Wednesday 24 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
عماد فرحات هل جنود الغرب أغلى من أطفال العرب؟  
شباط/فبراير 2001 / عدد 35
 حمى اليورانيوم المستنفد تجتاح اوروبا اليوم إثر وفيات واصابات بسرطان الدم بين جنود خدموا في البلقان، بعدما ثبت أن قوات حلف شمال الاطلسي استخدمت قذائف زودت رؤوسها باليورانيوم المستنفد. كما تبين أن القوات الأميركية والبريطانية أطلقت هذه القذائف على القوات العراقية في حرب الخليج عام 1991. ولكن، وسط الاهتمام بسلامة الجنود، تغفل القوات المسؤولة الأخطار والأضرار المتربصة بالمدنيين الذين طالهم القصف.
 
لم تمضِ أشهر على عودة الجندي الايطالي سلفاتوري كاربونارو (24 عاماً) من البلقان حتى ظهرت عليه أعراض سرطان الدم، ولم يلبث أن توفي. وطالبت عائلته الحكومة الايطالية بالاعتراف بأن مرضه نتج عن ملامسة معدات ملوثة اشعاعياً، اذ انه خدم حارساً لمخزن ذخيرة في البوسنة عام 1998.
الجدل ثائر اليوم حول استخدام حلف شمال الاطلسي في حرب البلقان قذائف تحتوي على يورانيوم مستنفد، بعدما توفي جنود خدموا هناك اثر اصابتهم بسرطان الدم (اللوكيميا). فقد أبلغ عن 30 اصابة و7 وفيات في ايطاليا، و9 اصابات و5 وفيات في بلجيكا، و8 اصابات ووفاتين في اسبانيا، ووفاتين في هولندا، و5 اصابات ووفاة واحدة في فرنسا، واصابتين في الدنمارك، واصابة في كل من بريطانيا وألمانيا واليونان وهنغاريا والجمهورية التشيكية، فيما أفادت النمسا وبلغاريا وروسيا والسويد وفنلندا وجورجيا أنها لم تسجل مشاكل صحية غير عادية بين جنودها في البلقان.
وذكرت «أعراض حرب البلقان» التي ظهرت حديثاً بما يعانيه عسكريون أميركيون وبريطانيون شاركوا في حرب الخليج عام 1991 من أمراض غامضة ووفيات رهيبة نتيجة ما يسمى «أعراض حرب الخليج». وقد تبين أن القوات الغربية أطلقت قذائف تحتوي على يورانيوم مستنفد في حرب الخليج أيضاً.
ما هو اليورانيوم المستنفد؟
اليورانيوم المستنفد منتج متخلف ينشأ عن معالجة خام اليورانيوم ليصنع منه اليورانيوم المخصب، الذي يدخل في انتاج الاسلحة النووية ويستخدم وقوداً في محطات الطاقة النووية. وقد بدأ خبراء الأسلحة في السبعينات ادخال اليورانيوم المستنفد في صنع أغلفة ورؤوس الصواريخ والقنابل وطلقات الرصاص العادية لزيادة قدرتها على الاختراق. ونظراً لكثافته (ثقله النوعي) الكبيرة التي تبلغ 1,7 أضعاف كثافة الرصاص، يمكن استعماله بعد تحويله الى معدن لتصفيح القذائف كي تخترق بسهولة الدبابات والدروع. كما أن تصفيح الدروع باليورانيوم يزيد من قوتها. واضافة الى قدرته الاختراقية، تؤدي الحرارة المنبعثة من احتكاكه بالفولاذ الى احتراقه. وعندما يحترق تنبعث منه جسيمات دقيقة من أوكسيد اليورانيوم السام والمشع في شكل رذاذ يمكن ان ينتقل عدة كيلومترات في الهواء. وقد يستنشق الانسان هذه الجسيمات أو يبتلعها. واذا استقر حتى جسيم واحد منها في عضو حيوي، وهذا غالباً ما يحدث بفعل الاستنشاق، فيمكن أن يسبب أمراضاً تراوح من آلام الرأس الى السرطان.
والمعروف أن القوات المسلحة الاميركية وجيوش عدد من البلدان الأخرى في حلف شمال الاطلسي وروسيا واسرائيل تمتلك أسلحة محتوية على يورانيوم مستنفد. ولم يسجل استعمال الذخائر المحتوية على يورانيوم مستنفد في عمليات حربية قبل التسعينات. وقد استعملت على أكبر نطاق في حرب الخليج. وتبين أن القوات المسلحة الأميركية اطلقت نحو 944 ألف قذيفة منها على أهداف عراقية.
