Saturday 20 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
"البيئة والتنمية" (واشنطن) الهاتف المحمول هل يسبب سرطان الدماغ؟  
أيلول (سبتمبر) 2002 / عدد 54
 الهواتف المحمولة، الأصغر حجماً والأكثر ذكاء، تهيمن على عالم الاتصالات اليوم، رغم المخاوف المتزايدة من أن استعمالها قد يسبب أمراضاً سرطانية في المدى الطويل. وهي تعمل بترددات لاسلكية (راديو)، فترسل موجات كهرمغناطيسية الى دماغ مستعملها. ويقع مستوى الاشعاع في مكان ما بين نطاق أجهزة الميكروويف ونطاق التلفزيونات. والمؤكد حالياً أن مستويات الاشعاع العالية يمكن أن تسبب ضرراً بيولوجياً، أما المستويات المنخفضة فلا تزال آثارها قيد الاختبار.
لم يثبت بعد وجود صلة بين استعمال الهاتف المحمول (الخليوي) وأورام الدماغ أو غيرها من الاخطار الصحية، في ما خلا حوادث السير الناتجة عن المكالمة أثناء القيادة. وقد استنتجت دراسة أميركية حديثة أجريت على نحو 900 شخص يستعملون الهاتف المحمول بانتظام عدم وجود صلة بين استعماله وأورام الدماغ. لكن الدراسة، التي تمت برعاية جزئية من صناعة الهواتف، حذرت من أن هناك حاجة الى مزيد من الأبحاث حول تأثيرات الاستعمال في المدى الطويل. وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات المختبر أن مستويات منخفضة من الترددات اللاسلكية يمكن أن تسرّع ظهور السرطان، ولا سيما في الدماغ والغدد اللمفاوية، لكن ثمة غموضاً حول ما اذا كانت النتائج المستقاة من دراسات على الحيوانات تنطبق علمياً على الآدميين.
وحتى الآن لم تصدر أي مؤسسة صحية حكومية أو أهلية ضمان سلامة في استعمال الهاتف المحمول. فقد أوصت مديرية الغذاء والدواء الأميركية باجراء مزيد من الأبحاث. وحذر مسؤولون بريطانيون من أن الأطفال يستحسن ألا يستعملوه. وسوف توضع على الهواتف المحمولة في بريطانيا تحذيرات صحية بعد أن رأت لجنة حكومية أن تخوف الناس من استعمالها مشروع، وطالبت باعداد خطوط توجيهية وطنية حول الهوائيات (الأبراج) الهاتفية. وأفيد في دراسة مستقلة أن السماعات المصممة لحماية المستعملين من الاشعاع زادت الاشعاع الموجه الى أدمغتهم ثلاثة أضعاف!
رفع طبيب أمراض عصبية في ولاية ميريلاند الأميركية مؤخراً دعوى على "موتورولا" وشركات أخرى للهواتف المحمولة مطالباً بـ800 مليون دولار تعويضاً، مدعياً أن استعماله لهذه الهواتف سبب له ورماً خبيثاً في الدماغ. وجاء في تقرير للمعهد الوطني الأميركي لأمراض السرطان أن المصابين بأورام في الدماغ يُسألون عادة عما اذا كانوا يعتبرون الهواتف المحمولة مسؤولة عن مرضهم. ويؤكد أطباء أن ثمة علاقة بينها وبين اضطراب الأعصاب والارهاق والنسيان والأرق واختلالات ضغط الدم.
وقدم المحامي الاميركي بيتر أنجلوس، الذي ساهم في كسب 4.2 بليون دولار تعويضات من صناعة التبغ في ولاية ميريلاند، عشر دعاوى تعويض بحق شركات هواتف محمولة. وقال مساعده جون بيكا: "اذا كانت هذه الشركات على علم بأخطار الاشعاع الناتج عن الهواتف المحمولة، فيجب معاقبتها بشدة، ليس فقط على ما فعلته للجمهور، وانما أيضاً لما حققته من أرباح ببلايين الدولارات".
وفي فرنسا، يقارن خبراء بين 1500 شخص أصيبوا بأورام في الدماغ وعدد مماثل من الأصحاء، لتقصي امكانات تأثير الهاتف المحمول عليهم.
