Friday 11 Oct 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
 
كتاب الطبيعة
 
السياحـة البيئيـة فـي مصر   
تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 / عدد 92
 قطاع في بداية ازدهاره، يضم رياضات الغوص ومشاهدة الآثار الغارقة والسفاري ومراقبة الطيور والحياة البرية والاستشفاء البيئي
ماري يعقوب (القاهرة)
السياحة البيئية سوق واعدة عالمياً، لم تجنِ مصر منها حتى الآن ما يتناسب وإمكاناتها من تراث طبيعي وحضاري وثقافي وموقع استراتيجي. وهي تمثل قطاعاً عريضاً من الجذب السياحي، خصوصاً في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء اللتين استقطبتا أكثر من نصف التنمية السياحية في البلاد، فضلاً عن مجالات مبشرة على الساحل الشمالي وفي الصحراء الغربية.
لهذا عملت وزارة البيئة المصرية على صياغة استراتيجية وطنية لإدارة السياحة البيئية، وتنمية مقاصدها بأسلوب مستديم، وحماية مواردها الطبيعية والثقافية، بما ينعكس نفعاً دائماً على المواطنين. وقد نفِّذ نموذج رائد في منطقة جنوب البحر الأحمر. وحديثاً أعلنت منطقة مرسى علم ـ رأس بناس أول منطقة للسياحة البيئية في مصر، نتيجة جهود سنوات من العمل الحقلي والمكتبي والاستعانة بأهم بيوت الخبرة العلمية. ووضعت أول خريطة لاستخدامات الأراضي هناك معتمدة على درجة الحساسية البيئية، وفقاً لمواقع توزيع الثروات الطبيعية، والحياة النباتية والحيوانية البرية والبحرية، وأنواع التربة وعمرها الجيولوجي، والأشكال الجيومورفولوجية، وتقسيم خط الشاطئ، وأحواض تجمع المياه، ومواقع احتمال حدوث فيضانات.
كذلك تم تحديد 67 منطقة تصلح للسياحة البيئية، طبقاً لدرجة الحساسية البيئية ووفقاً للموروث الطبيعي والثقافي والتنوع البيولوجي، مما يؤكد ضرورة البدء بتنفيذ المعايير والضوابط الفنية للسياحة البيئية.
ولعل من المناسب أن يأتي إصدار مصر لاستراتيجية السياحة البيئية مواكباً لإعلان الأمم المتحدة 2006 سنة دولية لصحارى العالم ومكافحة التصحر. ويبدومن المنطقي أن تقتنص دول صحارى العالم هذه المناسبة لتسويق مقاصدها ومحمياتها السياحية. ولئن تكن مصر بلاداً صحراوية بطبيعتها، إذ تشكل الصحراء 94 في المئة من مساحتها، فهي أيضاً الأرض التي اخترقها النيل ليشكل وادياً من أكبر الوديان في العالم. وهي مقسمة الى ثلاث صحارى، شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية، ولكل منها صفات وتضاريس وطبيعة مميزة، مما يشكل تنوعاً بيئياً جذاباً. وتنتشر في هذه الصحارى المقاصد السياحية البيئية والمحميات الطبيعية.
في ما يأتي بعض نماذج أنشطة السياحة البيئية في مصر التي تتضمنها الاستراتيجية الوطنية.
الغوص والرياضات البحرية
تتمتع مصر بسلسلة نادرة من الشعاب المرجانية التي تضم أكثر من 250 نوعاً من المرجان على امتداد 1500 كيلومتر في البحر الأحمر وخليج العقبة، تصاحبها آلاف الأنواع من الكائنات البحرية الأخرى. ويعتبر هذا النظام الحاجز المرجاني الثاني في العالم، بعد الحاجز المرجاني العظيم في أوستراليا. وتصنف مصر في المرتبة الثانية أو الثالثة في عالم الغوص، بالنسبة الى حيوية مواقع الغوص وتنوعها، بل ان بعض مناطقها تعتبر في المرتبة الاولى دولياً.
وفي البحر المتوسط آثار غارقة لمدينة الاسكندرية إبان عهد الاسكندر المقدوني والحملات العسكرية البحرية على مصر. وفي ذلك تعدد غني لمقاصد الجذب السياحي للغوص.