وقد اعترفت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) مؤخراً، تحت ضغط النقاد الذين اتهموها بالتستر على المسألة، بأن جيوش حلف شمال الاطلسي أطلقت على مدى 78 يوماً 31 ألف قذيفة على أهداف صربية في الضربات الجوية التي شنتها على يوغوسلافيا عام 1999 لاجبار الجيش اليوغوسلافي على الخروج من كوسوفو. كما اعترفت بأن طائراتها ألقت نحو 10 آلاف قذيفة على أراضي البوسنة المجاورة عامي 1994 و1995. ثم عادت واعترفت بأن العدد بلغ 18 ألف قذيفة.
وكانت القوات الاميركية اتهمت أيضاً باطلاق ذخائر محتوية على يورانيوم مستنفد خلال تمارين تدريبية أجريت في أجزاء اخرى من العالم. وتوجد في الولايات المتحدة أكثر من 450 مليون كيلوغرام من مخلفات اليورانيوم المستنفد التي يجب تخزينها والتخلص منها بأمان من قبل وزارة الطاقة. وبما أن العمر النصفي للنشاط الاشعاعي لليورانيوم المستنفد هو 4,5 بلايين سنة، فهو يدوم بفعالية «الى الأبد». وبسبب وفرته بكميات كبيرة، تقدمه الحكومة الأميركية مجاناً الى مصنعي الأسلحة.
لقد ثارت خلافات حول درجة الخطورة التي يسببها اليورانيوم المستنفد، لكن الخبراء متفقون على وجود خطر سمّي واشعاعي، لميله الى التفتت تحت الضغط وتحوله الى غبار دقيق مشع وسام يبقى في البيئة أو في جسم الانسان.
أعراض البلقان
يستمر التباين بين تصريحات دول حلف شمال الاطلسي حول «أعراض البلقان». ومع أن الحلف نفى أن يكون اليورانيوم المستنفد سبب الاصابات الاخيرة بسرطان الدم بين جنود الحلفاء، فانه أصدر توجيهات بالعمل السريع «لجمع الحقائق وطمأنة الرأي العام». ورفضت حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تزود قواتها بذخائر محتوية على اليورانيوم المستنفد، مطالبة دول أخرى شريكة لها في الحلف، وبينها ايطاليا واليونان وألمانيا، بحظر استخدام هذه الذخائر.
وفي تطور يغذي الجدل القائم، اعلن برنامج الامم المتحدة للبيئة في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي أن معملاً سويسرياً يحلل عينات اخذت من كوسوفو لذخيرة حلف شمال الاطلسي التي تحوي اليورانيوم المستنفد، اكتشف فيها آثاراً من اليورانيوم المخصب الأكثر اشعاعاً. ويتخوف مراقبون من أن التحاليل التي تجريها معامل اخرى قد تظهر وجود البلوتونيوم. وصرح الناطق باسم البرنامج مايكل وليامس ان المعمل الذي يقع في سبيتز في شرق سويسرا لم يكن يبحث عن آثار للبلوتونيوم، وهي المهمة التي اوكلت الى واحد من خمسة مراكز علمية اخرى تعكف على تحليل عينات من كوسوفو. وقال: «كل ما يمكنني تأكيده هو أن السويسريين وجدوا النظير المشع يورانيوم 236». وطلب من منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات التي تعمل مع البرنامج تقويم النتائج. ويعكف البرنامج مع منظمة الصحة العالمية والهيئة الدولية لبحوث السرطان على محاولة اكتشاف انواع المخاطر التي يتعرض لها الجنود والمدنيون من القذائف.
وفي برلين، صرح وزير الدفاع الالماني رودولف شاربينغ انه ينظر في تقرير للتلفزيون الالماني جاء فيه ان الذخائر المحتوية على اليورانيوم المستنفد يمكن ان تحتوي على آثار للبلوتونيوم القاتل. وكانت شبكة «أي ار دي» الالمانية للتلفزيون أكدت انها حصلت على وثائق من وزارة الدفاع الاميركية تشير الى امكان العثور على آثار للبلوتونيوم في استلحتها.
وفي ستراسبور، طلب البرلمان الاوروبي من الحلف وقف استخدام اسلحة اليورانيوم المستنفد خلال فترة دراسة تبحث في مخاطرها الصحية. والقرارات الصادرة من البرلمان غير ملزمة لحكومات الاتحاد الاوروبي. وطلب قرار البرلمان، الذي حظي بموافقة غالبية كبيرة، «من الدول الاعضاء المنتمية الى حلف شمال الاطلسي اقتراح تعليق لاستخدام اليورانيوم المستنفد تطبيقاً لمبدأ الحيطة». وطلبوا كذلك تقويم التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للقصف بهذه الذخائر على السكان المدنيين وعلى البيئة. وأبدوا رغبتهم في «انشاء فريق عمل طبي اوروبي مستقل».
