفاق متواضع.

لكن اختتام مؤتمر كانكون باتفاق، وإن يكن غير ملزم قانونياً، أتاح فرصة لعملية المفاوضات.

اتفاقات كانكون تمهل البلدان الـ193 المشاركة في المؤتمر سنة أخرى لتقرير ما إذا كانت ستمدد بروتوكول كيوتو المثير للجدل. ونجاح المحادثات في كانكون يتيح السعي الى اتفاق أقوى في مؤتمر المناخ الذي سيعقد في دوربان بجنوب أفريقيا أواخر 2011. ويؤسس الاتفاق صندوقاً جديداً لمساعدة البلدان الفقيرة في التكيف مع التغيرات المناخية، ويخلق آليات جديدة لنقل تكنولوجيا الطاقة النظيفة، ويقدم تعويضات لحماية الغابات الاستوائية، ويقوي التعهدات المتعلقة بتخفيض الانبعاثات التي انبثقت عن مؤتمر كوبنهاغن.

هذا جيد، لكنه لا يمكن أن يؤدي الى اتفاق ملزم قانونياً ما لم نبدأ حالاً سلسلة من المشاورات غير الرسمية المتواصلة بين البلدان الرئيسية في كلا المعسكرين ـ البلدان المتقدمة والبلدان النامية ـ التي لها مواقف متناقضة قوية جداً.

على الأمم المتحدة ألا تلعب الدور الحيادي التقليدي في هذا الوضع الكارثي، بل أن تؤدي دور هيئة عالمية معنية بالمشاكل العالمية الخطيرة. عليها بالتأكيد أن توفر منتدى حيادياً، لكن عليها أيضاً أن تؤدي دوراً فاعلاً جداً في انتاج صيغ توافقية تجمع بين وجهات النظر المتعارضة من غير أن تساوم على القضية ذاتها. هناك الكثير جداً على المحك لو سمحنا باستمرار المفاوضات العقيمة الى ما لا نهاية.

منذ الآن وحتى دوربان في نهاية 2011، ليس أمام الحكومات من خيار إلا أن تتفق على النقاط الآتية:

أولاً، اتفاق واضح بين البلدان المتقدمة والنامية حول فهمها لما يعنيه «مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن المتمايزة».

ثانياً، أهداف محددة لانبعاثات غازات الدفيئة في البلدان المتقدمة والنامية: يجب منح البلدان النامية فترة سماح قبل تطبيق التخفيضات التي يفرضها اتفاق جديد. والبلدان النامية الأكثر تقدماً، مثـل الصين والهند والبرازيل وكوريا الجنوبية وماليزيا وسواها، قد تكون لديها فترة سماح أقصر من بلدان نامية أخرى، وبالتأكيد أقصر من تلك المتاحة لأقل البلدان تقدماً وللدول الجزرية الصغيرة.

ثالثاً، متابعة لاتفاق كوبنهاغن، إعلان مبالغ محددة لتمويل صندوق التكيف الجديد وتحديد تفاصيل آلية نقل التكنولوجيا. ويجب دعم البلدان الأكثر تأثراً بشكل عاجل لتتكيف مع التأثيرات السلبية الخطيرة لتغير المناخ. ويتعين أن تكون للصندوق الأخضر وآليات نقل التكنولوجيا هيكليات حكومية متوازنة لادارتها.

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.