وفي السويد، أفادت دراسة جامعية طبية أن "استخدام الهواتف المحمولة لا يزيد، على ما يبدو، خطر الاصابة بأورام في الدماغ". لكن منظمة الصحة العالمية اتخذت قراراً باجراء تحقيق حول الآثار الناجمة عن الأمواج الصادرة عنها.
وأفاد المعهد الوطني الدنماركي للسرطان السنة الماضية أن دراسة شملت 400 ألف مستخدم للهاتف المحمول لم تظهر زيادة في أخطار الاصابة بالسرطان، لكنها لم تستبعد مشكلات صحية أخرى، مثل الشلل الرعاشي (باركنسون) والألزهايمر (الشبيه بالخرف) وغيرهما من أمراض الجهاز العصبي التي ربما ترتبط بملامسة الهاتف لجسم المستخدم.
وسط هذا الارتباك، بدأ المصنعون يشيرون الى مستويات الاشعاع في كل نوع من الهواتف. وشرعت صناعات جديدة في انتاج ضروب من التجهيزات المرافقة و"الواقية"، التي تراوح من سماعات الأذن المصنوعة من بلاستيك رغوي الى هوائيات شخصية يزعم أنها تحمي من الاشعاع. لكن اختصاصيين يحذرون من أن معظم هذه الأجهزة لم يتم اختبارها علمياً بشكل وافٍ وبحسب الأصول.
كثيرون، حتى من أصحاب الأشغال، ما زالوا من أنصار الهاتف التقليدي ورافضي المحمول جملة وتفصيلاً. وفي انتظار ما ستسفر عنه الاختبارات، قد يكون أفضل الممكن حالياً شراء هاتف يطلق مستوى منخفضاً من الاشعاع، بشهادة صانعه على الأقل. ويبقى التقليل من المخابرات الى أقصى حد ممكن أضمن أسلوب وقائي عملياً.
وفي آب (اغسطس) الماضي أشارت دراسات أميركية بقيادة الباحث هنري لي في جامعة واشنطن، الى أن الموجات القصيرة جداً (الميكروويف) تزيد من افراز هورمون داخلي من مجموعة الكورتيزول، كما يمكن ان تطلق المورفين الداخلي. وقال هنري أن هذه الدراسة تؤكد تأثير الهواتف الجوالة في كيميائية الخلايا الحية، كما تشرح لماذا تجد حيوانات التجارب صعوبة في التعلم، لأن إفراز هذا الهورمون مرتبط مع التعرض لنوع من التأزم الداخلي بارتفاع درجة الحرارة والالم.
وقال الباحث جون تيترسيل من بريطانيا الى أن الهواتف الجوالة تؤثر في كهربائية الدماغ لفترة زمنية قد تطول أو تقصر حسب المدة التي يتعرض لها الانسان للامواج القصيرة. واستناداً الى هذه الدراسة، منعت بعض الشركات استخدام الهواتف الجوالة لدى المهن التي تحتاج الى تركيز مستمر.
وذكرت دراسات حديثة في المعهد الوطني للعلوم الفيزيائية في بريطانيا أن تأثير الهواتف الجوالة في الدماغ يختلف من جهاز الى آخر، كذلك يختلف حسب وضعية الهوائي المعلق في الهاتف، فتكون التأثيرات أقل إذا كان الهوائي مرفوعاً. وبينت ان استخدام سماعة الاذن التابعة للهاتف الجوال قد تقلل من وصول الامواج الى الدماغ بمعدل 90 في المئة. لذلك نصحت باستخدام السماعة.
ومن الاستنتاجات غير المتوقعة حول تأثير الهواتف الجوالة في الجسم ما طلعت به دراسة ديفيد بوميرايا وفريقه العلمي في جامعة نوتنغهام البريطانية، الذي سلط الموجات القصيرة جداً على نوع من الديدان الصغيرة، تزيد من نموها بمعدل 5 في المئة مقارنة مع الديدان الاخرى. وهذا يعني أن الهواتف الجوالة يمكن أن تزيد من الانقسام الخلوي، وبالتالي مخاوف حدوث السرطان.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.