وكان الأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون نفى وجود دليل يوحي بأن التعرض لهذه الذخائر يمثل خطراً جوهرياً على صحة جنود الحلف والسكان المدنيين. لكن الحلف قرر  تأليف لجنة خاصة لدرس الآثار المحتملة لاستخدام هذه الذخائر على صحة الجنود. كما أفادت منظمة الصحة العالمية أن التأثيرات الصحية لليورانيوم المستنفد معقدة بسبب خصائصها الكيميائية والاشعاعية والفيزيائية، واستبعدت أن تكون الذخائر المحتوية عليه، والتي استخدمتها جيوش حلف شمال الاطلسي، قد سببت حالات السرطان. لكنها أشارت الى أنها بصدد اعداد دراسة من أجل معرفة ما اذا كانت هناك نسبة متزايدة من الاصابات السرطانية بين الجنود الذين اشتركوا في حربي الخليج والبلقان، وبين السكان الذين تعرضوا لليورانيوم المستنفد.
وتسرب تقرير من وزارة الدفاع البريطانية أفاد أن الجنود الذين ينفذون أعمال انقاذ داخل آليات أعطبتها قذائف محتوية على يورانيوم مستنفد، يتعرضون لمستوى من الاشعاع يزيد ثماني مرات عن المستوى المقبول، وقد يكونون في خطر الاصابة بسرطان الرئتين والأوعية اللمفاوية والدماغ. وقال الناطق الرسمي باسم وزراة الدفاع البريطانية بول سايكس: «لقد علمنا دائماً أن هناك أخطاراً محتملة من اليورانيوم المستنفد». لكنه أضاف أن الأخطار الصحية ضئيلة، وهي تقتضي أن «يمسك جندي بشظية قنبلة مئات الساعات قبل أن يخرق مستويات السلامة البريطانية». وخضعت الحكومة البريطانية للضغوط لاحقاً وقالت انها ستجري فحوصاً للجنود الذين يخدمون في كوسوفو والبوسنة للتأكد من أي أعراض مرضية. وأعلنت البحرية الملكية أنها ستتخلص تدريجاً من قذائف اليورانيوم المستنفد على سفنها بحلول سنة 2003، لكن ليس لدواع صحية.
وفي فرنسا، أكدت وزارة الدفاع أن خمسة من جنودها أصيبوا بسرطان الدم بعد أن خدموا في البلقان. لكنها أعلنت أن الفحوص التي أجريت عليهم لم تظهر أي آثار لليورانيوم المستنفد.
وفي ايطاليا، اشتبه بأن نحو 30 عسكرياً خدموا في كوسوفو والبوسنة اصيبوا بالمرض المعروف بأعراض البلقان، وتوفي سبعة منهم اثر اصابتهم بسرطان الدم. وطلبت ايطاليا من حلف شمال الاطلسي التحقيق في ما اذا كانت وفاة جنودها السبعة ناتجة عن أعراض البلقان. وبلغ مجموع من خدموا في البوسنة وكوسوفو ومقدونيا منذ 5991 نحو 60 ألف جندي و1500 مدني ايطالي.
وكشف وزير الدفاع اليوناني أبوستولوس تسوشازوبولوس أن القوات الأميركية لم تُعلم شركاءها في الحلف عن استخدام قنابل اليورانيوم المستنفد في البوسنة الا في كانون الأول (ديسمبر) 1999. وقد أبلغت الحكومة اليونانية جنودها في البلقان أن بوسعهم العودة الى البلاد اذا كان لديهم تخوف من الاصابة بأمراض. وقد طلب 140 جندياً من الوحدة العاملة في اوروسيفاتش في جنوب يوغوسلافيا، والبالغ عديدها 1500، العودة الى اليونان بعد اصابة أحد رفقائهم بسرطان الدم. وتجرى فحوص طبية لنحو 4000 جندي يوناني ممن يخدمون حالياً أو خدموا سابقاً في البلقان.
وقال خبراء ألمان ان فحوص البول التي أجراها جهاز طبي لجنود ألمان خدموا في البلقان، بناء على طلب وزارة الدفاع، لم تظهر آثاراً غير عادية لليورانيوم المستنفد. وأفاد الجيش الألماني أنه أجرى فحوصاً مستمرة منذ 1999 ولم يعثر على «أي دليل بأن الجنود الالمان الذين يخدمون في كوسوفو قد أصيبوا بأمراض نتيجة التعرض لذخائر محتوية على يورانيوم مستنفد».
