Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
أليكسا شوف ماركيتوس (لاغوس) إذاعة تنبت المحاصيل  
حزيران (يونيو) 2011 / عدد 159
 

المزارع في نيجيريا هي غالباً صغيرة ومعزولة، ويعتمد المزارعون على ممارسات زراعية تقليدية وعلى تقلبات الطقس التي تجود عليهم أحياناً بمحاصيل جيدة. ففي موسم سيئ يجنون ما يكاد لا يكفي استهلاكهم، وفي موسم جيد غالباً ما يذهب فائض المحاصيل هدراً لافتقارهم الى الأدوات التي تمكنهم من بيع منتجاتهم، مثل مرافق التخزين والأسواق والحسابات المصرفية.

الناشط الاجتماعي نيميكا إكغونو (29 عاماً) كرس حياته لإحداث تحول في أنماط عيش هؤلاء المزارعين. فعندما كان صبياً، عمل في مزرعة، فأحب التربة وفهم المشاكل التي يواجهها المزارعون. وإذ أدرك أن العقبة التي تعيق عملهم هي قلة المعلومات، جعل رسالته في الحياة سدّ هذه الفجوة. يقول: «منذ نعومة أظفاري، كان لدي إيمان عميق بأني سأكون صانع تغيير لأبناء جيلي، وما علي إلا اغتنام الفرصة المناسبة. أردت المساعدة في تحسين سبل عيش المزارعين وحماية البيئة، لكني أردت أيضاً أن أكون إعلامياً مرموقاً. ومع اشتداد عودي، كانت صلتي الوحيدة بالعالم راديو ترانزيستور يعمل بالبطارية. كنت أستمع الى مذيعي الأخبار وأحلم أن يستمع الناس الي ذات يوم».

 

إذاعة ريفية

في العام 2003، وكان إكغونو في الحادية والعشرين من العمر، توصل الى فكرة لتحقيق حلمه. فأنشأ مؤسسة المزارعين الصغار (The Smallholders Foundation) كمنظمة للتنمية الاجتماعية تستعمل الراديو لتمكين المزارعين من الحصول على معلومات حول الأسواق والتقنيات الزراعية المعاصرة. وهو يقول: «ما زال الراديو الأداة الرئيسية للحصول على المعلومات في أرياف نيجيريا. وهو الوسيلة الأكثر انتشاراً واستعمالاً ومنالاً ومرونة للاتصال الجماعي، والطريقة الأفضل للوصول الى المجتمعات الريفية». وأمل أن يؤسس إذاعة لايصال برامجه الى المزارعين في ولاية إيمو حيث يقيم في جنوب شرق نيجيريا.

ولكن لم يتسنَّ له تأمين أموال لتأسيس الإذاعة إلا عام 2007: «كانت السنوات الأربع الأولى صعبة جداً. كان همي الحصول على تمويل من دون أن أهمل المزارعين. وكنت أقصد الأرياف باستمرار، فألتقي المزارعين وأوزع عليهم البذور وأبني شبكات الاتصال. ما لم أكن أدركه في ذلك الوقت هو أنني كنت أرسي الأسس الضرورية لبرنامجي الإذاعي».

وهكذا ولدت «الإذاعة الريفية للمزارعين الصغار» (SFRR) التي تستخدم تكنولوجيات تفاعلية لتحسين الممارسات الزراعية والقدرة الاقتصادية للمزارعين. يقول إكغونو: «لدى مزارعينا معرفة فطرية هائلة، وما ينقصهم هو معرفة الممارسات العصرية. والمعلومات الإذاعية التي أبثها تغطي تقنيات إنتاج المحاصيل وتربية المواشي وحماية البيئة والتنوع البيولوجي والأسواق المحلية والدولية والتصدير والمهارات الإدارية والتجارية. ويستفيد منها المزارعون لاتخاذ قرارات حول إنتاجهم: ماذا ومتى وكيف ولمن؟»

تذاع البرامج بالإيغبو، وهي اللغة الرئيسية لولاية إيمو. يقول إكغونو: «لا يمكنني البث بلغة دولية، فغالبية مزارعينا شبه أميين، والتحدث اليهم بالانكليزية مثلاً أمر سخيف. وعندما نتوسع الى ولايات أخرى، فلن نذيع إلا باللغات المحلية هناك».

ما يجعل برنامج إكغونو مبدعاً حقاً هو اعتماد جهاز «التقدم بواسطة الراديو التفاعلي» (AIR). وهو راديو نقال تفاعلي يعمل بالطاقة الشمسية طوره الدكتور ريفي سترلنغ من جامعة كولورادو، يتيح للمستمعين بث رسائل صوتية مجاناً الى الإذاعات، التي يمكنها بثها. ويوضح إكغونو: «الراديو يبث باتجاه واحد، وهذا غير كاف لتلبية هدفي. البث باتجاهين يساعد في تعميق المعرفة إذ يمكن المزارعين من إسماع صوتهم. لقد تقصيت خيارات عدة لتسهيل هذه التفاعلية، بما في ذلك الهواتف الجوالة ودعوة المزارعين الى زيارة محطتنا أو كتابة رسائل، لكن هذه الخيارات لم تحقق إلا حداً أدنى من النجاح. كنت بحاجة الى أداة يستطيع المزارعون استعمالها للتواصل معنا بسهولة وبلا نفقات».

