Thursday 25 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
كتاب الطبيعة
 
رحلة ايكولوجية في غيانا الفرنسية  
أيلول (سبتمبر) 2004 / عدد 78
 روجيه لوغان
غيانا هي احدى "دوائر" فرنسا ما وراء البحار. مساحتها نحو 90 ألف كيلومتر مربع، يقارب سدس مساحة فرنسا. مناخها استوائي رطب، وهواؤها يبقى محملاً بالرطوبة حتى أثناء احتباس المطر. وتضم أحد الامتدادات الكبيرة الأخيرة لغابة المطر الاستوائية، وعدداً من القبائل الاميرينديانية التي ما زالت تعيش كما كانت منذ قرون. ويتكون الخط الساحلي أساساً من مستنقع لأشجار القرم (المنغروف) وقليل من الشواطئ الرملية. وتشتمل ثروتها الحيوانية على القردة وتماسيح الكيمن والتابير والأسلوت وآكل النمل.
هذه البلاد، التي تقع على الساحل الشمالي الشرقي لأميركا الجنوبية على المحيط الأطلسي، هي الوحيدة التي تحتفظ بغابة أوروبية تكاد تخلو من السكان وترتفع تدريجياً من الشريط الساحلي باتجاه جبال توماك ـ هوماك على الحدود البرازيلية. وتغطي الغابة نحو 92 في المئة من مساحتها الاجمالية وتزخر بتنوع بيولوجي مذهل. ففيها نحو 750 نوعاً من الطيور و186 نوعاً من الثدييات و110 أنواع من الزواحف و106 أنواع من البرمائيات، تعيش في موائل متباينة بين شواطئ رملية ومستنقعات ساحلية.
رحلة في الغابة
زقزقة الطيور في الغابة شنفت آذاننا قبل شروق الشمس، ونحن نجذف بزورقنا صعوداً الى منبع نهر ماروني لاحصاء أنواع الحيوانات والنباتات المتواجدة في المنطقة. وكان علينا أن نمضي ثلاثة أيام أخرى من التجذيف في مياه ضحلة. فنحن في شهر آب (أغسطس)، أي في بداية موسم الجفاف الذي يدوم خمسة أشهر.
الرحلات العلمية المتعددة الأغراض التي كنا نقوم بها استهدفت تعميق معرفتنا بالثروة الحيوانية المحلية، واحصاء أعداد الحيوانات بحسب أنواعها، وهو عمل شاق لكنه ممتع. وهذه الرحلة بالذات، التي قادها فيليب غوشيه الاختصاصي بعلم الزواحف والبرمائيات، غايتها تكوين صورة عن هذه المنطقة واحصاء تنوعها الحيواني بالمقارنة مع أجزاء أخرى من غابة غيانا المترامية. وقد قام الباحثان أوبير جيرو وفيليب غوشيه باجراء مسوحات التنوع الحيواني، وتولى سيسيل ريتشارد ـ هانسن تنسيق هذه الدراسات الحيوانية مع دراسة أوسع حول أثر الصيد في غيانا.
أحصينا الاعداد الموجودة في أجزاء مختلفة من الغابة تبلغ مساحة كل منها كيلومتراً مربعاً، ما سمح لنا بتحديد الكثافة العددية لمختلف الأنواع في موائلها الطبيعية المختلفة، ومستوى الصيد ضمن كل منها. وتشمل هذه الطريقة تعداد جميع الثدييات والطيور التي تعتبر طرائد مفضلة للصيد، والمتواجدة ضمن مسار مستقيم بطول معيَّن عبر الغابة. وكنا نجتاز هذا المسار بانتظام في الصباح الباكر وعند الغسق، وهما وقتان مثاليان لرصد الحيوانات في أوج نشاطها.
فرنسوا كاتزيفيس، الاختصاصي بعلمي الوراثة والثدييات، أسندت اليه مهمة خاصة هي جمع عينات من أمصال وأنسجة الحيوانات، لفحصها وتحديد الأنواع التي تحمل أمراضاً معينة كالالتهابات الفيروسية والاربوفيروسات (حمى تنقلها المفصليات) وفيروس هانتا وحمى كيو وداء الكلَب وسواها، وذلك بالتعاون مع مختبرات معهد باستور في غيانا.