وأفادت مصادر الجيش اليوغوسلافي أن خبراء قاسوا مستويات اشعاعية بلغت 1100 ضعف المستوى المعتاد في خمس مناطق قصفتها طائرات حلف شمال الاطلسي بقذائف ذات رؤوس من اليورانيوم المستنفد. وقدر الخبراء ان ما بين 1 و1,5 طن من اليورانيوم المستنفد أطلقت على منشآت يوغوسلافية عام 1999، في ما عدا اقليم كوسوفو. وكانت مستويات الاشعاع في وادي بريسيفو القريب من الحدود مع كوسوفو أعلى 1300 مرة مما يعتبر مأموناً. وادعى مسؤول في معهد مينكا للفيزياء النووية الذي أجرى الفحوص أن السكان ليسوا في خطر، لأن المناطق المقصوفة محددة بعلامات واضحة. وأضاف انه لم يعد هناك خطر من انتشار اليورانيوم بواسطة الهواء. لكنه حذر من أنه ما زالت هناك بعض الخطورة من دخوله طبقات المياه الجوفية. وقال أطباء انهم لم يسجلوا ارتفاعاً في نسبة الأمراض الخبيثة منذ توقف القتال، لكنهم حذروا من أن ظهور هذه الامراض يستغرق عادة سنوات. وعبر رئيس مركز بيزانيجسكا كوزا الطبي عن تشاؤمه، اذ توقع زيادة 30 في المئة في أمراض السرطان خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.
واكتشف الدكتور زوران ستانكوفيتش، رئيس قسم الطب الشرعي في الأكاديمية الطبية التابعة للجيش اليوغوسلافي في بلغراد، علاقة بين الاسلحة المحتوية على يورانيوم مستنفد و400 وفاة لها علاقة بأمراض السرطان بين صرب البوسنة. وقال ان بعض الضحايا كانوا يرتدون سترات واقية صنعت من قنابل محتوية على يورانيوم مستنفد. وكان يعاد تدوير هذه القنابل التي يعثر عليها على الأرض فيتم صهرها لصنع سترات واقية. وأفادت تقارير صحافية أن نحو 300 لاجئ صربي توفوا بالسرطان بعد ان تعرض الحي الذي كانوا فيه في سراييفو للقصف بذخائر تحتوي على يورانيوم مستنفد.
وفي البوسنة قالت وزيرة الصحة بوزا ليوبيك ان الوفيات الناتجة عن أمراض السرطان بين المدنيين، بما في ذلك سرطان الدم، ارتفعت بشدة، اذ سجلت العام الماضي 230 حالة بين كل 100 ألف شخص في مقابل 152251 عام 1999، فيما تضاعفت أمراض سرطان الدم.
وفي روسيا، قال ديمتري روغوزين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما (البرلمان) ان آثار قصف حلف شمال الأطلسي لاقليم كوسوفو ستلازم البلقان لسنوات مقبلة، وقد تحمل مزيداً من المفاجآت التعيسة للغرب وللشعب اليوغوسلافي. وأضاف: «عجيب أن دول الحلف تتحدث الآن فقط عن الدمار البيئي الناتج عن عدوانها».
وتنشر روسيا نحو 4000 جندي ضمن قوة حفظ السلام في كوسوفو والبوسنة، لكنها عارضت بشدة حملة القصف التي تعرضت لها كوسوفو عام 1999 لاخراج القوات الصربية منها. وهي لم تكتشف أي اصابات بين هؤلاء الجنود، لكنها تصر على أن التحقيق الدولي هو الحل الوحيد لحسم المزاعم الخاصة بأعراض البلقان.
وتجري السلطات الاسبانية فحوصاً لـ32 ألف جندي خدموا في البلقان منذ 1992، لتحديد ما اذا كانوا قد تعرضوا للاشعاع. كما تجري القوات البلجيكية تحليلاً يومياً لجنودها قبل أن يغادروا قواعدهم للقيام بمهمة محددة، وأثناء المهمة، ولدى العودة منها.  وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع البلجيكية جيرار هارفينغ أن 1600 جندي من قوات بلجيكية قوامها 12 ألف رجل خدمت في البلقان قبل أزمة كوسوفو، شكوا من نقص في التركيز واضطرابات في النوم. وقال ان هناك تسعة مصابين بسرطان الرئة والدم والدماغ، خمسة منهم توفوا.
وتعتزم القيادة العليا للجيش النروجي اجراء فحوص طبية لجميع الجنود النروجيين الذين خدموا في الخارج منذ 1990 وعددهم نحو 30 ألف جندي.
وفي زغرب، أعلن رئيس الوزراء الكرواتي إيفيتشا راكان أن حكومته ستطلب من حلف شمال الاطلسي ايضاحات عما اذا كانت مياه البحر الادرياتيكي تلوثت نتيجة استخدام اليورانيوم المستنفد الذي حوته القنابل المستخدمة في حرب البلقان.
وفي اسرائيل اعترف الجيش، بعد نفي رسمي، انه استخدم منذ العام 1985 صواريخ وقذائف اميركية الصنع تحتوي على يورانيوم مستنفد، وقد أثارت شكوكاً حول تسببها بامراض سرطانية.
