Friday 19 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
رانية الأخضر تعالوا نركب النهر!  
أيلول (سبتمبر) 2002 / عدد 54
 مجذاف وسترة نجاة وخوذة للرأس، هي الادوات الاساسية لممارسة رياضة ركوب الأنهار، التي تعرف بالـ"كانو ـ كاياك" أو "رافتنغ" (rafting). هنا يمتطي المرء، أو فريق من ستة أو ثمانية أشخاص، قارباً مطاطياً في رحلة نهرية مغامراتية وسط مناظر طبيعية خلابة.
ممارسة هذه الرياضة من الهوايات الحديثة التي بدأت تدخل الى المجتمع اللبناني تحت عنوان السياحة البيئية، حيث تشجع على اكتشاف مواقع طبيعية في لبنان يصعب على الانسان أن يطأها راجلاً. فيقوم القارب بأداء دور الدليل السياحي الذي يدخلنا الى مروج خضراء وأشجار وارفة من خلال المياه التي نسلكها بمساعدة المجذاف.
يقول علي عواضة، الذي أتى بهذه الرياضة من فرنسا الى لبنان، انها من أهم الرياضات الحديثة لما تنطوي عليه من أهداف سياحية وبيئية في آن. فهي تتطلب مجرى مائياً نظيفاً خالياً من الاوساخ كي لا يعرقل سير القارب أثناء الرحلة. ولهذه الغاية يقوم الاتحاد اللبناني للكانو ـ كاياك، الذي تأسس عام 1993، بحملات تنظيف سنوية للأنهار التي تمارس فيها هذه الرياضة. وتنظم الرحلات في أنهار لبنان المتدفقة، مثل العاصي والليطاني والكلب والاولي. وقد تسنى لنحو 15 ألف شخص التعرف الى هذه الرياضة ميدانياً.
تبدأ الرحلة بالاستماع الى تعليمات قائد القارب. على كل راكب التجذيف باتجاه معين لتحريك القارب حسب التفافات مجرى النهر وقوة انحداره. وأثناء الرحلة يتسنى للمرء التعرف على البدائع والثروات الطبيعية للمناطق التي تلف ضفاف الأنهار، ومنها السهول الخضراء التي تحافظ على نضرتها على مدار السنة لارتوائها بالمياه العذبة.
تعتمد هذه الرياضة على القوارب غير الآلية، احدى وسائل النقل الأكثر صداقة للبيئة. يقول عواضة ان قوارب الكانو ـ كاياك والرافت ظهرت منذ القدم في بلاد الاسكيمو حيث استعملت لاصطياد الفقمة. ثم ذاع استعمالها عند الهنود والفراعنة لنقل البضائع. كانت القوارب في الماضي تصنع من الاخشاب، لكنها تعتمد اليوم على المواد المطاطية والبلاستيكية بعد ان تحولت من وسيلة لتأمين الخدمات التجارية الى وسيلة سياحية، وبيئية أيضاً، باعتبارها لا تعمل على الوقود بل تتحرك بقوة دفع المياه وتحريك المجذاف.
ما يميز هذه الرياضة أنها تقدم نوعاً جديداً من السياحة في الطبيعة. فهي تجول بالناس في دروب غير تقليدية، وتعرفهم على الثروات الطبيعية في مجاري الأنهار وضفافها. وتوفر متعة المغامرة، خصوصاً عند الوصول الى المنحدرات والشلالات. فعندئذ توضع المجاذيف جانباً حيث تمسك مع الحبل المتمركز على جانب القارب، ويتربع الفريق في القعر مستسلماً لقوة دفع المياه، ويهبط القارب من أعلى الى أسفل مانحاً الفريق متعة المغامرة المحفوفة بالخوف الممزوج بالفرح.
يجمع الناشطون في الاتحاد اللبناني للكانو ـ كاياك كميات هائلة من النفايات كل عام، على اختلاف أنواعها، من أطعمة وأكياس وأوراق وقوارير زجاجية وبلاستيكية وعبوات معدنية. ويساعدهم في ذلك سكان القرى المحيطة بالانهار، مما ولد لدى هؤلاء حساً بيئياً بأهمية الحفاظ على أنهارهم وما تمثل من خيرات. فنهر العاصي، على سبيل المثال، لا ينضب طوال اشهر السنة، ويشكل موقعاً سياحياً يجذب الزوار الى المطاعم الممتدة على ضفتيه. وحملات النظافة أمام عيون الرواد حفزتهم على المساهمة بحماية النهر بالامتناع عن رمي النفايات في المجاري. وقد أظهرت النتائج تحسناً ملموساً في انخفاض كمية النفايات التي تجمع عاماً بعد عام.
وليست كل المجاري للجميع، اذ تتفاوت أماكن الخوض باختلاف درجة التمرس. فللهواة، يتم اختيار المواقع النهرية الخالية من النتوءات الصخرية أو المنحدرات الحادة، من أجل تأمين رحلة هادئة وممتعة. أما في حال الاحتراف، فهناك سبع مراحل تتدرج خطورة، من حيث الانحدار وقوة تدفق المياه، كلما اجتاز المتدرب مرحلة من مراحل التدريب. ويمكن ممارسة "الرافتنغ" في كل أيام السنة، لكنها في الشتاء تتطلب سترة عازلة للمياه والهواء البارد.
ما يجمع عليه ممارسو هذه الرياضة أنها قوَّت عزائمهم، ونمَّت حبهم للطبيعة، ورسخت لديهم الايمان بالحفاظ على الأنهار وضفافها وحمايتها من أخطار التلوث. 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.