ورغم أن التنمية السياحية في البحر الاحمر وجنوب سيناء تمثل 60 في المئة من السياحة في مصر، وفيها أكثر من 300 مركز للغوص، إلا أنها لا تستحوذ إلا على نحو 5 في المئة من سوق الغوص العالمية. وهذا لا يتفق مع الامكانات والثراء الطبيعي لسياحة الغوص في مصر.
السياحة الصحراوية والسفاري
تعتبر سياحة الصحراء سياحة جديدة، تزايد الاقبال عليها في السنوات الأخيرة مع تنامي السياحة البيئية ومحبي السفر والرحلات. ولهذاالنوع جاذبية خاصة لعشاق الطبيعة، وما تضمه من نقاء وجمال أخاذ وكنوز جيولوجية وتكوينات جغرافية رائعة، وحفريات تسجل عصور التاريخ وتحكي سيرة الحياة التي انقرضت والغابات التي اندثرت والأنهار التي جفت والبحار التي انحسرت قبل التاريخ. ثم ان تشكيلات الجبال والوديان وحركة الكثبان الرملية تأخذ بألباب السائحين. والحياة البرية التي يشاهدونها، رغم ندرتها أحياناً، تجذب انتباه قطاع كبير من الزوار لما تعكسه من قيمة علمية وسياحية وجينية.
وتعتبر مصر، بمساحتها البالغة نحو مليون كيلومتر مربع، جزءاً من هذه الصحراء التي يقسمها وادي النيل الى جزء غربي بنسبة 68 في المئة هو الصحراء الغربية، وجزء شرقي بنسبة 22 في المئة هو الصحراء الشرقية، وشبه جزيرة سيناء بنسبة 6 في المئة. ولصحارى مصر تاريخ عريق منذ العصر الحجري وقوم عاد والفراعنة والفرس والاسكندر والحرب العالمية الثانية ومعارك الحروب الحديثة. وهي معقل للأديان ومسار العائلة المقدسة وممرات الحجيج. وتزخر بالكثير من المعادن والمناجم وحفريات الدينوصورات والحيتان. وتضم واحات فريدة بينابيعها الغزيرة ومجتمعاتها الأصلية وتراثها العريق ومنتجاتها التقليدية. صحارى مصر يلفها الكثير من الأسرار والغموض، مما جعلها موقعاً جاذباً لرحلات المستكشفين والباحثين في أعماق التاريخ.
مشاهدة الطيور
نظراً الى موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي على مسارات الطيور المهاجرة، تصل اليها أعداد كبيرة من تلك الطيور التي تهاجر الى أفريقيا في فصل الشتاء وتعود إلى أوروبا في فصل الخريف. وهي تستخدم في رحلاتها مسارات دولية معروفة ومرصودة.
في مصر مواقع كثيرة لإيواء تلك الطيور ومتابعتها ومراقبتها، وهي أساساً المناطق الرطبة في البحر المتوسط والبحر الأحمر والجزر والبحيرات الشمالية والداخلية، كذلك الدلتا ونهر النيل والواحات وغابات المانغروف (القرم) وغيرها. وتشكل الطيور أكبر تنوع بيولوجي للفقاريات غير المائية في البلاد، وتضم أكثر من 470 نوعاً معروفاً، إلا أن معظمها لا يتكاثر في مصر، وهي تعبرها أو تبقى فيها طوال فترة الشتاء.
مشاهدة الطيور تعتبر من الأشكال الراقية للسياحة ذات الانفاق العالي، والتي يقضي هواتها فترات طويلة في الاقامة والتنقل داخل البلاد. ويستطيع السائح المتخصص أن يرقب مئات الأنواع في مسار هجرتها على السواحل، علاوة على تمتعه بمشاهدة ما سجلته النقوش القديمة على الآثار والمعابد، من اهتمام الفراعنة بالطيور وارتباطها بحياتهم ورفاهيتهم.
سياحة الاستشفاء البيئي
في مصر نحو 28 موقعاً تصلح لسياحة الاستشفاء البيئي، في محافظات جنوب وشمال سيناء والبحر الأحمر ومطروح والوادي الجديد وأسوان والفيوم وغيرها. وتنتشر مئات العيون والآبار الطبيعية والكبريتية التي تراوح درجات حرارة مياهها بين 30 و73 درجة مئوية، وتحوي نسباً من المعادن الطبيعية التي تساعد في علاج أمراض جلدية وروماتيزمية. وثمة مواقع رمال ذات عناصر طبيعية ومشعة تساعد في علاج الصدفية والروماتويد عند طمر الجسم في الرمال لفترات علاجية مدروسة.