أعراض حرب الخليج
أعاد الجدل حول يوارنيوم البلقان الى دائرة المناقشات  استخدام الغرب ذخائر مكسوة باليورانيوم المستنفد في حرب الخليج عام 1991، مما أدى الى وفاة آلاف المدنيين العراقيين وولادة أطفال مشوهين. كما أعاد الحديث عن ظهور «أعراض حرب الخليج» بين الجنود. وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية ان التقارير الأوروبية تؤكد صحة الحقائق التي قدمها العراق خلال السنوات الأخيرة في شأن استخدام القوات الأميركية والبريطانية هذه الذخائر في قصف العراق وآثارها المأسوية على الناس والبيئة. وأشار الى أن استخدام هذه الذخائر سبب امراضاً غريبة وزيادة غير عادية في حالات الاصابة بسرطان الدم والرئة والجلد والجهاز الهضمي. ولفت الى أن 75 في المئة من هذه الاصابات هي بين الأطفال.
وأفادت الصحافية الفرنسية ماري ـ كلود دوبين، التي غطت حربي الخليج والبلقان، أنها كانت تعاني من أعراض مشابهة لتلك التي ظهرت لدى الجنود المصابين بأعراض حرب الخليج. وتوقعت أن تكون الاسلحة المحتوية على يورانيوم مستنفد هي السبب. واتهمت دوبين القوات الاميركية والفرنسية بانها تريد إخفاء حقيقة أن هذه الأسلحة شكلت خطراً صحياً على الجنود الذين استخدموها. وقالت انها كانت تعرف عندما ذهبت الى العراق أنها قد تتعرض لاسلحة كيميائية، ووقعت تعهداً بذلك، لكنها لم تكن تعرف أنها ستتعرض لأسلحة الحلفاء المحتوية على يورانيوم مستنفد.
وكان نحو 130 ألف جندي من أصل نحو 700 ألف شاركوا في «عاصفة الصحراء» و«درع الصحراء» عامي 1990 و1991 قد أبلغوا عن اصابتهم بأعراض راوحت بين اختلال في وظائف الرئتين والكبد والكليتين والاعياء المزمن وآلام في العضلات والمفاصل وفقدان الذاكرة والصداع والحمى وانخفاض ضغط الدم واختلال التوازن واضطراب النوم والكآبة والاسهال المزمن ومشاكل في التركيز.
وينتشر الآن على أرض العراق ما بين 300 و800 طن من الطلقات المحتوية على يورانيوم مستنفد. وكانت هيئة الطاقة الذرية البريطانية أصدرت تحذيراً صحياً عام 1991 مفاده أن القذائف التي تركت في الكويت ربما كانت مصدراً لتلوث اشعاعي. وقال رئيس جمعية المحاربين القدامى شون روزلنغ ان 521 من المحاربين في الخليج قضوا منذ انتهاء الحرب، وان أكثر من 5000 منهم يعانون أمراضاً مثل سرطان الدم.
لعنة العراق
قال الدكتور بهاء الدين معروف، وهو رئيس فريق باحثين في منظمة الطاقة الذرية العراقية، ان استخدام الولايات المتحدة وبريطانيا اليورانيوم المستنفد، لأول مرة في التاريخ، في القذائف الحربية التي وجهت الى التجمعات والدروع والمنشآت النفطية العراقية، أدى الى حدوث تلوث كبير في المنطقة الجنوبية من العراق. وأضاف: «لقد أشارت المسوحات الاشعاعية والمختبرية التي قامت بها فرق متخصصة على التربة في تلك المنطقة منذ العام 1993 الى وجود نشاط اشعاعي للراديوم ـ 226 بلغ مستويات تركيز عالية جداً». ودلت الفحوص المخبرية على حصول تلوث اشعاعي بنظيري الراديوم ـ 226 والثوريوم ـ 234، أدت ال حدوث زيادة كبيرة في مرض سرطان الدم بين الاطفال بشكل خاص، وتوقعت زيادة كبيرة في الامراض السرطانية مستقبلاً لوجود فترة آجلة لظهورها تتراوح بين 10 سنوات و30 سنة.
وتوقع معروف تأثر سكان المنطقة الجنوبية من العراق، اضافة الى سكان البلدان المجاورة التي تقع في اتجاه الريح السائدة، حيث تسود المنطقة الرياح الغربية والشمالية الغربية، مما يعرض السكان المحليين والاجانب من عسكريين ومدنيين للخطر الاشعاعي. وأضاف: «ما يؤكد هذا التوقع ظهور أعراض مرضية على أعداد كبيرة من العسكريين الأميركيين والبريطانيين ومطالبتهم حكوماتهم بتعويضات كبيرة من جراء إصابتهم بأعراض حرب الخليج أو ما أطلقت عليه هنا تسمية «لعنة العراق». وذكر بالمقال الذي نشرته صحيفة «كريستشان ساينس مونيتور» وتطرق فيه الصحافي سكوت بيترسون الى قيام الادارة الاميركية بشحن بعض قطعها الحربية الى الولايات المتحدة لفحصها والتعرف على تأثيرات استخدام اليورانيوم المستنفد على جنودها، اضافة الى دفن الاسلحة المدمرة في الاراضي العربية للتخلص من تأثيراتها الاشعاعية.