ولزيادة تسهيل تبادل المعلومات، يشجع إكغونو المزارعين على الانضمام الى «نوادي المستمعين» التي يلتقي فيها 60 مزارعاً على الأقل لاستعمال جهاز AIR. هذه النوادي لا تحسن التواصل بين المجتمعات فحسب، بل تسمح أيضاً للمؤسسة بأن تراقب تأثير البرامج: «إنها تعزز المشاركة الفعالة وتولد استجابة فورية. إنها الركن الأساسي لنجاحنا».

 

هدية المعرفة

جوناثان إسيغوزو (74 عاماً) هو أحد المزارعين الـ 250 ألفاً الذين يستمعون بانتظام الى البرنامج الذي يبث 10 ساعات يومياً. وهو يطبق دروساً تعلمها على موجات الأثير، وسجل زيادات تصل الى 40 في المئة من انتاجه الزراعي السنوي. البرنامج الإذاعي علمه أيضاً كيف يفتح حساب توفير، وهذا ما فعله وهو في السن الثالثة والسبعين. والمعلومات التي اكتسبها بواسطة الراديو حول كيفية بيع فائض الإنتاج زادت دخله العائلي، ما مكنه من إرسال اثنين من أولاده الى المدرسة.

يقدر إكغونو أن 65 في المئة من المستمعين زادوا إنتاجهم كنتيجة مباشرة للإذاعة الريفية للمزارعين الصغار. وفي بلد حيث تعيش الغالبية العظمى من السكان على أقل من دولار في اليوم، ثمة معنى عميق لهذه الزيادة في الدخل: «معظم مستمعينا يكسبون الآن نحو 1,5 دولار في اليوم، وهذه زيادة لا بأس بها. وأتوقع أن يحققوا كل سنة زيادة مطردة في محاصيلهم الزراعية».

فاز نيميكا إكغونو بجائزة رولكس للمبادرات الطموحة عام 2010 في فئة الشباب، وقيمتها النقدية 50 ألف دولار. وهو سوف يستعملها لزيادة جمهور المستمعين الى البرامج التعليمية والتثقيفية ليصبح العدد 3,5 مليون مزارع في نحو 5000 قرية بولاية إيمو. وسوف يحل جهاز إرسال بقدرة 3500 واط مكان الجهاز الحالي وقدرته 50 واط، وسوف يشتري 30 جهاز AIR لنوادي المستمعين. وهو يأمل أن يوسع الخدمة الى جميع أنحاء نيجيريا والبلدان المجاورة. يقول: «إنني واثق بإمكان تكرار هذه التجربة في أنحاء القارة الأفريقية. ان المعرفة، التي تبني القدرة على نمو مكتفٍ ذاتياً، هي الهدية الحقيقية الوحيدة التي يمكن لشخص أن يقدمها الى شخص آخر، وهي في المدى البعيد أنفع كثيراً من المساعدات الغذائية أو المالية».

 

كادر

فيليبينية تسوِّق سلعاً عصرية من نفايات

تعيش 12 ألف عائلة فقيرة في مكب باياتاس في مانيلا عاصمة الفيليبين. هناك ابتكرت النساء وسيلة لكسب الرزق من خلال إعادة تدوير النفايات لصنع البسط. لكن الوسطاء يحصلون على معظم الأرباح، ولا تحصل النساء إلا على 2 سنت (0,02 دولار) للبساط.

في العام 2007، أسست ريس فرناندز مع رفيقات لها شركة Rags2Riches  للعمل الاجتماعي، التي أحدثت ثورة في أساليب عمل النساء، بتمكينهن من بيع منتجاتهن مباشرة الى المتاجر. حصلت فرناندز وفريقها من المحترفات الشابات على مشورة مصممين، أوضحوا لهن كيف يمكن تحويل البسط الى حقائب يدوية عصرية وعلب نظارات وسلع أخرى تباع في المتاجر.

واليوم تعمل لدى الشركة نحو 300 امرأة، يحصلن على 40 في المئة من الثمن الإفرادي لكل سلعة. وقد أسست 54 امرأة منهن تعاونية تملك حصة من الشركة. وتؤمن Rags2Riches  للنساء العاملات فيها تدريباً على التمويل الشخصي والتأمين الصحي والتغذية.

وقد فازت فرناندز بجائزة رولكس للمبادرات الطموحة لسنة 2010 في فئة الشباب. وسوف تستخدم مكافأتها المالية البالغة 50 ألف دولار لتوسيع المشروع بتأسيس «مركز Rags2Riches  للإبداع والنشاط الاجتماعي»، حيث يقوم محترفون وخبراء تقنيون بتطوير منتجات جديدة لتعزيز الأهداف الأربعة للشركة: تمكين الناس، حماية الكوكب بتدوير النفايات لتحويلها الى منتجات عالية القيمة، كسب أرباح مستدامة تنفع المجتمع والشركة، إحداث تأثير ايجابي على المجتمع.

 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.