لاحصاء الموارد الطبيعية في هذا الجزء من الغابة، استخدمت فانيسا هوغيه وباسكال باترونيلي، الاختصاصيتان بعلم النبات، تقنية "المسح الموضعي" (quadrat points) أي التوقف كل 20 متراً عبر مسار معين وتسجيل أقرب أربع أشجار (عائلتها وجنسها ونوعها). هذه الطريقة المنتظمة لأخذ العينات تسمح بتكوين صورة عن التركيب النباتي في منطقة معينة وربطه بالأنواع الحيوانية المتواجدة فيها. ودراسة التركيب الوراثي للأنواع الحيوانية والنباتية في الغابات المطيرة الاستوائية تمكننا في النهاية من الالمام بثروتها الوراثية وبهجرة الحيوانات، اضافة الى طبيعة الاستيطان الذي قد يكون حدث قبل انفصال القارات.
مع انتهاء مهمتنا، كنا جمعنا عشرات العينات النباتية والمعطيات المتنوعة، وسجلنا ملاحظاتنا حول السلوكيات الطبيعية لأنواع عديدة من السنوريات والقردة والطيور.
ويخطط حالياً لانشاء منتزه وطني كبير في جنوب غيانا. فالغابات العذراء المترامية الأطراف هناك جديرة بالحماية. وأملنا أن تؤدي نتائج عمل هؤلاء العلماء الى تعزيز الوعي بالحاجة الى حماية الغابات المطيرة الاستوائية حول العالم، لأنها ضرورية لبقاء الحياة على الأرض، فضلاً عما تؤويه من أنواع حيوانية ونباتية لا تعوض.
كادر
كتاب غيانا
تضافرت جهود الدكتور سيسيل ريتشارد ـ هانسن الباحث في سلوكيات الحيوان، والمصور روجيه لوغان، فأثمرت كتاباً شائقاً بعنوان "غيانا الفرنسية: رحلة ايكولوجية".
الكتاب مزدان بصور رائعة تنقل إحساساً حقيقياً بأجواء الغابة المطيرة الاستوائية ومستنقعات المنغروف الساحلية، وما فيها من حيوانات ونباتات نادرة وغريبة. وهو يلقي الضوء على البيئة الخاصة في غيانا الفرنسية وظروف العمل التي يواجهها الباحثون المهتمون بدراستها.
غابة ماتيشو في وسط غيانا الفرنسية وقد بلدت ثغرات قديمة وحديثة في  توزع الأشجار وسيتم ملء الفجوات بنمو أشجار جديدة كتلك التي تبدو في صدر الصورة
 السلحفاة الجليدية الظهر الانثى تأتي كل سنة لتعشش على شواطئ غيانا الفرنسية وهي مهددة بسبب  ـ حصاد  ـ بيوضها وصيدها طمعاً بلحمها وموتها اختناقاً إثر وقوعها فش شباك صيادي الأسماك
تمساح الكيمن يتواجد في موائل المستنقعات المنخفضة والأنهار  ولكنه يفضل المياه الراكدة ويتحمل درجة معقولة من الملوحة واذا قست عليه الظروف البيئية فانه يحفر حجراً في الطين حيث يخدر
القرد العنكبوتي الأسود من الأنواع الرئيسية في الغابات المطيرة الاستوائية السليمة ذيله اللاقط يمكنه من الاستقرار أثناء الجلوس على الأغصان وبلوغ الثمار في أطرافها الهشة وهو متدل مما يبقى يديه طليقتين والذيل كطرف خامس يسهل له الانتقال في الأماكن الخطرة
أبو منجل القرمزي يعود لونه الأحمر الى غذائه الدذي يتكون أساساً من محار صغير كالروبيان مستوطناته الكبيرة لا تقوى على البقاء الا في غابات القرم السليمة وهو يتمتع بحماية تامة في غيانا الفرنسية منذ العام 1976
الضفدعة السامة المتغيرة اللون تجثم على ورقة في الغابة وهي شائعة في مستنقعات اقليم كاو ويتغير لونها باختلاف المناطق التي تعيش فيها وتراوح ألوانها بين الأبيض والأزرق ويمكنها أن تتسلق الأشجار حتى ارتفاع 30 متراً حيث تضع بيوضها في فجوات الجذوع
نبتة شائعة في غابة المطيرة ـ مخلب الكركند الأحمر  تتكون بذورها البنفسيجية داخل الأوراق ويتم التلقيح بواسطة الطيور الطنانة والخفافيش وتزرع في البيوت  Heliconia bhai
الخفاش الأميركي أكل الثمار هذه الثدييات الطائرة تؤدي دوراً أساسياً في توزيع البذور وهي هامة جداً لشجر سيروبيا ـ اذ تأكل ثماره وتنشر بذورها أثناء الطيران
الشرعوف أو فرس النبي يأكل فراشة وهو يبدو كعود سغثر مما يتيح له التخفي ومباغتة فريسته
نبتة الناسك تألفها الطيور الطنانة التي يعيش 29  نوعاً منها في الغابة
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.