وفي حوار مع مراسل «البيئة والتنمية» في العراق، قالت الدكتورة سعاد جاسم الغرابي، الباحثة في مركز الوقاية من الاشعاع، ان فريقاً من الباحثين قام بزيارة ساحة عمليات القاطع الجنوبي، وبالتحديد المنطقة المحددة من حقل الرميلة النفطي في محافظة البصرة وحتى محطة ضخ النفط العراقي عن طريق السعودية (محطة حوائج) على امتداد 300 كيلومتر. وأخذت نماذج للتربة وقياسات للنشاط الاشعاعي قرب الأهداف التي تعرضت للقصف، تم تحليلها في مختبر القياسات الاشعاعية باستخدام محلل أطياف «غاما» متعدد القنوات. وتأكد من خلال ذلك وجود تلوث إشعاعي في المنطقة، اذ راوحت معدلات التلوث الاشعاعي للهواء قرب الأهداف بين 25 و50 ضعفاً أكثر من التلوث الاشعاعي للهواء في مركز محافظة البصرة. وأشارت الدكتورة الغرابي الى أن التلوث الناجم عن استخدام هذه القذائف هو ازدياد تراكيز نويدات سلسلة انحلال نظير اليورانيوم 238-U المكون الرئيسي للقذيفة، وخاصة النويدات الباعثة لأشعة «غاما». وحذرت من أن تأثير الاشعاع بدأت نتائجه تظهر على الانسان والحيوان والنبات، حيث سجلت نسب عالية من الوفيات بالسرطان وأمراض غريبة أخرى لم تكن مألوفة.
في خضم أزمات التصحر والاحترار العالمي واتساع ثقب الاوزون وشيوع جنون البقر وغير ذلك من المشاكل الخطيرة ذات الشمولية العالمية، تستعر مشكلة الاسلحة المحتوية على اليورانيوم المستنفد بما لها من آثار صحية وبيئية. والسبب واحد: كلها من صنع الانسان.
 
كادر
إسرائيل تعترف باستخدام اليورانيوم المستنفد في عملياتها
اعترف الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي بأنه استخدم قذائف أميركية الصنع تحتوي على اليورانيوم المستنفد، زاعماً أنه سحبها من الخدمة منذ نحو سنة. ومما جاء في تصريح الناطق العسكري: «استخدمنا هذه القذائف للمرة الأولى عام 1985 عندما اعترض طراد على مسافة 160 كيلومتراً قبالة السواحل الإسرائيلية مركباً ينقل مجموعة كوماندوس من منظمة التحرير الفلسطينية (من مرفأ لبناني) إلى إسرائيل».
وكان الجيش الإسرائيلي نفى وجود أسلحة كهذه لديه، إلا ان الصحافة لم تقتنع بهذا النفي. وتوجهت صحيفة «يديعوت احرونوت» إلى حزب الخضر الذي كان أول من حذر من استخدام اليورانيوم المستنفد في الأسلحة قبل سنتين. وفي معلومات يجري التثبت منها أن سلاح البحرية الإسرائيلية استعمل اليورانيوم المستنفد أيضاً في إطلاق القذائف في اتجاه المقاتلين على الأراضي اللبنانية.
وتحرك الحكومة اللبنانية ملف دعوى إلى محكمة العدل الدولية ضد اسرائيل لمطالبتها بتعويض الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن الجرائم التي ارتكبتها على مدى 33 عاماً ضد اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً.
 
كادر
مواقع اليورانيوم المستنفد في كوسوفو
كشف النقاب في مؤتمر صحافي عقد في جنيف الشهر الماضي عن تفاصيل حول المواقع التي استعملت فيها أسلحة محتوية على اليورانيوم المستنفد في حرب كوسوفو عام 1999. وكان فريق علمي من برنامج الأمم المتحدة للبيئة قام بفحص 11 موقعاً من أصل 112 موقعاً اعترف حلف شمال الأطلسي باستعمال هذا السلاح الإشعاعي فيها خلال حرب البلقان. والفريق برئاسة بيكا هافيستو وزير البيئة الفنلندي السابق.