ولقد انتشرت في مصر بعض مواقع الاستشفاء الطبيعي ذات السمعة العالمية، التي تحتاج الى التعزيز والرعاية وصون الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها والتي يتم تسويقها تحت عنوان الاستشفاء البيئي. ويكفي القول ان في العالم نحو 24 مليون مريض بالصدفية يسعون الى العلاج الطبيعي، وتشكل منطقة سفاجا المصرية مقصداً رئيسياً لهم.
الرحلات النيلية
يعد نهر النيل أطول أنهار العالم، وقد تشكل حوله الوادي الذي رسم شخصية مصر عبر التاريخ وحياة المصريين في الماضي والحاضر. وأصبحت الرحلات النيلية تجربة فريدة للسياح، يستمتعون بضفاف النهر الريفية بأصالتها الطيبة وجمالها الأخاذ على طول الوادي، ويستلهمون إبداعات الآثار والفنون الفرعونية التي حملت لواء حضارة عظيمة، كما يشاهدون 144 جزيرة في مجرى النيل وفروعه هي معلنة محميات طبيعية.
يعمل في مجال السياحة النيلية مئات المراكب والقوارب التي تحتاج الى مزيد من الاهتمام والتسهيلات. هذه السياحة تحتاج الى تكاتف العديد من الجهات للمحافظة على نقاء مياه النهر وسلامة مجراه، وتطوير المراسي، والتخلص السليم من المخلفات، وإدارة جيدة للجزر، وتنظيم نشاط المراكب والقوارب، وتوفير الأمان طوال الرحلات.
مشاهدة الظواهر الطبيعية
تزخر مواقع عديدة في مصر بصفاء سمائها الذي يتيح رصد النجوم والظواهر الفلكية في مناطق لا ''تلوثها'' الأضواء. وثمة تكوينات جيولوجية تمثل حالات نادرة لتغييرات الكون على ملايين السنين، وحفريات لحياة اندثرت على مر العصور تحاكي تاريخ الكرة الأرضية. هذه المواضيع جاذبة لسياحة علمية وبحثية قادرة على الصرف ومحبة للطبيعة، ويمكن ربطها مع عناصر سياحية متعددة.
الفنادق البيئية
تزايد الاقبال في مصر على ارتياد الفنادق البيئية ذات الطراز المعماري المتوافق مع طبيعة المنطقة والمندمج بها، ويقوم على خدمتها المجتمع المحلي المهتم بالسياحة البيئية.
ويتم اختيار هذه الفنادق في مواقع ذات جمال طبيعي وتنوع بيئي يساهم في تعايش السياح مع حياة الفطرة بين السكان الأصليين، ينهلون من ثقافتهم وتراثهم ويستمتعون بصفاء ذهني وروحي مع روعة المكان والزمان في الليل والنهار.
غوص في الشعاب المرجانية للبحر الأحمر
شعاب مرجانية
علماء إحاثة ينبشون حفرية حوت متحجر منذ 40 مليون سنة في محمية وادي الحيتان في الحصراء الغربية على بعد200  كيلومتر من القاهرة 2005
أسنان الحوت البدائي وقد أعلن وادي الحيتان سنة 2005 معلماً للتراث العالمي في قائمة اليونسكو
عثر منقبون أميركيون عام 2001 على أجزاء هيكل عظمي متحجر للدينوصور النباتي  ـ الرسم في الواحة البحرية التي كانت قبل ملايين السنين جنة ساحلية غنّاء
محمية سانت كاترين
نوع من السحالي الصحراوية في محمية سانت كاترين
منتجع بساطة نم،ذج للسياحة البيئية في سيناء على شاطىء البحر الأحمر فيلات مبنية بالطوب الطيني ومجهزة بلاقطات شمسية
أشكال صخرية نحتتها الطبيعة ونعمتها الرياح في الصحراء الغربية ويعتقد الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن أن الأهرام وأبوالهول بنيت على غرار هذه الأشكال الطبيعية
سرب من الطيور المائية المهاجرة
زهرة لوتس تتفتح في بركة المتحف المصري في الثاهرة وهي رمز الحياة في زمن الفراعنة وتطبق وريقاتها في الليل وتغرق في الماء لتبرز من جديد وتتفتح عند الفجر
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.