وقد أخذت من المواقع 340 عينة شملت الماء والتربة والنباتات والغبار الملتصق بالآليات العسكرية وشظايا أسلحة مثل الذخائر الخارقة للدروع. وستنشر النتائج الكاملة التي يتوصل إليها الفريق العلمي في أوائل آذار (مارس) المقبل. ويتولى تحليل العينات المعهد السويدي للوقاية من الإشعاع في استوكهولم، ومختبر أ.سي. لابوراتوريوم سبيتز في سويسرا، وقسم علوم الأرض في جامعة بريستول البريطانية، ومختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سيبرسدورف بالنمسا، والوكالة الإيطالية لحماية البيئة في روما.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة كلاوس توبفر في المؤتمر الصحافي ان «هذه المؤسسات الرائدة ستضمن حصولنا على تحليل مستقل ومفصل للعينات من حيث الإشعاع والسمية».
وقال هافيستو: « من أصل 11 موقعاً تم تفقدها، وجد الفريق ثلاثة مواقع خالية من أي أثر لنشاط إشعاعي مرتفع أو بقايا ذخائر محتوية على اليورانيوم المستنفد. وفي ثمانية مواقع وجد مستويات مرتفعة قليلاً من أشعة »بيتا« داخل أو حول حفر خلفتها ذخائر محتوية على اليورانيوم المستنفد، أو بقايا لقذائف مخترقة للدروع».
ويتوقع إرسال فريق علمي آخر إلى كوسوفو في ربيع 2001 لاستكمال التقييم المطلوب لصياغة النتائج. عرض توبفر التوصيات التي تضمنها تقرير فريق عمل البلقان في تشرين الأول (أكتوبر) 1999، وهي تنصّ على ما يأتي:
1. الحصول من حلف شمال الأطلسي على معلومات عما إذا تم استعمال اليورانيوم المستنفد وكيفية استعماله وأماكن استعماله، للتمكن من تأكيد تقييمات المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة والاحتياطات المبررة. وإذا تم التأكد رسمياً من أن اليورانيوم المستنفد لم يستعمل في القتال الذي حدث في كوسوفو، عندئذ يمكن إنهاء هذه الدراسة. وإذا تم التأكد رسمياً من استعماله، أو لم يتم الحصول على معلومات حاسمة، فتطبق التوجهات الآتية:
2. الاستمرار في دراسة الوضع في كوسوفو في ما يتعلق باليورانيوم المستنفد وفق الشروط المرجعية، وإعطاء الخطوات التالية أولوية قصوى.
3. تنظيم إجراءات أخرى بأسرع ما يمكن لتحديد التلوث المحتمل والتثبت من الافتراضات، وإعطاء أولوية قصوى للعثور على قطع من اليورانيوم المستنفد والسطوح الملوثة جداً و«البقع الساخنة» الأخرى.
4. جمع وإزالة قطع اليورانيوم المستنفد والأجسام الملوثة جداً والتلوثات المنتشرة. ويجب القيام بهذا العمل في أوضاع مراقبة بعد تأمين الوقاية المناسبة للأشخاص الذين ينفذونه. كما يجب تخزين اليورانيوم المستنفد الذي يتم جمعه في أوضاع مأمونة.
5. في جميع الأماكن التي تثبت القياسات وجود تلوث فيها، توضع لافتات وأسيجة تمنع وصول الناس والمواشي إليها.
6. إبلاغ السلطات المحلية والسكان المعنيين بنتائج التحقيقات والإجراءات المضادة.
7. إعداد برنامج للإجراءات المركزية والمحلية، واستراتيجية لتعميم تعليمات السلامة والإجراءات المضادة وتدابير التخلص من النفايات.
8. إذا ثبت وجود تلوث، تنفذ التدابير والإجراءات التصحيحية اللازمة.
9. وضع برنامج لإجراء فحوص صحية محتملة لسكان المناطق التي تعرضت أو ربما تعرضت لهجمات باليورانيوم المستنفد، وكذلك سكان الجوار.
10. إجراء مراجعة شاملة لتأثيرات التعرض لليورانيوم المستنفد على الصحة في المدى المتوسط والمدى الطويل.
 
كادر
غونتر الألماني: اكتشفتُ قذائف اليورانيوم على طريق بغداد ـ عمّان
مقابلة
الخبير الألماني الدكتور سيغفريد هورست غونتر هو الذي كشف النقاب عن استخدام القوات الأميركية قذائف خارقة للدروع تحتوي على يورانيوم مستنفد في حرب الخليج عام 1991. وهو ناشط لا يكلّ في سبيل إبراز المعاناة البشرية المستمرة الناتجة عن حرب الخليج والتي لم يعرها الإعلام إلا القليل من الاهتمام. هنا مقتطفات من حوار معه.
 
لماذا استخدمت قذائف اليورانيوم المستنفد في حرب الخليج؟
يمتلك اليورانيوم المستنفد خصائص تجعله جذاباً جداً لتكنولوجيا الأسلحة. فهو أثقل عنصر موجود طبيعياً على الأرض، إذ يزن السنتيمتر المكعب الواحد منه 18,95 غراماً. وهو يصلح لإنتاج الذخائر الخارقة للدروع الفولاذية. وبعد الاختراق، تنشأ حرارة كبيرة عند نقطة الخروج بحيث تحترق جسيمات اليورانيوم المستنفد وتنتشر ملوثاتها. فالدبابة المصابة، مثلاً، تنفجر مطلقة مواد سامة ومشعة للغاية. وبعد تجارب في حرب الخليج، تجرى منذ 1992 عمليات تقوية للدبابات الأميركية باستعمال اليورانيوم المستنفد.
أنت من أوائل الذين كشفوا للعالم أن الولايات المتحدة استخدمت اليورانيوم المستنفد في حرب الخليج. كيف توصلت إلى ذلك؟
في السابع من أيار (مايو) 1991 وجدت على الطريق الصحراوية السريعة بين بغداد وعمّان قذائف في شكل وحجم السيجار. وقد جذبت اهتمامي بسبب مظهرها غير المعتاد ووزنها. في تلك المنطقة تعرضت قوافل النازحين وشاحنات الإعانات وغيرها لغارات الطائرات 10 A مزودة بهذه الذخيرة.
هذا يعني على مسافة بعيدة جداً من معارك الدبابات على حدود الكويت. إذاً أنت عثرت على قذيفة غير متفجرة أطلقت من طائرة أميركية على السيارات المتجهة إلى الأردن.
نعم. وصادف أن شاهدت في وقت لاحق أطفالاً يعبثون بهذه القذائف. وهناك طفلة كان لديها 12 منها ماتت بسرطان الدم. كما تبين في مستشفيات الأطفال في بغداد والموصل والبصرة ازدياد ملحوظ في أعداد المصابين بأمراض سرطان الدم وفقر الدم اللاتنسّجي والأورام. وظهر أيضاً مرض جديد لم يشخص يسبب انتفاخاً غير معتاد في البطن ويحتمل أن تكون له علاقة باختلال في وظائف الكبد والكليتين. وبسبب عدم إمكان العلاج يموت هؤلاء الأطفال.
ما هي تأثيرات التلوث باليورانيوم المستنفد في العراق؟
في ضوء ملاحظاتي الخاصة في العراق، فان التأثير البعيد الأمد لملامسة اليورانيوم المستنفد يؤدي إلى انهيار الجهاز المناعي. أما التأثيرات الأخرى التي لاحظتها فهي ازدياد أمراض مُعدية خطيرة. وتنتشر أحياناً أمراض غير معروفة في أوروبا إلا من خلال كتب الدراسة. وهناك زيادة لافتة في أمراض القوباء والمنطقة والأعراض المماثلة للايدز، وربما كانت لها جميعاً علاقة بانهيار الجهاز المناعي. وهناك كثير من حالات الولادة السابقة لأوانها. وسجلت التشوهات الخلقية لدى المواليد نسبة عالية بعد الحرب (26,8% وفق قسم الأمراض في كلية الطب بجامعة بغداد). وفي المناطق الريفية يموت الأطفال بأعداد كبيرة ويدفنون من دون تشخيص لأمراضهم. من جهة أخرى، لوحظ عام 1993 ارتفاع في نسبة الحملان التي ولدت مشوهة (10%)، ومعظمها نفقت بعد أيام قليلة من ولادتها.
مركز والتر ريد الطبي العسكري في الولايات المتحدة، عاين جنوداً شاركوا في حرب الخليج ويعانون من أعراض عاصفة الصحراء، للتأكد مما إذا كانوا مصابين بسمية إشعاعية. ما رأيك؟
ملاحظاتي لتأثيرات التلوث باليورانيوم المستنفد في العراق تظهر تشابهاً مع ما سمي أعراض حرب الخليج التي أصابت الجنود الأميركيين والبريطانيين في الكويت. والآن نسمع عن أمراض غريبة بين جنود أميركيين شاركوا في حرب الخليج يمكن أن تعزى إلى ملامسة اليورانيوم المستنفد. ونسمع عن تساقط الشعر وأمراض جلدية وتلف أعضاء وما إلى ذلك. حتى النساء الحوامل يلدن أطفالاً مقعدين ومشوهين. وكثير من هذه التأثيرات بقي مخفياً عن الجمهور. وقد أفادت دراسة أجريت لعائلات 251 جندياً شاركوا في حرب الخليج ان 67% من أطفالهم الذين ولدوا منذ الحرب يعانون من أمراض متعلقة بفقدان العينين والأذنين وأمراض دموية ومشاكل في التنفس وأصابع ملتحمة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.